توصل طبيب متخصص في علم الميكروبيولوجيا و صيدلية و رئيس مصلحة، بمستشفى ابن زهر في مدينة قالمة، إلى صناعة محلول آمن لنقل عينات الكشف عن فيروس كورونا إلى مخابر التحليل. و قالت إدارة المستشفى، بأن ما قام به الطبيب و الصيدلية بمساعدة رئيس مصلحة بالمستشفى، يعد إنجازا مفيدا للمنظومة الصحية المحلية، التي تواجه تحديات كبيرة بسبب الانتشار المتزايد للوباء في المنطقة. و يسمح المحلول المنتج بمخابر مستشفى ابن زهر، المتخصص في الأمراض المعدية، بنقل عينات الكشف عن الفيروسات، بما فيها فيروس كورونا المستجد، إلى مواقع التحليل وفق المقاييس المعمول بها في هذا المجال، لتفادي كل العوامل المؤثرة على العيينة و نتيجة التحليل. و ليست عملية نقل عينات الكشف عن فيروس كورونا بالأمر السهل، فهي تعتمد على تقنيات دقيقة من موقع أخذ العيينة إلى التخزين المؤقت، ثم النقل عبر مسارات طويلة و تعمل المحاليل و معدات الحفظ و النقل، على حفظ العيينة من المؤثرات الخارجية، كالضوء و الحرارة، لتفادي النتائج المخطئة و ما ينجر عنها من تعقيدات أخرى. و منذ بداية انتشار فيروس كورونا بولاية قالمة، ظهرت العديد من المبادرات المحلية يقودها شباب مبتكر، استطاع مواجهة الندرة و الحاجة للتجهيزات و المعدات، بتصنيع الكمامات و الملابس الواقية و أنفاق التعقيم و محاليل التنظيف و الوقاية. و كشفت أزمة الوباء، عن قدرات بشرية واعدة بولاية قالمة و ذلك بمخابر المستشفيات و الجامعة و ورشات و الحماية المدنية و مراكز التكوين المهني و مقرات الجمعيات ذات الطابع الإنساني و المبادرات الفردية الحرة. و إذا استمر هذا الزخم من الإبداع و المهارات الفنية و البحوث المجدية، بعد زوال الوباء، فإن مستقبل العلوم و الاقتصاد و التنمية المحلية، سيكون مريحا و باعثا على التفاؤل. و ليست قالمة وحدها من تعيش زخم الإبداع و الإنتاج في زمن الوباء، فقد عمت النهضة غير المسبوقة ربوع الوطن و تحولت مخابر البحث الجامعية و المستشفيات و مراكز التكوين المهني و الجمعيات و المصانع و المبادرات الفردية المثيرة، إلى جبهة حرب حقيقية لصد الوباء الزاحف على البلاد و التخفيف من وطأته على حياة السكان و الاقتصاد الوطني المتداعي.