النقاط الثلاث ستبقى في الجزائر ولا عذر لنا في حالة الإخفاق أبدى الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة الكثير من الإرتياح و التفاؤل بخصوص قدرة " الخضر " على تجاوز عقبة المنتخب المغربي بنجاح، و إستعادة كامل الحظوظ في التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا في نسختها القادمة، و أرجع سر ذلك إلى العزيمة الكبيرة التي تحدو اللاعبين من أجل رد الإعتبار و تجنب الإقصاء المبكر من المرحلة التصفوية. أعدت شاوشي باختياري حتى أضعه تحت الضغط ودافع بن شيخة خلال الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس الأربعاء بمركز الصحافة التابع للمركب الأولمبي محمد بوضياف عن خياراته، بعد ردود الفعال المتباينة عقب كشفه عن قائمة اللاعبين المعنيين بمباراة السابع و العشرين مارس الجاري، إضافة إلى قضية اللاعبين الذين قرر الإستغناء عنهم لأسباب مختلفة، رغم أنهم كانوا من الركائز الأساسية في المنتخب.بن شيخة عبرعن سعادته الكبيرة بتواجد عناصر المنتخب في حالة نفسية و صحية جيدة، و هو ما اعتبره مؤشرا جد إيجابي يبعث حسبه على الكثير من الإرتياح، لأن النخبة الجزائرية كما قال " عانت كثيرا من هذا الجانب، بدليل أن لعنة الإصابات كانت قد حرمت التشكيلة من خدمات مغني في مونديال جنوب إفريقيا، كما أن معظم اللاعبين كانوا بعيدين لفترة طويلة عن أجواء المنافسة عقب ملازمتهم كراسي الإحتياط في نواديهم الأوروبية، الأمر الذي إنعكس بالسلب على مردود المنتخب في اللقائين السابقين من التصفيات ".وعاد إلى المقابلة الأخيرة ضد جمهورية إفريقيا الوسطى، إذ أوضح في هذا الشأن بأنه كان قد تنقل إلى بانغي بتعداد يعاني من نقص المنافسة، و اضطر حتى إلى الإعتماد على عناصر عائدة من إصابات، و لم تسترجع كامل مؤهلاتها و إمكانياتها، فكانت العواقب وخيمة بتلقي هزيمة أمام منتخب مجهري في القارة السمراء، لكن كما إستطرد " المعطيات تغيرت كلية، لأن العناصر الوطنية تتواجد في " فورمة " عالية، بعدما أصبح كل اللاعبين أساسيين في أنديتهم، مع عدم تسجيل أية إصابة، مما يعني بأننا سنخوض هذه المقابلة بكامل إمكانياتنا الحقيقية، و سنظهر بمستوانا المعهود الذي إفتقده المنتخب منذ نهائيات كاس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، بعدما كنت قد وجدت صعوبة كبيرة في سد الفراغات سواء في مباراة بانغي، و حتى في اللقاء الودي ضد منتخب لوكسمبورغ ". و عرج بن شيخة على المعايير التي اعتمد عليها في ضبط قائمة ال 23 المعنية بمواجهة المغرب، حيث صرح قائلا في هذا الصدد " صدقوني إذا قلت لكم بأنني وجدت صعوبة كبيرة في ضبط القائمة، حيث أنني قمت منذ شهر بتنصيب سبورة حائطية في منزلي و صممت عليها أرضية ميدان، مع تدوين أسماء اللاعبين كل في منصبه من أجل إجراء قراءة سليمة في حاجيات التشكيلة، كوني قررت منذ تسلمي المهمة ضبط القائمة ليس حسب الأسماء، و لكن وفق المناصب، و طيلة هذه الفترة كنت أشطب أسماء لاعبين و أضيف أسماء أخرى حسب المردود و مستوى كل لاعب مع ناديه، إضافة إلى مراعاة الحالة