التزمت كوريا الجنوبية بتقديم الدعم اللازم للجزائر من أجل إنجاز محطات نووية تستخدم للأغراض السلمية، وأكدت أنها تحرص على نقل تجربتها في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية، «مراد مدلسي»، عن قرب التوقيع على اتفاق بين الجانبين في هذا المجال، فيما اعترف أيضا بأن البلدين حققا تقدّما كبيرا في مجال التعاون. أكد وزير الشؤون الخارجية، «مراد مدلسي» أن الجزائر وكوريا حققتا تقدما كبيرا على صعيد التعاون في مجال الطاقات وبخاصة منها الطاقات المتجددة، متوقعا بالمناسبة قرب التوقيع على اتفاق ثنائي في المجال النووي السلمي، وهو الاتفاق الذي قال إنه سيسمح للطرفين بتطوير تعاونهما في هذا المجال على نحو يسمح للجزائر بإنجاز محطات نووية تستعمل لأغراض سلمية وموجهة بالأساس نحو إنتاج الطاقة الكهربائية. وحسب تصريحات «مدلسي» الذي كان يتحدث أمس في ندوة صحفية مع نظيره الكوري الجنوبي «كيم هونغ هوان» بإقامة الميثاق بالعاصمة، فإن الجزائر التي باشرت في إعداد القوانين ذات الصلة وبتطوير الطاقات المتجددة عبر استخدام الطاقة النووية الموجهة للاستعمال السلمي، «تريد الاستفادة من كافة تجارب الدول الصديقة»، مضيفا: «نحن نسعى إلى تنويع إنتاجنا من الطاقات المتجددة، والقطاع النووي يُعتبر أحد البدائل ولذلك نعير له اهتماما كبيرا». إلى ذلك أورد الوزير ردّا على أسئلة الصحفيين بأن «الجزائر ترغب في الاستفادة من المرافقة الكورية في هذا الجانب، وهي ترحب بكل ما من شأنه أن يُمكّن من تطوير القدرات الوطنية في هذا المجال». وهو الأمر الذي قابله نظيره الكوري الجنوبي بالترحيب عندما صرّح بأن بلاده ترغب في أن يُوقّع البلدان في أقرب الآجال على هذا الاتفاق، ومن ثم الشروع في تجسيد المشاريع الثنائية على أرض الواقع. وقد أشار المتحدث إلى التجربة التي تمتلكها كوريا الجنوبية في مجال الاستعمال السلمي للتكنولوجيا النووية، لافتا إلى أنها أول دولة تعتمد على المحطات النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال امتلاكها 22 محطة، وهي الآن تُحضّر لإطلاق إنجاز ستة محطات أخرى بعضها يوجد قيد التنفيذ، وتوفر المحطات النووية الكورية حوالي 40 بالمائة من النسبة الإجمالية للطاقة الكهربائية في البلاد. وكانت الجزائر قد وقعت في السنوات القليلة الماضية اتفاقين في مجال الطاقة النووية السلمية مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا، إضافة إلى اتفاقيات سابقة تربطها منذ عقود مع كل من الأرجنتين والصين، وهي تُحضر حاليا قانونا خاصا بالطاقات المتجددة تشرف عليه وزارة الطاقة والمناجم وينتظر عرضه قريبا على الحكومة. وتعليقا على النتائج التي خرجت بها محادثاته مع نظيره الكوري الجنوبي، أوضح «مراد مدلسي» أن هناك تطابقا في الرؤى ووجهات النظر بشأن الكثير من الملفات والقضايا التي تهم البلدين سواء الثنائية أو الدولية، مشيرا إلى أن الجزائر تُرحّب دوما بمرافقة الدول الصديقة، حيث دعا الشركات الكورية الجنوبية إلى استغلال فرصة انفتاح السوق الوطنية للاستثمار فيها، واستند إلى أن الكثير من القواسم المشتركة تجمع الطرفين ويتعين استغلالها. ومن جانبه لم يستبعد وزير الخارجية الكوري أن تتجه بلاده نحو إقامة مصنع لإنتاج أو تركيب السيارات، وأوضح أنها «واعية كل الوعي بمقاصد الجزائر بخصوص هذا الموضوع»، وأنه سيدرس مع شركات كورية مهتمة بالسوق الجزائرية السبل الكفيلة بتنفيذ مثل هذا المشروع. وتسعى الجزائر في المدة الأخيرة إلى استقطاب مصنعين أوروبيين للسيارات، وقد دخلت في مفاوضات مباشرة، ويوجد من بين المهتمين بالسوق الوطنية شركة «رونو» الفرنسية حيث أعلن وزير الصناعة، «محمد بن مرادي»، مؤخرا عن تقدم المفاوضات بين الطرفين. ومن جهة أخرى أفاد «مدلسي»أن الاتفاق الإستراتيجي الموقع بين البلدين السنوات الماضية سمح بتحديد العديد من أوجه التعاون الثنائي ويمهد الطريق من أجل الارتقاء بالتعاون السياسي والاقتصادي إلى مستويات عليا. فيما أبدى «كيم سونغ هوان» رغبة كوريا الجنوبية في تمكين الجزائر من الاستفادة من التكنولوجية لكوريا الجنوبية وفي كافة المجالات دون استثناء.