يعود الخضر اليوم لأجواء المباريات الرسمية من دار السلام حين يواجهون منتخب تنزانيا الذي يشاركنا المركز الأخير. وسبق له وأن فرض علينا التعادل في مباراة الذهاب أخلط بها أوراق الخضر الذين ظلوا الطريق المؤدي إلى الغابون وغينيا الاستوائية تنزانيا - الجزائر ثالث مدرب في خامس مباراة سيسجل المدرب الجديد للخضر انطلاقته على رأس النخية الوطنية ليكون ثالث مدرب يقود منتخبنا في التصفيات الحالية التي استهللناها مع سعدان في المباراة الأولى ضد تنزانيا والتي كانت الأخيرة له، ثم بن شيخة الذي أشرف على نكسة بانغي ونكبة مراكش وبينهما فاز على المغرب بعنابة، ويعد هذا الرقم 3 ضخما ويؤكد أن المنتخب لم يكن مهيأ جيدا لهذه التصفيات. من أجل فتح صفحة جديدة قطار التصفيات الحالية يكون قد فاتنا بنسبة كبيرة لكون تأهلنا يحتاج لمعجزة حقيقية، لكن الأهم هو تمرير الاسفنجة على كوارث المواجهات السابقة والظهور بوجه جديد وجيد لفتح صفحة جديدة ورفع المعنويات قبل التوجه لتصفيات مونديال 2014.
حليلوزيتش تحول إلى أخصائي نفساني عمد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش خلال التربص الأخير بسيدي موسى إلى الإكثار من جلسات التحادث مع اللاعبين، حيث حاول استغلال فرصة الاجتماعات لإيصال الرسائل التي ما فتئ يركز عليها منذ توليه شؤون العارضة الفنية الوطنية، بدليل أنه أبدى خلال الندوة الصحفية التي عقدها الاثنين الماضي ارتياحه الكبير للأجواء السائدة وسط ”الخضر” في ثاني تربص يشرف عليه، وقد صرح بأن التحاق نسبة كبيرة من التعداد في الموعد مؤشر إيجابي على إحساس كل العناصر بالمسؤولية، وأن تواجد غالبية اللاعبين في مركز سيدي موسى منذ اليوم الأول سمح للطاقم الفني بتجسيد برنامج العمل المسطر. اللاعبون بدأوا يتعودون عليه اعتبر المدرب البوسني هذا العامل بمثابة تجاوب فوري للاعبين مع طريقة العمل التي قرر انتهاجها، والتي تبقى عوامل الانضباط، الصرامة والجدية قوامها الأساسي. لجوء ”الكوتش فاهيد” إلى الالتقاء بلاعبيه أطول فترة ممكنة سواء في المركز أو قبيل انطلاق التدريبات بنادي الجيش يعتبر طريقة عمل فضل انتهاجها في محاولة لتغطية النقائص التي كان قد وقف عليها في معسكر ماركوسيس. الهاجس البدني يطرح مرة أخرى اعترف حليلوزيتش بوجود تباين صارخ في المستوى البدني بين اللاعبين، لأن البعض دخل أجواء المنافسة منذ نحو شهر، على غرار زياني، بوڤرة، مغني، بلحاج، بن يمينة، بوعزة، مجاني، مهدي مصطفى، قادير ومطمور، والبعض الآخر لم يحسم في مصيره الاحترافي إلا قبل أسبوع في صورة حسان يبدة، بينما لا تزال البقية بعيدة عن المباريات الرسمية، وهو أمر أعتبره حليلوزيتش غير مؤثر كثيرا. عودة الرغبة للاعبين أهم شيء وأكد حليلوزيتش على أن التحاق اللاعبين بالتربص جعله يلمس لديهم رغبة كبيرة في استعادة روح المجموعة التي افتقدها المنتخب منذ مونديال جنوب إفريقيا، حيث أن فرحة كل عنصر عند دخوله التربص أسعدت الناخب الوطني، بعد تيقنه من النجاح في إيصال الرسالة، مع إبدائه الكثير من الارتياح بخصوص الأجواء السائدة وسط المنتخب، والتفاؤل بالقدرة على العمل مع مجموعة تتجاوب بسرعة مع طريقة العمل المنتهجة، سيما وأنه يبقى يبحث عن تشكيلة تتماشى و”استراتيجيته” التي يسعى من خلالها إلى بناء منتخب بإستطاعته تحقيق حلم التأهل إلى مونديال البرازيل، مادام هذا الهدف يبقى من الشروط التي تم إدراجها في عقد التقني الفرانكوبوسني مع الفاف. مغني، يبدة والشاذلي خارج الحسابات لعل ما يجسد هذا الطرح عقد حليلوزيتش ثمانية اجتماعات مع اللاعبين خلال تربص سيدي موسى، لأنه شرع في التفكير في تصفيات المونديال القادم منذ أول يوم له مع الخضر، كما أنه اعترف خلال ندوته الصحفية الأخيرة بأن ثلاثة عناصر تتواجد حاليا في التعداد ولا تستحق الدعوة للمشاركة مع المنتخب في مباراة تنزانيا، ويتعلق الأمر بكل من مراد مغني، حسان يبدة