دعا إخصائيون إلى التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية وعدم التفاؤل بتراجع الإصابات بفيروس كورونا، وتكرار سيناريو أواخر شهر سبتمبر الماضي وما انجر عنه من ارتفاع في عدد الحالات، كما حذروا من حساسية الأشهر المقبلة التي تعرف تكاثرا للفيروسات التنفسية، مما يستوجب مزيدا من اليقظة والحكمة من قبل المواطنين. أكد البروفيسور مصطفى خياطي بأننا دخلنا العد التنازلي في حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا، وهذا بفضل نجاعة الإجراءات الوقائية المتخذة من قبل مختلف القطاعات، مضيفا «للنصر» بأن ذلك لا يجب أن يدفعنا إلى التفاؤل وتكرار سيناريو شهر سبتمبر القادم، الذي انجر عنه ارتفاعا مقلقا في أعداد الإصابات الجديدة التي فاقت الألف يوميا في الأيام الماضية. وحذر خياطي من أن يعقد البعض آمالا كبيرة على اللقاح المضاد للفيروس الذي لا يمكن اعتباره علاجا نهائيا للمرض، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء حيث تكثر الفيروسات، لذلك ينبغي التحلي بمزيد من الحكمة واليقظة لمواجهة الأشهر المقبلة التي تعرف انتشارا للأنفلونزا الموسمية. وأرجع من جانبه الأخصائي في الصحة العمومية محمد كواش تقلص أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كوفيد 19 إلى الإجراءات الاستباقية التي بادرت بها الحكومة، من بينها إلغاء التجمعات الرسمية والعائلية التي شكلت في السابق نقطة انطلاق العدوى، وظهور بؤر محلية وولائية للوباء، فضلا عن تشديد الإجراءات الردعية ضد المخالفين. كما يرى الدكتور كواش بأن ارتفاع العدوى ساهم في تقلصها، بسبب تنامي حالة الخوف والقلق لدى المواطن الذي أصبح أكثر يقظة وحرصا على اتباع الإجراءات الوقائية، مؤكدا بأن الأرقام الأخيرة المرتبطة بمستوى انتشار الفيروس تشجع على مواصلة الإجراءات الاستباقية. ولم يخف المصدر تخوفه من إمكانية تسجيل موجة ثالثة لانتشار الفيروس في حال التراخي وتجاهل التدابير الاحترازية، مقترحا الاستمرار في نفس الإجراءات الصارمة لتفادي هذا السيناريو، مع ضرورة التنبيه إلى الفترة الحساسة جدا التي نحن مقبلون عليها، مع الاستعداد لدخول موسم البرد والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة، وتزايد في مستوى نشاط الفيروسات التنفسية. كما حذر المصدر من تسجيل موجة للانفلونزا الموسمية قد تكون عنيفة، وتزيد من الضغط على المؤسسات الاستشفائية، موضحا بأن نزلات البرد قد تتسبب في انخفاض مستوى المناعة بفعل الالتهابات والتقرحات الموضعية في الحلق والرئتين، مما يشكل مجالا خصبا لالتقاط العدوى بفيروس كوفيد 19، في ظل استمرار التخوفات من طفرة جينية للفيروس في الأشهر القادمة. وبخصوص العودة المرتقبة للطلبة إلى مقاعد الجامعة خلال الأسبوع القادم، قال المصدر إن ذلك يندرج ضمن العودة التدريجية للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، وكذا النقل الجوي الداخلي، بعد توقف دام لعدة أشهر بسبب انتشار الفيروس، مشددا على الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية كي لا تتحول هذه العودة إلى عامل لانتشار الوباء. كما أبدى مصطفى خياطي تفاؤله بالعودة المرتقبة للطلبة إلى الدراسة، شريطة احترام البروتوكول الصحي، وفي نظره فإن اعتماد التعليم عن بعد من قبل وزارة التعليم العالي، سيساهم في ضمان التباعد الجسدي والحد من أخطار انتشار العدوى ما بين الطلبة، لا سيما بالنسبة لطلبة سنوات الأولى والثانية والثالثة جامعي، باعتبارهم أكثر عددا وكثافة مقارنة بباقي المستويات. وينتظر أن يقتصر الحضور داخل المدرجات والأقسام على الدروس الأساسية والتطبيقات وإجراء الامتحانات، في حين سيتم برمجة باقي الدروس عبر النت، شريطة معالجة النقائص حتى تكون هذه الدروس في مستوى تطلعات الطلبة، وطريقة ناجعة للتعايش مع الوباء، الذي ما يزال محاطا بكثير من الأسرار حسب تأكيد الدكتور محمد كواش، إذ تظل الوقاية هي الأنسب لأن اللقاح لا يعد أبدا علاجا للمرض.