طوّر القائمون على مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة تقنية أدوات قادرة على الكشف عن الإصابة بفيروس «كوفيد 19» في نصف ساعة بالاعتماد على الحمض النووي، حيث سيتم إنتاجها لأول مرة في الجزائر في غضون الشهرين القادمين، كما أن حجمها لن يتجاوز حجم هاتف نقال وستكون قابلة للاستعمال في أي مكان. وتحصل مركز البحث في البيوتكنولوجيا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي أول أمس، على الموافقة النهائية من المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي بعد أن قدم المقترح الخاص بالعملية، مثلما أكده المدير العام للمركز، الدكتور عمار عزيون، في تصريح للنصر. وأفاد الدكتور أنه سيعقِد اليوم اجتماعا مع باحثي المركز حول العملية، مشيرا إلى أنها تتوقف في المرحلة الحالية على وصول المواد الأولية التي طلبتها إدارة المركز من ممونين، كما نبه أنه تم تخصيص الميزانية اللازمة من أجل التكفل بالإنتاج. وأكد نفس المصدر أن المركز يعتزم الوصول إلى إنتاج خمسة عشر ألف أداة خلال مدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين بعد الشروع فيها في نفس يوم وصول المواد الأولية، باتباع دوام عمل لعشر ساعات يوميا، موضحا أنه يمكن الوصول إلى إنتاج مئة ألف أداة مستقبلا. وأضاف المدير أن التقنية ليست جديدة على المركز، الذي طبقها منذ سنة بتطوير أدوات للكشف المبكر السريع عن أمراض معدية أخرى، و أخرى للكشف عن السرطان، بينما أوضح لنا أن تكلفتها ستكون أقل من المستوردة فضلا عن أنها المرة الأولى التي يتم فيها إنتاجها على المستوى المحلي داخل الجزائر، مشيرا إلى أنها تحقق الاكتفاء الذاتي من ناحية التطوير، بحيث يمكن للتقنية المطورة على مستوى المركز تغطية طلب السوق الصيدلانية الوطنية مستقبلا. وشرح الدكتور عزيون أن الأدوات الجديدة تعتمد في الأصل على تقنية طورها كل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بيركلي بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث يتعلق الأمر بما يعرف علميا باسم «التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد»، ويختصر في الإنجليزية باسم CRISPR، وتقوم الطريقة على الحمض النووي، بينما نبه الدكتور إلى أن طريقة استعمال الأداة تشبه «اختبار الحمل»، كما أنها تعتمد على وضع عينات من المريض على أشرطة شبيهة بشريط جهاز قياس السكر في الدم، بالإضافة إلى أن حجم الجهاز الخاص بها لن يتجاوز حجم هاتف نقال ويمكن حملها في الجيب. وذكر مدير المركز أن الأدوات الجديدة ستسمح بالقيام بعمليات كشف مُوسّعة في أماكن لا تتوفر بها إمكانيات إجراء اختبارات تفاعل البوليمزار المتسلسل، المعروفة برمز PCR.