والشاذلي العمري، لكنه اعتبر دعوة هذا الثلاثي استثنائية، لأن كل لاعب ليس جاهزا من الناحية البدنية لخوض مقابلة رسمية مع المنتخب، ومع ذلك فقد ارتأى حضورهم من أجل تمكين كل لاعب من مواصلة العمل وفق برنامج التأهيل الذي كان الطاقم الفني قد سطره في تربص ماركوسيس تحسبا لمرحلة ما بعد تصفيات ”كان 2012”. التفاؤل يسود الجميع تبعث الأجواء السائدة وسط المنتخب الوطني على الكثير من الارتياح والتفاؤل، وتوحي بنجاح التقني الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش في وضع أولى بصماته على التشكيلة، لأن هذا المدرب تمكن من فرض طريقة عمله، وفرض الانضباط وسط المجموعة، بدليل التحاق غالبية اللاعبين في أول أيام المعسكر الإعدادي، وهو مشكل كان مطروحا بحدة داخل المنتخب في السنوات الماضية، لتكون الخطوة الثانية من المشروع الذي أعده ”الكوتش فاهيد” سعيه لإعادة الروح الجماعية التي غابت لمدة طويلة عن المنتخب. حليلوزيتش محتار في الهشاشة خارج الديار ستكون مباراة اليوم الخرجة الرسمية الأولى لحليلوزيتش مع الخضر الذي أكد بأن الكرة الجزائرية تبقى تعاني منذ قرابة ثماني سنوات من أزمة العجز عن العودة بانتصارات من خارج الديار، ليبقى الفوز المحقق في زامبيا في جوان 2009 استثناء، الأمر الذي أجبر الناخب الوطني على إجراء تشريح دقيق لوضعية المنتخب في الظرف الراهن، وقد حاول من خلالها الوقوف على أسباب تراجع المردود الجماعي بعد المونديال، وقد عاين العديد من أشرطة الفيديو الخاصة باللقاءات الأخيرة للمنتخب، وعلى رأسها شريط الفيديو الخاص بمباراة إفريقيا الوسطى في بانغي، ووقف على حقيقة المعاناة، لأن المنتخب لعب دون روح، واكتفى بتحمل ضغط المنافس، حيث لم يتردد في ندوته الصحفية الأخيرة في الكشف عن تحسره لمستوى الخضر. مشكل العقم الهجومي كما يؤرق حليلوزيتش مشكل العقم الهجومي للمنتخب في جميع المباريات التي لعبها خارج الجزائر، وأرجع سبب ذلك إلى عدم ثقة اللاعبين في إمكانياتهم، وميولهم إلى الخطة الدفاعية بحثا عن نقطة التعادل، وهي طريقة أعرب الناخب الوطني عن رفضه لها، مع التأكيد على أنه سيحاول تغيير هذه الذهنية، وإعطاء ثقة أكبر للاعبي المنتخب، ومطالبتهم بالعودة بالنقاط الثلاث، وبالتالي فك عقدة اللعب خارج الديار، وزرع الروح الانتصارية في المجموعة، مادام هذا العامل من أسرار نجاح ”الكوتش فاهيد” في التجربة التي خاضها مع منتخب كوت ديفوار، حيث كان يحث عناصره على ضرورة تحقيق الانتصار حتى في المباريات الودية. وقد كشف حليلوزيتش عن ذلك من خلال تصريحه ”سأطالب اللاعبين بالفوز في تنزانيا، مهما كان حجم المنافس والظروف المناخية وضغط الجمهور، لأنني أميل أكثر إلى ورقة الهجوم، وأطمح دوما لفرض طريقة لعبي، حتى لو كان الخصم هو المنتخب البرازيلي”، وهو تصريح يبقى بمثابة رسالة واضحة المضمون ببحثه عن منتخب بنزعة هجومية، ومباراة اليوم بدار السلام ستكون الإمتحان الأول الذي سيكتشف من خلاله الجزائريون هندسة هذا التقني وفلسفته في اللعب. الخضر مطالبون بالجديد المفيد ورغم اقتناع الجميع بتقلص حظوظ الأفناك لحضور العرس القاري القادم، إلا أن مواجهة اليوم ستكون من أجل الجديد المفيد والكل يعول على صرامة المدرب البوسني لوضع قاطرة الخضر فوق السكة الصحيحة... فبأي حال ستظهر أول نسخة لحاليلوزيتش...؟ مواجهة رسمية دون أي ضغوطات يعتبر لقاء اليوم بين الخضر وتنزانيا أول لقاء رسمي بالنسبة للمدرب حاليلوزيتش الذي خلف عبد الحق بن شيخة على رأس الطاقم الفني للمنتخب، حيث تعد مواجهة اليوم اختبار حقيقي للمدرب ليس لإظهار ما في جعبته من خبرة أو إمكانيات وإنما لتجريب عدد كبير من اللاعبين ومن ثم أخذ قرار صائب على جملة من العناصر التي تبقى مطالبة بالحفاظ على مستواها أو تحسينه، لأن الحاضر لن يكون كسابقه كما أكد المدرب الوطني الذي سيواصل غربلة المنتخب إلى أن يجد التشكيلة التي يبحث عنها.