ذكرت مصالح مديرية الفلاحة لولاية قالمة، بأن مزرعة تربية الأبقار الحلوب مخانشة نافع ببلدية جبالة خميسي، ستتحول إلى مركز متطور للعرض و تدريب الكوادر في مجال انتاج الحليب و تطوير و تسيير مزارع الأبقار. و أضافت مديرية الفلاحة في بيان لها، بأن مركز التكوين هو «ثمرة شراكة جزائرية هولندية، حيث سيتم من خلاله تكوين إطارات و فلاحين من أجل إعطاء انطلاقة جديدة لشعبة تربية الأبقار الحلوب على مستوى الولاية و سيعمل فريق التكوين الهولندي على مدى عامين كاملين». حيث تم اختيار مزرعة مخانشة نافع نظرا لما تتميز به من إمكانات وخبرة في هذا المجال، حيث كانت مزرعة نموذجية قبل عدة سنوات و هي اليوم تابعة للمجمع الصناعي لإنتاج الحليب «جيبلي»، الذي يعمل تحت وصاية وزارة الفلاحة و التنمية الريفية. و زار وفد من مجمع جيبلي و مديرية الفلاحة بقالمة و المعهد المتخصص في الإنتاج الحيواني المزرعة و اطلعوا على الإمكانات التي تتوفر عليها تمهيدا لإطلاق عملية التكوين التطبيقي و وضع اللبنة الأولى لبعث صناعة الحليب بولاية قالمة. عملية التكوين ستشمل الجانب النظري و التطبيقي بين المعهد الفلاحي و مزرعة العرض و التكوين، مخانشة نافع و مزارع أخرى نموذجية سيتم إنشاؤها خلال السنوات القادمة، ضمن مشروع كبير يسمى حوض حليب البقر بقالمة. كما يتوقع أن تتحول قالمة إلى قطب وطني لإنتاج الحليب عندما تكتمل برامج التكوين و البنى التحتية المزمع إنجازها ضمن برنامج التعاون الجزائري الهولندي، الذي يعول عليه كثيرا لبناء صناعة تحويلية حقيقية تعتمد على الحليب و مشتقاته و من ثم المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى ضمان الاكتفاء الوطني من هذه المادة الاستراتيجية و خفض مستوى الاستيراد المكلف. و قد اختار مجمع جيبلي ولاية قالمة لبناء القطب الوطني لإنتاج الحليب، لما تتميز به المنطقة من إمكانات كبيرة، فهي تتوفر على معهد عريق متخصص في الإنتاج الحيواني و يوجد بها أكبر سهل مسقي بشرق البلاد و فيها مؤهلات بشرية قادرة على رفع التحدي و إنجاح المشروع الكبير الذي يعول عليه كثيرا لإنشاء الثروة و مناصب العمل و بعث الصناعات التحويلية. كما يتوقع المشرفون على مشروع حوض الحليب، إقبالا كبيرا لصغار الفلاحين و المربين عبر مختلف البلديات، للانخراط في برنامج التكوين النظري و التطبيقي و الحصول على مؤهل مهني يمكنهم من خوض تجربة مزارع الأبقار الحلوب و المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى بناء قاعدة متينة لإنتاج الحليب و بعث وحدات تحويل تعتمد على المواد المشتقة من الحليب. و مازال إنتاج الحليب بقالمة محتشما و لم يرق بعد إلى مستوى الأهداف التي وضعتها مديرية الفلاحة و هذا بسبب نقص الإمكانات المادية و البشرية و ضعف تكوين المربين و انعدام صناعة تحويلية تمتص الفائض من الحليب عندما تعجز الملبنات المحلية عن استيعاب كميات الحليب القادمة من المزارع الصغيرة و المناطق الرعوية الجبلية، حيث تتركز تربية الأبقار الحلوب من السلالة المحلية و الهجينة و ستكون أقاليم تربية الأبقار بقالمة النواة الأولى لحوض الحليب الكبير.