مع نهاية كل موسم كروي، تشرع الأندية الأوروبية في منح الفرصة لشبانها ومواهبها، خاصة تلك الفرق التي تعطي اهتماما كبيرا للتكوين ومدارسها، وأيضا تلك الفرق التي تُنهي تحدياتها مبكرا، وهذا تحضيرا للموسم الجديد، حيث قد تكون تلك المواهب قادرة بأقدامها على صنع تاريخ جديد لنواديها في ما هو قادم. ومن بين المواهب التي رأيناها مؤخرا، تلك التي تحمل أصولا جزائرية وبدأت في البروز، خاصة في فرنسا. ويصنع شبان نادي ليون خاصة الذين يحملون أصولا جزائرية الحدث في الأشهر الأخيرة، فمركز نادي ليون الذي يعتبر الأحسن في مجاله بفرنسا، أظهر للواجهة مؤخرا وسط ميدان مميزا والمتمثل في صانع الألعاب ”حسام عوار” الذي بات يستدعى للفريق الأول باستمرار بين مسابقتي الدوري الأوروبي التي يملك في رصيده هدفا فيها وكذلك مباريات ”الليغ1”، كما يصنع الحدث أيضا قلب الهجوم ”أمين غويري” صاحب ال17 سنة الذي أبدع في بطولة كأس أوروبا لأقل من 17 سنة رفقة مزدوج الجزائرية الآخر ووسط الميدان ”ياسين عدلي” الذي يبلغ من العمر 16 سنة. دون نسيان المتألق الآخر في الفئات الشبانية لنادي ليون، محمد بهلولي، شقيق فارس بهلولي لاعب ليل، الذي أنهى بطولة أقل من 17 سنة هدفا، ب31 هدف وكلهم من المنتظر أن يحظوا بفرصهم مع الفريق الأول في القريب العاجل، مثلما يحدث حاليا مع عوار. غزالي، طوبا وبولحية في طريقهم نحو التألق وغير بعيد عن ليون وبالضبط عند الجارة سانت إتيان، لم يتردد خلال لقاء ران المدرب ”لي ستيفانوا” كريستوف غالتيي، في إشراك مزدوج الجنسية، المهاجم لمين غزالي الذي سجل ظهوره الأول في مشوراه، كما كان الحال في بلجيكا مع الظهير الأيسر أحمد طوبا صاحب ال18 سنة مع كلوب بروج، فهذا اللاعب الذي تقمص ألوان الفئات الشابة لمنتخب ”الشياطين الحمر”، دخل مؤخرا حسابات المدرب ميشال برودوم في كلوب بروج ليشارك أساسيا في الجولة الأخيرة، وقبلها احتياطيا وهذا لأول مرة في مسيرته، كما شاهدنا قبل أيام استدعاء دييغو سيميوني للمهاجم ابن مدينة عين تيموشنت، زكرياء بولحية صاحب ال19 سنة للفريق الأول مع أتلتيكو مدريد بعد إبداعه مع الفريق الرديف الذي توج معه بلقب الليغا، مثلما سيكون الشأن ربما قريبا بالنسبة لمحمد منور بلخير في إنتر ميلان وعبد الرحمن يوسفي لاعب ران. مهمة شاقة تنتظر ”الفاف” من أجل إقناعهم بتقمص ألوان الخضر هذا ويتساءل الشارع الرياضي الجزائري وخاصة عشاق الخضر عن دور المكتب الفيدرالي الجديد ورئيسه خير الدين زطشي حيال هذا الأمر، وإن كان قادرا على سلك طريق الرئيس السابق، الحاج محمد روراوة، بخطف تلك المواهب، واستغلال قانون ”الباهاماس” الذي كان روراوة نفسه وراء تمريره لدى الهيئة الدولية للعبة، وإن كان زطشي لديه الإمكانيات التي تؤهله لتسيير ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية، وإقناعهم بتقمص ألوان منتخباتهم الأصلية، رغم أن إقناع هذه المواهب بتقمص ألوان الخضر يتطلب حنكة ودهاء كبيرين، خاصة تلك الناشطة في فرنسا، وخاصة الصاعدة من أكاديمية ليون بحكم أن رئيس اتحادية ”الديكة” نويل لوغارات لن يرضى في عهدته الجديدة بأن يخسر مزيدا من المواهب مثلما كان الحال في عهد روراوة، وآخرها آدم أوناس من بوردو، ولن يكون لوغارات الوحيد الذي سيقف عائقا أمام المكتب الفيدرالي الجديد، بما أن خريجي أكاديمية ليون هم الأكثر تألقا في الآونة الأخيرة، فهناك أيضا رئيس الفريق ”جون ميشال أولاس” وذراعه الأيمن ”برنار لاكومب”، والكل يتذكر كيف استطاعا في ظرف ساعات من تحويل وجهة فقير من الجزائر إلى فرنسا بعد أن كان قد أعطى موافقته آنذاك للحاج روراوة والمدرب غوركوف بتقمص الوان الخضر.