ساحر الملايين منذ عهد الرقيق والمرجان والعقيق يشهد شاطئ مسيدا بالطارف منذ انطلاق موسم الاصطياف والسياحة والعطل السنوية، اقبالا منقطع النظير. شاطئ حباه الله بكل الجمال والرمال وسحر الماء والسماء .. ويتميز أيضا بتواجده على ضفاف غابة خلابة جذابة، شكلت لوحة فسيفسائية بديعة، تعكس عظمة الخالق. وكأنها قطعة من كوكب عجيب سقطت من السماء. ترجع تسمية شاطئ مسيدا الى القرون الماضية حيث كان الشاطئ سوقا مفتوحا لتجارة الرقيق من خلال اصطياد البشر إذ لم يكن أي شخص يستطيع الافلات من شباك المصيدة التي يصنعها تجار البشر (الرقيق) للايقاع بالسكان الذين يقصدون الشاطئ خلال الحقبة الاستعمارية (القرن 18م) الى أحد أهم الموانئ بالمنطقة المختصة في تصدير القمح نحو الضفة الأخرى من المتوسط، فضلا عن استعمال الشاطئ كقاعدة خلفية للقرصنة والاستيلاء على السفن التي تعبر سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومع مطلع الاستقلال استخدم موقع الشاطئ كأحد أهم الورشات المختصة في انصهار الحديد انطلاقا من مخيم كاف أم الطبول من قبل الشركات الأجنبية التي كانت مشرفة على عملية الاستغلال قبل أن تقوم السلطات المختصة بإخلاء الشاطئ من هذه الورشات وفتحه أمام السياح والمصطافين في سياق تشجيع واستقطاب السواح بالنظر للمؤهلات الخلابة والعذراء التي يتمتع بها شاطئ المسيد أحد أروع الشواطئ في الجزائر وعلى المستوى الاقليمي. العائلات تفضل .. مسيدا يعرف الشاطئ يوميا توافد آلاف المصطافين جلهم من العائلات القادمة من مختلف مناطق الوطن وحتى العائلات المغتربة التي اعتادت على مر السنين الاصطياف بهذا الشاطئ. خلو الشاطي من التلوث جعله المكان رقم واحد للمصطافين اضافة لمحاذاته منطقة غابية، الى جانب نوعية رمال الشاطئ الذهبية الفريدة من نوعها والتي جعلتها المنطقة محلا لتداوي المصطافين والعلاج من بعض الأمراض على غرار الروماتيزم أمام ارتفاع درجة الحرارة بالكثبان الرملية التي تشبه الى حد بعيد المناطق الصحراوية. وتقول السيدة ليلى من ولاية أم البواقي بأنها اعتادت على الاصطياف بشاطئ المسيدا لفترة تربو عن 20 سنة وأنها لا يمكن لها ولأفراد عائلتها الاستغناء عن زيارة الشاطئ بحثا عن الراحة والاستجمام والأمن، في حين أشار السيد مسعود من تبسة بأنه اعتاد سنويا رفقة عائلته قضاء عطلته على ضفاف الشاطئ المذكور بالمناظر الخلابة الساحرة ورماله الذهبية النادرة. نقص في المرافق، وتغطية أمنية متواصلة جمال الشاطئ، ورماله الذهبية، وجاذبيته السحرية، وارتباط مصطافيه عموما باقبال العائلات، لا يغطي نقاطا سوداء أصبحت مبعث قلق وضجر، تتعلق بتراكم القمامة والفضلات في عدة أماكن، اضافة الى ما يسببه ازعاج بعض الشباب بتصرفاتهم ومهاتراتهم للعائلات المصطافة، ويستدعي تواجد حراس للرقابة، كما أن اقتصار شاطئ مسيدا للمرافق الضرورية سيما مرشات الماء والمراحيض وأماكن خاصة بتجميع الزبالة والفضلات بشكل معمم وواسع ودائم، يظل انشغالا يستوجب عناية خاصة ودعامة أكبر لما تم توفيره سابقا، أي أن الشاطئ يحتاج الى تجهيز أهم لتلبية كل حاجيات المصطافين سيما في مجال النقل، وما هو موجود لا يلبي احتياجات الآلاف الذين اختاروا ويختارون "مسيدا" كل صيف. لكن يبقى الجانب الأمني النقطة الجديرة بالتنويه، فشاطئ مسيدا، يعتبر من الشواطئ الأكثر أمنا بولاية الطارف فالتغطية متوفرة 24/24 ساعة ولم يسجل أي حادث أو اعتداء يذكر حسب تصريحات المصطافين.