حذرت منظمة الصحة العالمية من عواقب احتكار لقاح كورونا في حال بدء تسويقه، داعية إلى تمكين جميع دول العالم من اللقاحات حال توفرها لمنع المزيد من انتشار الوباء، و لإنعاش الاقتصاد العالمي، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن منح 100 مليون يورو لمبادرة كوفاكس التي تهدف للتمكين العادل من اللقاح. وأكد السيد تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، في كلمة خلال منتدى باريس للسلام /أمس الأول ، أن الحصول العادل في جميع أنحاء العالم على لقاح فيروس كورونا /كوفيد-19/ «هو في مصلحة كل بلد». و اعتبر أن «احتكار دول بعينها لقاح كورونا سيطيل من أمد الجائحة و لن يختصرها»، محذرا من أنه «إذا لم تتمكن الدول الفقيرة من الحصول على اللقاح فإن الفيروس سيستمر في الانتشار و سيتأخر الانتعاش الاقتصادي على مستوى العالم». كما لفت تيدروس إلى أن «بعض البلدان تشتري المزيد من اللقاحات بكميات تزيد عن ضعف حجم سكانها، مما يؤثر على إمكانية الحصول على اللقاحات و القدرة على تحمل تكاليفها بالنسبة لبلدان أخرى»، مشيرا إلى أن «مبادرة منظمة الصحة العالمية لضمان الوصول إلى اختبارات /كوفيد-19/ وعلاجاتها و لقاحاتها في جميع أنحاء العالم، بها فجوة تمويلية تبلغ 5ر28 مليار دولار منها 5ر4 مليار مطلوبة بشكل عاجل للحفاظ على قوة الدفع». وكانت شركتا /فايزر/ و/بيونتيك/ قد أعلنتا قبل يومين أن نتائج اللقاح المضاد لفيروس كورونا /كوفيد-19/ «جاءت مبشرة للغاية»، بعدما أظهرت التحال يل الأولى للقاح أنه يوفر حماية بنسبة 90% من الإصابة بالفيروس. من جهة أخرى أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الخميس عن منح 100 مليون يورو (118 مليون دولار أمريكي) لمبادرة «كوفاكس»، وهي منشأة عالمية تدعمها الأممالمتحدة لضمان الوصول الفعال والعادل إلى لقاحات كوفيد-19. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في كلمة أمام منتدى باريس للسلام الافتراضي، إن التعافي العالمي لن يكون ممكنا إلا إذا توفرت لقاحات آمنة و فعالة لجميع من يحتاجون إليها. و ستكمل منحة الدعم المقدمة إلى التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي)، الشريك الرئيسي ل»كوفاكس»، مبلغ ال 400 مليون يورو من الضمانات المصرفية التي قدمها الاتحاد الأوروبي سابقا لتحالف اللقاح من خلال بنك الاستثمار الأوروبي. و بالإضافة إلى مساهمة الكتلة البالغة 500 مليون يورو، أعلنت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن مساهمات أيضا. وحتى الآن، انضمام ما مجموعه 184 دولة واقتصادا إلى «كوفاكس»، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وانضمت الصين إلى البرنامج الجماعي الشهر الماضي. و بينما يكافح العالم لاحتواء وباء كوفيد-19، تتسابق دول مثل ألمانيا و فرنسا و الصين و روسيا و المملكة المتحدة والولايات المتحدة لإيجاد لقاح. و وفقا لموقع منظمة الصحة العالمية على الانترنت، فإنه حتى 3 نوفمبر، هناك 202 لقاح مرشح لكوفيد-19 يجري تطويرها في جميع أنحاء العالم، و47 منها في مرحلة التجارب السريرية.