وفد كوري جنوبي قريبا بالجزائر لبحث تطوير البرنامج النووي السلمي أكدت كوريا الجنوبية، استعدادها لمساعدة الجزائر في تطوير برنامجها النووي السلمي، وقال سفير كوريا الجنوبية بالجزائر، تشا سونغجو، أن بلاده سترسل قريبا وفدا من الخبراء في المجال النووي إلى الجزائر، لعرض التجربة الكورية، مؤكدا بأن القدرات التي تحوزها الجزائر، تمكنها من إقامة مفاعل نووي جديد، كما أعلن عن دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لحضور المنتدى العالمي الثاني للأمن النووي الذي سيعقد بالعاصمة الكورية سيول شهر مارس المقبل. التزمت كوريا الجنوبية بتقديم الدعم اللازم للجزائر من أجل إنجاز محطات نووية جديدة تستخدم للأغراض السلمية، وأكدت أنها تحرص على نقل تجربتها في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث أكد، سفير كوريا بالجزائر، أمس خلال ندوة بيومية “المجاهد”، بأن التعاون بين البلدين في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية “يعرف تقدما ملحوظا” مشير إلى تبادل عديد الزيارات بين خبراء البلدين في هذا المجال، وقال بأن خبراء جزائريين استفادوا من تكوين عال المستوى في كوريا.كما أعلن السفير الكوري بالجزائر، تشا سونجو، بأن وفد يضم خبراء كوريين في المجال النووي، سيزور الجزائر قريبا لنقل الخبرة الكورية في هذا المجال، وتنظيم لقاءات تقنية لتبادل الخبرات، وبحث كيفية تطوير التعاون الثنائي، مضيفا بأن بلاده على استعداد لمساعدة الجزائر لإقامة مفاعلات نووية جديدة لأغراض سلمية، وخاصة المجالات العلمية على غرار استخدام التكنولوجيا النووية في الطب والفلاحة.وأكد الدبلوماسي الكوري، بأن الاحتياطي الذي تتوفر عليه الجزائر من اليورانيوم و المقدر ب 29 ألف طن، يمكنها من تطوير برنامجها النووي، وإقامة مفاعلات جديدة، وأضاف قائلا “الاحتياطي الذي تتوفر عليه الجزائر يمثل فرصة لتطوير التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية”. وكان وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، قد كشف في فيفري الفارط، بأن الجزائر وكوريا الجنوبية ستوقعان على اتفاق ثنائي في المجال النووي السلمي، تقوم بموجبه الدولتان بتطوير تعاونهما في هذا المجال على نحو يسمح للجزائر بامتلاك محطات نووية تستخدم لأغراض سلمية توجه أساسا لإنتاج الطاقة الكهربائية. وذكر أن كوريا الجنوبية تعد اليوم أول دولة تعتمد على المحطات النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية بامتلاكها 22 محطة وتعتزم بناء ست محطات أخرى بعضها قيد التنفيذ. وتوفر المحطات النووية الكورية الجنوبية نسبة 40 بالمئة من الطاقة الكهربائية في البلاد. وقال السفير الكوري، بأن بلاده “ستساعد الجزائر لتطوير برنامجها النووي السلمي” مضيفا بأن ذلك مرهون بمدى استعداد السلطات الجزائرية للمضي قدما في هذا المشروع، وأعلن عن دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لحضور ندوة دولية تناقش ملف امن المنشات النووية، والتي تحتضنها العاصمة الكورية الجنوبية سيول في مارس المقبل.بالمقابل شكك خبراء قدرة الجزائر في الوقت الحالي على إقامة مفاعلات عديدة، وقال مسؤول سابق في مركز الأبحاث في المجال النووي، أن عدة عوامل لا تسمح حاليا بإقامة هذه المفاعلات بسبب ارتفاع تكلفتها، إضافة إلى كون احتياطي الجزائر من مادة “اليورانيوم” لا يسمح لها سوى إقامة مفاعل واحد، مضيفا بأن “إقامة مفاعل فقط غير مجدي اقتصاديا”، وقال بأن الخيار الأمثل هو إقامة ما بين 3 إلى أربعة مفاعلات جديدة لتفادي أي انقطاع في التموين، مشيرا بأن اللجوء إلى هذا الخيار قد يدفع الجزائر إلى استيراد الوقود النووي من الخارج، وهو ما يجعلها عرضة للضغوطات الأجنبية، ويضع البرنامج النووي الجزائر محل مساومات.من جانبه، انتقد الوزير السابق علي هارون، سياسة الكيل بمكيالين الذي يعتمده الغرب في مجال تطوير التكنولوجيا النووية، وقال “في الوقت الذي يرفض فيه الغرب السامح لدول العالم الثالث تطوير تكنولوجياتها النووية، تقوم هي بتطوير قنابل نووية وتدير برنامجها النووي العسكري”. وأضاف المتحدث، بأن امتلاك هذه التكنولوجيا لأغراض سلمية هو حق لكل الدول وخاصة دول العالم الثالث لاستعمالها في مجالات الطب وإنتاج الكهرباء.كما أثار خبراء، مسألة تأمين المفاعلات النووية من كل الأخطار، وقال الخبير ارسلان شيخاوي، أن اكبر التهديدات التي تواجه التكنولوجيا النووية، هي سقوطها بين أيدي جماعات إرهابية، وقال بأن هذه الجماعات تعمل منذ سنوات من اجل الحصول على هذه التكنولوجيا وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا على الأمن العالمي.وقال بأن التجارب أثبتت أن تأمين المفاعلات النووية “ضعيف” في بعض المناطق، مشيرا إلى تمكن مجموعة من نشطاء “حركة السلام الأخضر” من الدخول إلى إحدى المفاعلات النووية في دولة أوروبية، وهو ما قد يشكل سابقة خطيرة، ويضع هذه المنشآت أمام خطر استهدافها من قبل الجماعات الإرهابية، كما دعا إلى تأمين هذه المواقع والمعلومات الخاصة بها والتي يتم تداولها بشكل كبير عبر شبكات الانترنيت.