أحدثت الحصيلة القياسية المسجلة، الجمعة، في عدد إصابات فيروس كورونا والتي بلغت لأول مرة منذ ظهور الوباء في الجزائر 240 إصابة مؤكدة، قلقا وتخوفا كبيرا وسط الجزائريين والمختصين وكذا اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي كورونا. وأفاد البروفيسور رياض مهياوي "للشروق" أن الجزائر سجلت أعلى رقم منذ ظهور الوباء وهو ما أقلق المختصين والمتابعين لتطور الأوضاع، غير أن الحالة حسبه ليست كارثية. وأرجع المختص الأسباب إلى تهاون ولامبالاة المواطنين والتراجع في الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس، حيث أننا نسجل عدم الالتزام بارتداء الكمامات في الشوارع والمحلات من قبل البعض الذين يتسببون في مآسي غيرهم. وأضاف البروفيسور "لم نتجاوز الموجة الأولى للوباء لنتحدث عن موجة ثانية، فنحن لم نصل إلى صفر حالة ولم نقاربها كي نواجه موجة ثانية رغم كل التدابير المتخذة منذ 4 أشهر تقريبا بذل فيها الأطباء والمسؤولون كل ما يمكن للخروج من الأزمة". وقال مهياوي أن الوباء لايزال هنا ولم يرحل. وأردف المتحدث "نحن أمام امتحان كبير لابد أن ننجح فيه وأن نخرج منه منتصرين، فنحن نتألم ونقلق كثيرا مع كل حصيلة يومية يتم تسجيلها وتسبب خسائر في الأرواح او تهدد سلامة مواطنينا". وانتقد المختص تكتم كثير من المصابين عن إصابتهم، حيث تجد الفرق المكلفة بالتحقيقات الوبائية صعوبة في عملها الميداني مع العائلات المصابة التي تتردد في كشف حالتها وهو ما لا يخدم صحة المواطن والمجتمع. وكشف عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي كورونا عن تشبع عديد المصالح الاستشفائية في الولايات التي تسجل نسبة عالية من الإصابات على غرار سطيف وورقلة والعاصمة التي بلغت فيها نسبة شغل الأسِرّة 100 بالمائة، وهو ما دفع إلى التفكير في استغلال مرافق وإقامات مراكز التكوين المهني وكذا الإقامات الجامعية في الحجر الصحي للتخفيف من الضغط الذي تعرفه المستشفيات. بدوره أفاد بقاط بركاني، المختص في الأمراض الصدرية وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي كورونا ان المسؤولية الاجتماعية للمواطنين كبيرة في هذه الحصيلة الثقيلة والتي تعد حالات محلية تتطلب تعاملا خاصا، واعتبر المتحدث أن فرض الحجر الصحي الكامل على تلك المناطق من صلاحيات السلطات العليا في البلاد. وركز بقاط في حديثه على أهم الأسباب المؤدية لهذه النتيجة المحتمل ارتفاعها واستمرارها لمدة أطول إذا ما تواصل التهاون واللامبالاة إلى استخفاف المواطنين بإجراءات الوقاية وعودتهم للحياة الطبيعية وإقامة الأعراس والمشاركة في الجنائز والتجول بعيدا عن استعمال الكمامات والمطهرات والتباعد الاجتماعي رغم وجود القوانين التي تحارب وتعاقب هذه التصرفات غير المسؤولة، الا أن تجاهلها يجعلنا نواجه أزمة متواصلة في الزمان والمكان. ودعا بقاط المجتمع المدني والمختصين إلى تعزيز حملات التوعية والتحسيس التي لم يتوان المختصون في ترديدها منذ قرابة أربعة أشهر كاملة. وحمل المختص المسؤولية أيضا إلى المكلفين بتطبيق هذه القوانين وردع المخالفين بتشديد العقوبات والصرامة معهم. وقال بركاني أنه إذا أردنا أن نعود إلى حياتنا الطبيعية ونتمتع بالعطلة الصيفية ونتجاوز هذه المحنة، فما علينا سوى الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة.