ارتفاع الإصابات ببعض الولايات مرتبط بموسم الاصطياف أكد الدكتور، محمد بقاط بركاني، عضو اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي وباء كورونا كوفيد 19 أن فتح الحدود في الوقت الحالي يعتبر خطرا كبيرا، وهو التخوف الأكبر للبلاد في هذا الظرف، وقال أن الوضعية الوبائية مستقرة اليوم وهي تعرف تراجعا في عدد الإصابات. وأوضح بقاط بركاني في تصريح للنصر أمس أن أسباب التراجع الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا التي تسجل يوميا تعود بالأساس لنجاعة التدابير التي اتخذتها الدولة لمواجهة هذا الوباء منذ تسجيل أول إصابة، مثل الحجر الصحي والغلق التدريجي وفرض ارتداء وسائل الوقاية مثل الكمامات وغيرها، تضاف إليها الجهود التي بذلها مهنيو الصحة والتضحيات التي قدموها، وفي المقام الثالث الوعي الكبير الذي أصبح يتحلى به المواطنون، الذين كانوا في البداية لا يؤمنون كثيرا بوجود المرض، ثم لما لاحظوا المرضى في المستشفيات أخذوا الأمر على محمل الجد وتقيدوا بكل إجراءات الوقاية التي أوصت بها السلطات العمومية. وعن تزايد عدد الإصابات في بعض الولايات التي كانت تسجل في السابق عددا أقل، أرجع بركاني في تصريح "للنصر" أمس ذلك إلى موسم الاصطياف، وقال إن بعض المدن الساحلية أصبحت تسجل عددا أكبر من الإصابات على غرار جيجل، العاصمة، وهران، عنابة وغيرها، وأيضا بعض المدن المقصودة كثيرا من طرف المواطنين مثل باتنة وغيرها، بالمقابل يلاحظ تراجع عدد الإصابات في ولاية مثل سطيف التي كانت من بين أكبر الولايات من حيث عدد الإصابات. وعما إذا كان من الممكن توقع موجة ثانية من الوباء مستقبلا مع استمرار فصل الخريف، إذ أن قطاعا من المواطنين يتخوفون من موجة ثانية على غرار ما يلاحظ اليوم في أوروبا، رد محدثنا بأنه لا يمكن الحديث عن موجة ثانية إلا إذا كان عدد الإصابات قد تقلص بنسبة كبيرة جدا، أما وأن المعدل المسجل لم ينخفض كثيرا فإن ذلك لا يعتبر موجة ثانية بل استمرار للموجة الأولى فقط. وبخصوص الجزائر قال بقاط بركاني إن "التخوف الكبير والخطر الأكبر بالنسبة لنا هو فتح الحدود الجوية والبرية والبحرية"، وأضاف بأن الإصابة الأولى بالفيروس جاءت من الخارج، وعليه فإن إعادة فتح الحدود في هذا الظرف يعتبر خطرا كبيرا. وشرح بأن الدول التي أغلقت جيدا ومبكرا حدودها لم تسجل عددا كبيرا من الإصابات، بل إن هناك دولة أغلقت كل حدودها لا توجد بها اليوم ولو إصابة واحدة، وهي كوريا الشمالية، مضيفا بأن الجزائر لديها عدد كبير من المغتربين وكلهم يريدون زيارة البلاد و يطالبون بإعادة فتح الحدود، لكن ذلك يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين ويضع الجهود والتضحيات التي قدمت في مهب الريح. ولفت بهذا الخصوص إلى أن الجزائر التي أعادت 30 ألف مواطن إلى البلاد في ظروف صحية صعبة للغاية أخضعتهم كلهم للحجر الصحي لمدة 15 يوما، لكن لا يمكنها الاستمرار في هذه العملية لأنها مكلفة جدا، زيادة على أننا محاطون ببلدان بها جالية كبيرة لنا وبها إصابات كثيرة، ولو نفتح الحدود فإن شخصا واحدا فقط يمكنه زرع الوباء من جديد في عدة مناطق ويحولها إلى بؤر حقيقية. وضرب محدثنا أمثلة حية ببعض دول الجوار وغيرها من الدول الأوروبية التي فتحت حدودها لأسباب سياسية أو اقتصادية واليوم الجميع يلاحظ كيف ارتفع عدد الإصابات بها إلى الآلاف.وشدد عضو لجنة رصد ومتابعة تفشي وباء كورونا في هذا الصدد بأن الجزائر التي حققت هذه النتائج في مواجهة هذه الجائحة قدمت تضحيات كبيرة سواء من حيث التعويضات التي قدمتها الحكومة لفئات عديدة من المواطنين أو من حيث الجهود التي بذلت لمحاربة الوباء، أو من ناحية وقف الاقتصاد الوطني، وعليه فمن غير الممكن أن نذهب اليوم لجلب هذا الوباء من جديد وتذهب بالتالي كل هذه التضحيات سدى. إلياس -ب