قرر المكتب الفيدرالي وضع نقطة النهاية لحالة «السوسبانس» التي نتجت عن انعكاسات حسابات الصعود من وطني الهواة وكذا قسم ما بين الرابطات، بعد الإشكاليات التي طفت مؤخرا على السطح، إثر التحفظات العديدة التي قدمتها بعض الأندية، والتي دفعت برئيس الفاف خير الدين زطشي إلى طرحها للنظر على طاولة الدراسة، في جلسة رسمية مع ممثلي الفرق «المتحفظة»، لكن القرار النهائي كان بتمسك الإتحادية بنفس النمط الذي تضمنه ملحق الاستشارة الكتابية، مع إلغاء «الروتوشات» الطفيفة التي كانت الاتحادية قد ارتأت القيام بها بخصوص حسابات الصعود من قسم ما بين الرابطات، على خلفية قضايا بطولة الأصناف الشبانية. هذا ما كشف عنه للنصر مصدر جد مقرب من الفاف، والذي أوضح في سياق متصل بأن المكتب الفيدرالي جسد هذا القرار بإلغاء الجلسة التي كانت مقررة صبيحة أمس مع ممثلي بعض الأندية التي كانت قد طالبت بإستفادتها من الصعود وفق نظام «الكوطة»، لأن زطشي كان في اجتماعه الموسع عشية الثلاثاء قد أعرب حسب مصدرنا عن نيته في أخذ انشغالات الفرق المعنية بعين الاعتبار، سيما بعد اكتشاف «الفضيحة» المدوية التي تورطت فيها رابطة البليدة الجهوية، لأن هذه الهيئة لم تنظم إطلاقا البطولة الخاصة بفئة أقل من 14 سنة، رغم أن الإجراءات التنظيمية التي كانت سارية المفعول خلال الموسم المنقضي تجعل الإنخراط بهذا الصنف إجباريا بالنسبة لأندية الهواة وما بين الجهات، إضافة إلى الفرق الناشطة في الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، ورابطة البليدة الجهوية كانت الوحيدة على المستوى الوطني التي لم تنظم هذه المنافسة، بعد إعفاء جميع الأندية المنضوية تحت لوائها من الانخراط الإجباري. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن تداول رواد «الفايسبوك» خبر الاجتماع الذي كان زطشي يعتزم عقده استثنائيا صبيحة أمس الأربعاء لإتخاذ تدابير استثنائية تتماشى والمعطيات الطارئة الناتجة بالأساس عن إشكالية رابطة البليدة الجهوية جعل رئيس الفاف يسارع إلى تغيير موقفه ، لأنه لم يتقبل إطلاقا تسريب المعلومة بسرعة البرق من جلسته مع ممثلي الأندية، مما دفع به إلى إشعار أعضاء مكتبه التنفيذي بقرار إلغاء الاجتماع، مع إشعار رئيس الرابطة الثانية للهواة علي مالك ونظيره للرابطة الثالثة للهواة يوسف بن مجبر بهذا القرار لتفادي الإلتقاء مجددا برؤساء الفرق. من هذا المنطلق أوضح مصدر النصر بأن زطشي ألح على ضرورة وضع نقطة النهاية لحالة «الفوضى» التي أصبحت سائدة، بخصوص الصاعدين من وطني الهواة وقسم ما بين الرابطات، وذلك من خلال ترسيم كل القرارات التي كان قد صادق عليها المكتب الفيدرالي في اجتماعه المنعقد أواخر شهر جويلية الفارط، وذلك باعتماد بطولة الوطني الثاني بصيغة الهواة بفوجين، يتشكل كل واحد من 18 فريقا، مقابل استحداث 3 مجموعات إضافية في بطولة وطني الهواة، ليكون العدد الإجمالي 96 ناديا، موزعين على 6 أفواج، وهي الإجراءات التي جسد بها رئيس الإتحادية رفضه للمقترح الذي كان مطروحا للدراسة، والقاضي برفع تركيبة كل مجموعة من الوطني الثاني إلى 20 فريقا، مع إلحاق الرباعي جيل حي الجبل، شباب الدار البيضاء، إتحاد تبسة واتحاد حجوط بركب الصاعدين، لأن هذا المخطط كان من بين الحلول التي تم اقتراحها في جلسة أول أمس الثلاثاء، إلا أن المسؤول الأول في الإتحادية قرر في نهاية المطاف صرف النظر عنه بسبب تداول الأخبار