يعيش الجزائريون هذه الأيام حالة من الخوف وفوبيا عودة الحجر الشامل، الذي حول حياة الناس إلى جحيم، تزامنا مع عودة ارتفاع الإصابة بفيروس كوفيد 19 وتلويح وزارة الصحة باتخاذ إجراءات وقائية جديدة للحد من ارتفاع الوباء، خاصة مع اقتراب الدخول المدرسي والجامعي الذي سيزيد حسب المختصين من حدة انتشار الفيروس، خاصة ونحن في فصل الخريف الذي تكثر فيه الإصابة بالأنفلونزا الموسمية التي تحمل نفس أعراض الإصابة بكورونا. مع تأكيد وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد أمس اتخاذ إجراءات صحية جديدة في حال ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام المقبلة، عادت المخاوف والوساوس لدى الجزائريين من إعادة تكرار سيناريو الحجر الشامل، وما تسبب فيه هذا الإجراء من أضرار اقتصادية واجتماعية ونفسية على المواطنين، وتوالت تحذيرات وزارة الصحة خلال الأيام الأخيرة تزامنا مع عودة ارتفاع الإصابة بفيروس كورونا إلى أكثر من 200 إصابة يوميا والانتشار المخيف والمرعب للفيروس في مختلف دول العالم والتي أعادة فرض إجراءات الحجر السابقة. وفي هذا السياق، حذر وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد من أن الجزائر تواجه موجة ثانية للفيروس، مبديا تذمرا من حالة التراخي المسجلة مؤخرا، داعيا المواطنين إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية، ومحذرا من اتخاذ إجراءات صحية جديدة في حال تدهور الوضعية الوبائية. وبخصوص العودة إلى أقسام الدراسة المرتقبة الأربعاء المقبل وتخوف الأولياء على صحة أبنائهم، طمأن وزير الصحة بأن البروتوكول الصحي الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع اللجنة العلمية أخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي احتكاك الأطفال فيما بينهم، داعيا الأولياء إلى عدم الانسياق وراء كل ما يشاع هنا وهناك، بعيدا عن الدوائر الرسمية. العودة إلى الحجر الشامل وتجميد الدراسة أمر وارد وفي هذا الإطار حذر رئيس الهيأة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفسور مصطفى خياطي، من تراخي المواطنين في مواجهة فيروس كورونا، مؤكدا أن هذا الفيروس جديد ولا نعلم عنه الكثير ويمكنه أن ينتشر بشكل سريع جدا رغم انحساره نسبيا، وأضاف خياطي أن كل الاحتمالات واردة خلال الأسابيع المقبلة خاصة ونحن مقبلون على الدخول المدرسي والجامعي ما يرجح ارتفاع عدد الإصابات أكثر، وطمأن محدثنا بخصوص الدخول المدرسي المقبل، مؤكدا أن الدراسات في الجزائر أثبتت أن عدد الإصابات عند الأطفال لا تتجاوز 03 بالمائة بالإضافة إلى البروتوكول الصحي الجيد التي تم الإعلان عنه في المؤسسات التربوية والذي سيحد من سرعة انتشار الفيروس في الطورين الابتدائي والمتوسط، ومع الارتفاع البطيء لحالات الإصابة بكورونا في الجزائر والتي تقدر حاليا ب 20 حالة يوما فإنه يستبعد تأجيل أو تجميد التمدرس، غير أن البروفسور خياطي أكد أنه في حال الانتشار السريع للعدوى بسبب تجاهل المواطنين لإجراءات السلامة وفي حال تجاوز الإصابات بالفيروس 500 إصابة يوميا، فإن العودة للإجراءات الوقائية السابقة أمر لا مفر منه على غرار تجميد الدراسة وتمديد ساعات الحجر على المناطق التي تشهد ارتفاعا في انتشار الولاء وهو الإجراء الذي بدأت تسارع إليه العديد من الدول التي شهدت موجة ثانية من الفيروس. ومن المخاطر التي ستساهم في انتشار متسارع للعدوى حسب البروفسور مصطفى خياطي هو فصل الخريف الذي تكثر فيه الإصابة بالأنفلونزا الموسمية التي تتداخل أعراضها مع الإصابة بكورونا، ما يجعل التلقيح إجباريا على جميع الشرائح الهشة في مقدمتهم الأطفال والمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.