اضطرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى برمجة جلسة عمل مع ممثلين عن بعض أندية الأقسام السفلى، وذلك بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها رؤساء الفرق المعنية أمام مقر الفاف أول أمس الأحد، تعبيرا عن استيائهم من القرار الذي اتخذه المكتب الفيدرالي أواخر شهر جويلية الفارط، والقاضي بتوقيف الموسم الكروي 2019 / 2020، واعتماد الترتيب المؤقت كمعيار للفصل في حالات الصعود من مستوى إلى آخر. جلسة العمل التي نظمت بمقر الاتحادية أشرف عليها عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول، بصفته رئيس لجنة التنسيق مع الرابطات، بحضور نائب الأمين العام للفاف رضا غزال، وكذا عضو اللجنة الفيدرالية للتنسيق بلال قندور، لأن زطشي ألح على ضرورة تقديم التوضيحات القانونية بشان الطريقة التي أتبعها المكتب الفيدرالي لضبط نمط استثنائي للمنافسة تحسبا للموسم الكروي الجديد. وكان عضو المكتب الفيدرالي بهلول في اجتماعه بممثلين عن النوادي المحتجة، قد حاول تبرير المخطط الذي لجأت إليه الفاف، وأكد في مستهل حديثه على أن الاتحادية كانت قد سعت منذ الوهلة الولى إلى ضمان إكمال الموسم، بغية تمكين كل الفرق من الدفاع عن حظوظها «ميدانيا» سواء في حسابات الصعود أو تفادي السقوط، وأوضح في هذا الصدد بأن التمسك بقرار الاستئناف كان على مدار 4 أشهر من الأزمة الوبائية، لكن العودة إلى النشاط الميداني كان حسبه مستحيلا، بالنظر إلى المعطيات الميدانية التي تقف عليها وزارة الصحة بخصوص انتشار فيروس كورونا، مما أجبر الفاف على التفكير في مستقبل الموسم الكروي 2019 / 2020 وفق التطورات الجديدة، لأن الحديث عن إكمال الموسم بعد توقف اضطراري تجاوز الخمسة أشهر أصبح أمرا غير منطقي، سيما بعد قرار تمديد الحجر الصحي في العديد من ولايات الوطن إلى غاية نهاية شهر أوت الجاري، وهذا القرار يبقي تعليمة غلق الملاعب والمرافق الرياضية سارية المفعول إلى إشعار آخر. وحاول بهلول في اجتماعه بممثلي الأندية، تبرير النمط الذي اعتمده المكتب الفيدرالي بصورة استثنائية، إذ أشار في هذا الصدد إلى أن الفاف كانت مجبرة على الدفاع عن صيغة المنافسة التي كانت قد زكتها الجمعية العامة في دورتها الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 17 سبتمبر 2019، مع السعي لتكييف هذا المشروع مع المعطيات الاستثنائية الناتجة عن الأزمة الوبائية وما انجر عنها من استحالة إتمام الموسم في مختلف الأقسام، مما دفع برئيس اللجنة الفيدرالية المكلفة بالتنسيق مع الرابطات إلى التعريج على ملف الاستشارة الكتابية، وموقف أغلبية أعضاء الجمعية العامة للاتحادية من مستقبل الموسم الكروي، لأن الفاف كانت على حد قوله تبحث عن مخرج قانوني من هذه الوضعية، يحظى بموافقة الأغلبية الساحقة من الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية، فكان قرار توقيف البطولة مع اعتماد الصعود دون نزول بمثابة قرار «الإجماع»، الذي حاول من خلاله المكتب الفيدرالي إرضاء أكبر عدد ممكن من النوادي في مختلف الأقسام. إلى ذلك، فقد وجد ممثل الاتحادية نفسه مجبرا على استعراض النصوص القانونية التي استندت إليها مختلف الرابطات للحسم في الإشكاليات التي طفت على السطح، وأكد بأن المكتب الفيدرالي أصدر تعليمات واضحة المضمون، تجبر كل رابطة على التطبيق الصارم لنص المادة 69 من القوانين العامة للفاف الخاصة بالهواة، مع اللجوء إلى العمل بنظام «المعامل» في الحالات الاستثنائية المقترنة بعدم التساوي في عدد المباريات الملعوبة، وتوسيع دائرة تطبيق هذا الإجراء من فوج واحد إلى مجموعات مختلفة في نفس القسم، مشيرا على أن صعود اتحاد البليدة إلى الرابطة الثانية على حساب كل من شباب الدار البيضاء وجيل حي الجبل كان بأفضلية فارق الأهداف المحقق في مرحلة الذهاب، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 69، بينما ضيع الملعب السطايفي تأشيرة الصعود إلى قسم الهواة باحتساب نظام المعامل مع أصحاب المركز التاسع في باقي الأفواج لقسم ما بين الرابطات، لأن «الصاص» تحصل على معدل 1,46 نقطة في المقابلة الواحدة. وذهب بهلول في اجتماعه بممثلي الأندية إلى التأكيد على أن إدخال «روتوشات» على نظام المنافسة يتجاوز صلاحيات المكتب الفيدرالي، سيما وأن المشروع تمت تزكيته من طرف أعضاء الجمعية العامة، مما جعله يستبعد إمكانية رفع عدد منشطي بطولة الوطني الثاني للموسم القادم إلى 20 فريقا في كل مجموعة، وكذلك الحال بالنسبة لقسم الهواة في منطقة الشمال، لأن الأفواج الأربعة تبقى بتركيبة 16 فريقا، وهناك أندية طالبت بالرفع من «كوطة» الصعود، واعتماد تركيبة متوازنة للمجموعات في مختلف المستويات، بفوج من 20 فريقا. للإشارة، فإن 23 ناديا كانوا قد تحفظوا على القرارات التي اتخذها المكتب الفيدرالي بخصوص مستقبل الموسم الكروي، وانعكاسات ذلك على نظام المنافسة الذي سيتم اعتماده، ومن بين الأندية المحتجة نجد اتحاد تبسة، شباب الدار البيضاء، جيل حي الجبل، اتحاد حجوط ونادي الرغاية من وطني الهواة، وكذا الملعب السطايفي، مولودية بريكة، مشعل سيدي الشحمي، نجم البرواقية واتحاد الأغواط من قسم ما بين الرابطات، فضلا عن وجود بعض أندية الجهوي الأول والثاني، والتي طالبت بضرورة تعميم قرار الاستفادة من «كوطة» الصعود، وقد تم إيداع تظلم جماعي مساء أول أمس لدى مدير الرياضة على مستوى الوزارة نذير بلعياط.