الصحية لكل العناصر، لأنني كنت ابحث عن قائمة متوازنة، بوجود عنصرين في كل منصب، بإستثناء حراس المرمى، نصبت سبورة في بيتي وقضيت شهرا في حذف وإضافة اللاعبين و هذا من أجل ضمان تواصل الصراع على المراكز إلى غاية آخر لحظة من فترة تحضيراتنا لموعد المقابلة، لأن البحث عن التوازن كان مسعانا الأساسي، و بعد تفكير طويل كان لزاما علي، و بصفتي المسؤول الأول عن العارضة الفنية إتخاذ قرارات شجاعة، من شأنها خدمة مصلحة الكرة الجزائرية، و ذلك بالتضحية بلاعبين كانوا من ركائز المنتخب، لأن الأماكن تبقى من نصيب الأجدر و الأكثر إستعدادا من جميع الجوانب لتقديم مردود أفضل طيلة فترات المقابلة، مادام الأمر يتعلق بمصير الألوان الوطنية " إلى ذلك فقد أعرب بن شيخة عن سعادته بتواجد كل العناصر المعنية بهذه المباراة في " فورمة " عالية، و أكد في هذا الصدد بأنه كان على إتصال دائم مع كل اللاعبين، للإطمئنان على حالتهم الصحية، و حتى وضعياتهم في نواديهم، و محاولة الوقوف على علاقة كل عنصر بمدربه في الفريق الذي يلعب له، خاصة إذا كانت هناك تغييرات في التشكيلة تجبر العناصر الوطنية على البقاء في الإحتياط، كما حدث مع يبدة في ثلاث مباريات، و هنا فتح بن شيخة قوسا ليعترف بأنه لم يتمكن من ضبط القامة إلا بعد التسلح بالشجاعة الكافية، لأن كل اللاعبين أبدوا رغبة كبيرة في المشاركة في هذا اللقاء الحاسم و المصيري، لكنه قرر في نهاية المطاف وضع الثقة في اللاعبين الذين يراهم أكثر جاهزية لتقديم أفضل مردود في هذه المقابلة.على صعيد آخر، و في رده عن سؤال يتعلق بعدم إدراج مراد مغني ضمن القائمة المعنية بهذا اللقاء، لم يتردد الناخب الوطني في التأكيد على أن لاعب لازيو روما الإيطالي لم يكن إستثناء في هذه القائمة، لأنه لو كان الأمر يتعلق به فقط لكان الطاقم الفني قد وجه له الدعوة للحضور في التربص و التواجد مع زملائه، إلا أن القائمة طويلة، مما جعله يصرح قائلا " مغني لم يكن الوحيد،لأنه لم يسترجع كامل إمكانياته، و هو عائد من إصابة، و إستدعاؤه كان يحتم علينا توجيه الدعوة لعناصر أخرى قدمت الكثير للمنتخب في الفترة الأخيرة أمثال كريم مطمور و رفيق حليش، إضافة إلى فؤاد قادير و عدلان قديورة، فضلا عن الوجهين الجديدين بن يمينة و مسلوب، و عليه فإننا قررنا السير وفق المنهجية التي كنا قد سطرناها، و المبنية على أساس أن القائمة لا بد أن تضم العناصر الأكثر جاهزية لتشريف الألوان الوطنية، من دون أخذ أية حالة كإستثناء لتجنب أي تأويل ".و أكد بن شيخة بأن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة أمام هؤلاء اللاعبين مسلوب ضحية تواجد عناصر الوسط والهجوم في فورمة عالية في حال قدرتهم على إسترجاع إمكانياتهم الفردية، لأنه لا يعقل أن يراهن مدرب وطني على عنصر لا يستطيع إثبات وجوده كأساسي في ناديه، بصرف النظر عن مشكل الإصابات، و قد تمنى " الجنرال " أن يكون مغني، مطمور، حليش، قادير و قديورة جاهزون لخوض لقاء العودة ضد المنتخب المغربي في شهر جوان القادم، لن هذه العناصر ت على حد تعبيره لها من المؤهلات ما يسمح لها بإعطاء الإضافة للتشكيلة الوطنية، و المساهمة في العودة من الراضي المغربية بالنقاط الثلاث.