احتضنت أمس قاعة المحاضرات الكبرى لدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، العرض الأول لمسرحية « القربان الأخير لعروس المطر» التي كتبها عصام بن شلال، المتوّج بجائزة علي معاشي، و أخرجها سينمائيا علي عيساوي و مسرحيا كريم بودشيش. على مدار 50 دقيقة، استمتع الحضور والسلطات الولائية، بالعرض الذي يروي قصة الشاب الفينيقي " قدموس" الذي ثار على المعتقدات الإغريقية البالية، واستطاع أن يخلص حبيبته من بطش عمها الذي تآمر مع كاهن القرية لاستعمالها كقربان له، مقابل حصوله على الذهب، و تمكن من إقناع زوجة أخيه المتوفي و ابنتها الجميلة، بأن خلاص القرية على يدها بعد أن يقدمها قربانا للكاهن، لينزل المطر بعد سنوات من الجفاف. العرض زاوج بين التصوير التلفزيوني من خلال لقطات عرضت عبر شاشة كبيرة، إلى جانب العرض المسرحي، و جمع العرض بين ممثلين محترفين في مقدمتهم سعيد بولمرقة في دور الكاهن، و الممثل المسرحي كريم بودشيش الذي قام أيضا بالتصميم و الإخراج المسرحي، إلى جانب ممثلين شباب يتقدمهم الشاب أسامة بودشيش الذي أدى دور " قدموس"، إلى جانب الممثلة هاجر سيراوي و الممثلة الصاعدة أمنية. وأوضح علي عيساوي للنصر في ختام العرض، أنه تم التحضير للمسرحية في وقت قياسي، منذ 27 ديسمبر المنصرم، فبعد أن قرأ نص الكاتب عصام بن شلال، تم جمع كل الأدوات الفنية من موسيقى و تصوير و كوريغرافيا، و شرع في تصوير بعض المشاهد الخارجية. وأضاف عيساوي بأن التمثيل المسرحي من تصميم و إخراج كريم بودشيش، مشيرا إلى أن هذه ثاني تجربة له في هذا النوع المسرحي بعد "ملحمة قسنطينة الكبرى"، و رغم ضيق الوقت، إلا أن العرض قدم بطريقة مميزة و استطاع جذب المتفرجين بقاعة المحاضرات الكبرى لدار الثقافة مالك حداد، الجهة الممولة للمسرحية، كما قال. أما عن تقديم المسرحية باللغة العربية، وهي اللغة الأصلية لنص بن شلال، في احتفالية يناير، قال علي عيساوي، إن ضيق الوقت لم يسمح بترجمة النص، كما اعتبر تقديم مسرحية بالعربية في هذه المناسبة، دليلا قاطعا على التزاوج بين الثقافة العربية و الأمازيغية و الامتداد بينهما. أما المخرج كريم بودشيش الذي أشرف على تصميم المشاهد والإخراج المسرحي، إلى جانب تمثيله في المسرحية، فقال للنصر إنه رفع تحديا كبيرا لانجاز هذه المسرحية، و هي عمل محلي محض، حظي بالكثير من الدعم و الاهتمام من قبل إدارة دار الثقافة مالك حداد، و اعتبره فرصة حقيقية للممثلين الشباب لتفجير طاقاتهم، تحت تأطير أسماء كبيرة، في مقدمتها المخرج التلفزيوني علي عيساوي، ضمن رؤى فنية مدروسة. ويذكر أن دار الثقافة مالك حداد احتضنت أمس الاحتفالات الرسمية بالسنة الأمازيغية يناير 2971، بتنظيم معارض ببهو الدار، الأول مخصص للأزياء التقليدية الشاوية و القبائلية و الميزابية، إلى جانب جناح للأكلات التقليدية الأمازيغية، و آخر للأفرشة و الزرابي، مع تخصيص معرض للوحات الفنية و الكتب الأمازيغية و المدرسية. وأشرف والي قسنطينة على افتتاح الاحتفالية التي ستتواصل إلى غاية يوم غد الخميس، و التي شهدت أيضا تقديم عرض فني غنائي من قبل جمعية أجيال الغد من منطقة أولاد ميزاب، مع تكريم عدد من الأطباء و شبه الطبيين من مختلف الهياكل الاستشفائية بقسنطينة، و الكاتب عصام بن شلال، الفائز بجائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية لسنة 2020، و كذا تكريم الشيخ الوهاج رئيس جمعية الهدى لبني ميزاب، ثم قدم المنشد عبد الرحمان بوحبيلة أغنية " إليك" تكريما للجيش الأبيض.