تواصلت أمس، جهود مختلف المصالح، لإخماد حرائق مهولة تستمر في التهام «رئة» ولاية سطيف، المتمثلة في غابات الأرز الحلبي والصنوبر الأطلسي، الواقعة بجبل شارن ببلدية الرصفة بالمنطقة الجنوبية وجبل تالة منة ببلدية آيت نوال أومزادة بالمنطقة الشمالية، مع تسخير الطوافات التابعة للوحدة الجوية للحماية المدنية، إضافة إلى الأرتال المتنقلة المخصصة لإخماد الحرائق لبعض الولايات، مع مساهمة مصالح الغابات، المواطنين والمتطوعين من أصحاب الصهاريج. وحسب مصالح الحماية المدنية، فقد تم تسخير الطلعات الجوية فجر أمس، قصد المساهمة في إخماد الحريق الذي اندلع قبل يومين، بغابات وبساتين الأشجار المثمرة، على مستوى بلدية آيت نوال أومزادة شمال الولاية، مع تزودها بالمياه بسد إيغيل أمدا بخراطة ببجاية، وإيفاد الدعم الميداني، بالنسبة للعديد من الوحدات القريبة والأرتال المتنقلة، في وقت أفادت مصادر محليّة، بأن الحرائق باتت متاخمة للمنازل والتجمعات السكانية، وقد قام العشرات من السكان بتركها خوفا من وصولها إليهم، مع تركيز جهود وحدات الإطفاء، على إخمادها ومنع وصولها لمنازل وممتلكات المواطنين. و سخّرت وحدات أخرى تابعة للحماية المدنية، القادمة من عين ولمان، عين آزال، قجال وحمام السخنة، مدعّمة بالرتل المتنقل لإخماد حرائق الغابات، التابع لولاية المسيلة، من أجل إخماد النيران المندلعة، على مستوى جبل «شارن» ببلدية الرصفة، والمتمثلة في 12 شاحنة إطفاء وعديد مركبات الدعم، ناهيك عن تجنيد 70 عونا من مختلف الرتب، لاسيما أن الحرائق توزعت على أربع نقاط، بعضها يطل على بلدية الرصفة وأخرى على بلدية الحامة، عبر خط نار يمتد على 1.5 كلم، مع مساهمة كبيرة من مصالح الغابات و الآليات التابعة للجماعات المحلية، إضافة إلى صهاريج وآليات مختلفة تابعة للخواص. وقد خلّف احتراق غابة جبل «شارن» حسرة وحزنا، لدى السكان القاطنين بالمنطقة الجنوبية، المتميزة بالمناخ الشبه صحراوي والجاف، وقد كانت مقصد مئات العائلات، في مختلف فصول السنة، لمناخها المعتدل وهوائها العليل. واندلع حريق ثالث خلال ال 24 ساعة الأخيرة، على مستوى منطقة تازروت بعين الكبيرة، لكن مصالح الحماية المدنية تمكنت من إخماده، بعد تدخل وحدة عين الكبيرة، حيث تسبب في احتراق أزيد من أربعة هكتارات من الأحراش والنباتات، ليتم محاصرته، ومنع امتداد النيران إلى منازل وممتلكات المواطنين.