بالموازاة مع ذلك، أكد الناخب الوطني بان توجيه الدعوة لكل من غزال، زياية، بلحاج و عبدون، بعدما كان قد شطب هذا الرباعي من القائمة في التربص السابق، كان بمثابة خيار حتمي، لأن هؤلاء اللاعبين برهنوا على تواجدهم في لياقة جيدة، و كسب " الفورمة " مكن كل عنصر من إستعادة مكانته في المنتخب، لكنه إعترف بالمقابل بأن الحارس فوزي شاوشي كان إستثناء في هذه القائمة، لأن الدعوة الموجهة لهذا الحارس فاجأت الكثير من المتتبعين، لكنني " كنت قد تحدثت مع شاوشي على إنفراد منذ شهرين، و طلبت منه التفكير في مستقبله مع المنتخب الوطني، و ذلك بإلزامه على ضرورة إحترام كل الأطراف داخل المنتخب، و قرار إستدعائه إتخذته بمحض إرادتي لسبب وحيد، يتمثل في إدماج هذا الحارس في التعداد في مرحلة نبقى فيها ضامنين لخدمات ثلاثة حراس، قبل أن نجد أنفسنا مجبرين على إعادة شاوشي إلى المنتخب تحت تأثير الحاجة الماسة إلى خدماته في ظرف طارئ، و هو السبب الرئيسي الذي جعلني أتحمل كامل المسؤولية في هذا القرار، لأنني فضلت أن أضع هذا الحارس تحت ضغطي أحسن من أن أجد نفسي ذات يومه تحت تأثيره، بتحتم إستدعائه، كونه حارس ممتاز".أما بخصوص وليد مسلوب فقد إعتبر بن شيخة هذا العنصر ضحية الكثير من الخيارات، لأن مسلوب تعرض في الفترة الأخيرة لعقوبة أبعدته عن ناديه في مقابلتين، لكن و مع ذلك فقد تقرر شطبه جراء تواجد كل من بودبوز ، زياني ، حاج عيسى، عبدون و جابو في أوج العطاء البدني و الفني، الطاقم قرر توجيه الدعوة لعنصرين في كل منصب، مما إستحال على مسلوب كسب ثقة الطاقم الفني في خط وسط الميدان، و حتى في الهجوم، لأن زياية و غزال حسب بن شيخة يعتبران أكثر جاهزية من هذا اللاعب. و فيما يتعلق باللقاء اعترف الناخب الوطني بأن المهمة ليست سهلة أمام منافس بحجم المنتخب المغربي، و ذلك بحكم معرفة كل منتخب لخبايا منافسه، و المقابلة ستكون حاسمة، " لكن ذلك لا يعني بأن العناصر الوطنية ستترك الفرصة أمام منتخب المغرب لفرض إيقاع لعبه، بل أن النقاط الثلاث لا بد أن تبقى في الجزائر، مهما كانت قوة الخصم، لأن كل الظروف مهيأة لتحقيق الإنتصار، و لن نمتلك آي عذر لتبرير الإخفاق في حال عجزنا عن تحقيق حلم ملايين الجزائريين، و المباراة ستكون حقيقة عرسا كرويا كبيرا، و الوضع بين اللاعبين على أرضية الميدان يختلف كلية عن أجواء المدرجات، لأن التنافس لا بد أن يبلغ ذروته، و العناصر الوطنية مجبرة على التفكير في مستقبل الكرة الجزائرية ". و ختم بن شيخة ندوته بتوجيه نداء للأنصار طالبا منهم الوقوف إلى جانب التشكيلة في الأوقات الحرجة أثناء المقابلة، " لأنني كنت قد تلقيت وعودا من 60 ألف مناصر بعنابة لمؤازرة التشكيلة طيلة فترات المقابلة، و اللاعبين على دراية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، حيث أننا درسنا المنافس، و سنتابع خمسة أشرطة فيديو لمباريات المنتخب المغربي من أجل تمكين اللاعبين من أخذ صورة شاملة عن هذا المنافس" .