يشهد شاطئ مذاغ 2 التابع لبلدية بوزجار ولاية عين تموشنت توافدا كبيرا للعائلات من مختلف الولايات الداخلية والمغتربين طلبا للراحة والاستجمام، حيث يصل عددهم حسبما علمنا من الحماية المدنية مع عطلة نهاية الأسبوع إلى 6 آلاف مصطاف، في حين يصل الرقم خلال الأيام العادية الأخرى من 800 إلى 1000 مصطاف يقع شاطئ مداغ 2 المحاذي لشاطئ مداغ 1 التابع لولاية وهران بمنطقة جبلية تحيط به العديد من الصخور الكبيرة والممتدة على شريط ساحلي قدره 300م خلاب تتخلله غابات كثيفة ترمي بظلالها على طول الطريق الرابط بين وهران وعين تموشنت، حيث تقصده عائلات عديدة تتوقف في المكان لتناول وجبات غذائية جلبها معها، كما أن الكثير يفضل المشوي وطهي الفطور على قطع الخشب بالغابة، التي تتواجد بها أيضا مساحات خاصة للعب الأطفال وتعد هذه الغابة الحد الفاصل بين مداغ 1 ومداغ 2، إلا أنه بالرغم من جمال تلك المناظر الساحرة فإن شاطئ مداغ 2 لا زال في طي النسيان مقارنة بمداغ 1، وكأن مسيري بلدية بوزجار لولاية عين تموشنت أسقطوه من أجندتهم، في الوقت الذي حاز فيه شاطئ مداغ 1 على جائزة أحسن شاطئ الموسم الماضي من قبل منتخبي بلدية عين الكرمة التابعة لولاية وهران. وما يميز شاطئ مداغ 2 النقص الكبير في الرمال التي علمنا أنها معرضة للنهب والسرقة من قبل جماعات مختصة، ما أثر سلبا على الكمية المتواجدة في الشاطئ والتي تكسوها بعض الأتربة والصخور والحجارة وكذا بقايا السيول الجارفة وما تحمله في فصل الشتاء من تراكمات لقطع الخشب ومسامير وقطع الزجاج، حيث سجلت حسب مصالح الحماية المدنية العديد من الحوادث الناجمة عن وجود تلك الشوائب، إذ تم إحصاء 8 جرحى جراء تلك المخلفات وقد تم إسعاف 2 منهم فيما نقل آخر بواسطة سيارة أحد المصطافين إلى المستشفى لتلقي العلاج في غياب سيارة الإسعاف. من جهته، ممثل الحماية المدنية قال إنه بالرغم من جمال الطبيعة في هذا الشاطئ والهدوء التام الذي يخيم عليه لطبيعة قاصديه من أصحاب السيارات بعيدا عن الحافلات وما تحمله من تدفق كبير للمصطافين، ما جعل القائمين عليه متحكمين في كل تحركات المصطافين، إلا أنه أمام نقص إمكانيات العمل من هاتف وكذا نقص في الأعوان، حيث يوجد 4 أعوان موسميين للحماية المدنية يشرفون على 3 آلاف مصطاف، هذا العجز في التأطير الخدماتي يصعب خاصة في نهاية الأسبوع من إنجاز مهمتهم على أكمل وجه. في ذات السياق، صرح أحد المستفيدين من حق الامتياز في الشاطئ والذي يؤجر خيما للمصطافين مقابل 500 دج أن ”العمل في مداغ 2 فيه الكثير من الصعوبات، إلا أننا نتكيف مع كل المواطنين بحيث إن هناك من يسدد أجرته وآخرين يقدمون نصف المبلغ وبما أن فترة موسم الاصطياف هذه السنة قصيرة، خاصة مع حلول شهر رمضان فإننا نساير كل طلبات الزبائن الذين يشتكون من غياب محلات الإطعام وكذا من نقص المياه للغسل، وذلك ما جعل البعض منهم يفضلون التوجه إلى مداغ 1 لقضاء حاجتهم والذي يتوفر على كل شروط التخييم والاصطياف في ظروف عادية”. وأضاف أن وضعية الرمال على حالها ”منذ 2004 ونحن ننادي بتنظيف الموقع وتغطيته بكميات إضافية من الرمال الأخرى لإعادة الاعتبار له، إلا أنه بالرغم من كل الشكاوى فلا حياة لمن تنادي في ظل إهمال مسيري بلدية بوزجار للمكان الذي من شأنه أن يجلب الكثير من العملة الصعبة وأن يكون منطقة سياحية رقم 1 بالجهة الغربية، إلا أن مسؤولي ولاية عين تموشنت يبدو أنهم قد أسقطوا مداغ 2 من حساباتهم.