بسرعة عبر «الفايسبوك». الفاف تتجرد من المسؤولية في قضية الشبان وتثبّت الصاعدين وبخصوص قضية بطولة الشبان وانعكاساتها على حسابات الصعود، أكد مصدر النصر بأن زطشي صب جام غضبه على رئيس رابطة البليدة الجهوية قرنوز، بسبب إعفاء الأندية من الإنخراط بفئة أقل من 14 سنة، لأن هذا الإشكال حال دون تطبيق الإجراءات العقابية على فريقي أمل غريس وشباب الحناية، كما أن إدارة نجم البرواقية التي طالبت بتسليط عقوبة خصم النقاط على فريق غريس لم تكن تتوفر على مدار موسم كامل على فئة المدارس، وهو ما اعتبره رئيس الفاف أمرا غير منطقي، مع تحميل المسؤولية للرابطة المعنية، وعليه فإن قرار المكتب الفيدرالي كان بترسيم صعود كل من شباب الحناية وأمل غريس رفقة إتحاد الحجار من أصحاب المرتبة التاسعة لبطولة ما بين الجهات الخاصة بمنطقة الشمال، مقابل اعتماد سقوط الملعب السطايفي إلى الجهوي، باعتباره الأضعف في حسابات «المعامل» النقطي، فضلا عن رفض الالتماس الذي تقدمت به فرق نجم البرواقية، مشعل سيدي الشحمي ومولودية بريكة للمطالبة بزيادة عدد الأندية في كل مجموعة من وطني الهواة للموسم القادم إلى 18 فريقا، سيما وأن هناك حسب مصدرنا من الأندية المتحفظة من أودعت طعونا في القرارات المتخذة إلى اللجنة الفيدرالية للطعون، وزطشي ترك المجال أمام مسؤولي الفرق لتباع الخطوات القانونية في المطالبة بالصعود، مع تمسك الإتحادية بالقرارات المتخذة أواخر شهر جويلية المنصرم، بعد تبني الخيار الذي زكته الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة، إثر الاستشارة الكتابية. اعتماد نظام «موحّد» للمنافسة في الرابطات الجهوية على صعيد آخر، كشف مصدر النصر بأن جلسة المكتب الفيدرالي مع رؤساء الرابطات الجهوية التسعة كانت كافية لتوضيح الرؤية أكثر حول نمط المنافسة الذي سيتم اعتماده الموسم القادم في كل رابطة، حيث جدد رئيس الفاف في هذا الاجتماع التأكيد على ضرورة التقيد بالتدابير المتخذة من طرف الإتحادية، سيما في شقها المتعلق بحسابات الصعود، والتي يجب أن تبقى منحصرة في بطل كل فوج، مع قطع الطريق أمام أصحاب المرتبة الثانية، لتفادي «سيناريو» الصائفة الماضية، لأن هذا الإجراء ساري المفعول في البطولة الجهوية بقسميها الأول والثاني وكذا على مستوى الرابطات الولائية. وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن تركيبة الجهوي الأول في الرابطات الجهوية السبعة لمنطقة الشمال (قسنطينة، عنابة، باتنة، البليدة، الجزائر الوسطي، وهران وسعيدة) سيكون الموسم المقبل بتركيبة لا تقل عن 20 فريقا، وذلك بحسب مخلفات السقوط من قسم ما بين الرابطات، الأمر الذي دفع بأعضاء المكتب الفيدرالي إلى تعميم قرار اعتماد بطولة بفوجين في كل الرابطات، على أن تتراوح تركيبة كل مجموعة بين 10 و 11 فريقا، بينما ستكون بطولة الجهوي الثاني في كل الرابطات موزعة على 3 أفواج، بتركيبة لا تتجاوز 12 ناديا في أقصى الحالات، على أن يكون الصعود من الجهوي الأول مباشرة إلى وطني الهواة عبر «مقابلة فاصلة»، بينما ينتزع أبطال مجموعات الجهوي الثاني الصعود بصورة أوتوماتيكية، ولو أن السقوط سيكون مصير عدد معتبر من الفرق، بحصة لا تقل عن 6 أندية من كل مستوى، مادامت الإتحادية مصممة على ضرورة العودة إلى النظام السابق مع بداية الموسم 2021 / 2022، وذلك بفوج واحد للجهوي الأول ومجموعتين للجهوي الثاني، وبتركيبة 16 فريقا لكل مجموعة.