شهدت شواطئ جيجل بالجهة الغربية، في الأيام القليلة الماضية، إقبالا كبيرا من قبل المصطافين، ما جعل العديد من المواطنين يعبرون عن قلقهم من تفاقم الوضعية و عدم التحكم فيها خلال موسم الاصطياف. الزائر لشواطئ الجهة الغربية، يشاهد العدد المعتبر من المصطافين الذين يفترشون رمال البحر و يسبحون، حيث توزع العشرات على طول الشواطئ المعروفة على غرار المنار الكبير، برج بليدة « أوندرو»، بالإضافة إلى الشاطئ المركزي بالعوانة، أين تجد عشرات السيارات مركونة بحظائر السيارات أو بجوار الشواطئ الصخرية. و تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، صورا لعشرات المصطافين الذين توافدوا على الشاطئ، بين مرحب و مستاء و خائف من إمكانية انفلات الوضع و تفشي فيروس كورونا، كونه يعتبر من بين الفيروسات الخطيرة للغاية و غير المتحكم فيها، حيث عبر العديد من المعلقين على المنشورات، عن أسفهم الشديد و مطالبة السلطات باتخاذ إجراءات ردعية جديدة. الواجهات البحرية تلقى إقبالا من طرف العائلات زرنا الشواطئ الغربية من الولاية و لدى مرورنا على الواجهة البحرية بالخليج الصغير، شاهدنا العشرات من السيارات المركونة، جلها تحمل ترقيم الولاية، بالإضافة إلى عدد نسبي من السيارات التي تحمل ترقيم الولايات المجاورة، توقفنا للإطلاع عن الوضعية، فشاهدنا العديد منهم جالسين على الصخور، منهم من يلتقط الصور و آخرون يلعبون رفقة أطفالهم، توجهنا مباشرة إلى الجهة المقابلة لشاطئ المنار الكبير، أين وجدنا عددا معتبرا من المواطنين بالشاطئ، منهم من كان جالسا على رمال البحر و منهم من كان يسبح و آخرون يلعبون كرة القدم. واصلنا السير و أحصينا ما يقارب 150 سيارة، من بينها سيارات تحمل ترقيم ولايات مجاورة، أما بالواجهة البحرية في منطقة « لعوينة» أو «لغريفات»، فقد كانت العائلات جالسة و تستمتع بنسيم البحر، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الذين كانوا يملؤون الفضاء و قد أخبرنا محمد، بأنه قدم رفقة والدته و شقيقته للاستمتاع بنسيم البحر و قضاء سويعات قبل بداية الحجر الجزئي، فقد ضاقت نفسية والدته جراء الخوف من فيروس كورونا، بالإضافة إلى مرضها الشديد، ما جعله يقوم بإخراجها للترويح عن النفس. كما أخبرنا أفراد عائلة أخرى، بأنهم فضلوا القدوم إلى منطقة « لغريفات» و الابتعاد عن الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المصطافين و الخوف من التقاط عدوى الفيروس، حيث أشارت زينب قائلة» لقد فضلنا القدوم للواجهة البحرية، حتى يتسنى لنا الظفر بمكان بعيد عن العائلات و احترام مسافة التباعد، من الصعب البقاء في المنزل تحت درجة الحرارة المرتفعة و بعد تعب الصيام، لذلك قررنا قضاء بعض الأوقات على ضفاف البحر». مصطافون يبقون في الشواطئ إلى الدقائق الأخيرة لبداية الحجر توجهنا بعدها إلى شاطئ أوندرو، أين وجدنا في حدود الساعة السادسة مساء، عددا كبيرا من العائلات بصدد مغادر الشاطئ، و سيارات تحمل ترقيم ولايات مجاورة على غرار سطيف، ميلة، كما كان الشاطئ يضم عددا معتبرا من الوافدين على البحر، بدليل عدد السيارات التي فاق عددها 200 مركبة مركونة في حظيرة السيارات. و في الشاطئ، كانت هناك شبان يلعبون كرة الطائرة، فيما كان أصحاب قوارب النزهة يحملون أشخاصا و يبدو أنهم بصدد نقلهم نحو الجزيرة، فيما كانت عائلات تفترش رمال البحر، تتظلل تحت الشمسيات و على طول الشاطئ، سجلنا نفس المشهد، أما بمدخل بلدية العوانة، فقد شاهدنا عددا معتبرا من السيارات كانت مركونة على طول الطريق الوطني رقم 43، ترجل راكبوها باتجاه شاطئ « زيكارة» و على مستوى الطريق الوطني، فقد لاحظنا حركة غير عادية للمركبات. مخاوف من عدم التحكم في عدد الوافدين على الشواطئ و قد عبر متحدثون عن تخوفاتهم الشديدة من إمكانية انتشار فيروس كورونا خلال موسم الاصطياف بالولاية، خصوصا مع بداية توافد المصطافين على الشواطئ من مختلف بلديات و التجمعات السكانية و كذا الولايات المجاورة، إذ في اعتقادهم أن الحركة الكثيفة للمواطنين، ستسمح بانتشار الفيروس و تخلف صعوبة التحكم فيه، بالنظر لاستهزاء مواطنين و عدم تقبلهم للفيروس. و ذكر رب عائلة، أنه تفاجأ بشابين يقومان ببيع الشاي في شاطئ المنار الكبير و عند سؤاله عن عدم وضعه للقناع الواقي، أخبره بأن الفيروس لا وجود له و أن التهويل له أكثر من خطره، ما جعله يستغرب كثيرا من طريقة تفكير الشاب، فيما ذكر آخرون، أن الخطر الكبير الممكن حدوثه خلال موسم الاصطياف، قد ينجم عن لامبالاة شباب سيستحوذون على الفضاءات التي تعرف إقبالا من قبل العائلات و المصطافين، بطريقة قانونية أو غير قانونية، فمن الصعب غرس فكرة الوقاية في أذهانهم، مما سيشكل خطرا كبيرا على كل شخص يتعامل معهم، إذ من الممكن أن يصبح هؤلاء بمثابة قنبلة موقوتة و بؤرة لانتشار الوباء. كما دعا بعض المتحدثين، السلطات، إلى ضرورة التفكير جيدا و بتقارير ميدانية تعتمد على فهم سلوكات الفرد، قبل اتخاذ أي قرار، كون الولايات الساحلية ستعرف إقبالا كبيرا خلال موسم الاصطياف، ما سينجم عنه ارتفاع في عدد المصابين بفيروس كورونا.