أوصى الأساتذة المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول « الإبداع الأدبي من الورقية إلى الإلكترونية - سؤال المفاهيم و رهان الأنساق» ، الذي نظمه في نهاية الأسبوع، معهد الآداب و اللغات بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، بتدريس الأدب الرقمي في الجامعة الجزائرية ، خاصة في معاهد الآداب واللغات والتشجيع على ذلك، مع تمكين الأدب الجزائري الرقمي بمحاور خاصة به ، و إعطاء حيز معتبر لأدب الطفل، و ذلك تحت رقابة لصيقة، حفاظا على الهوية. المشاركون في فعاليات هذا اللقاء، المنظم عبر تقنية التحاضر عن بعد، وعددهم تجاوز 80 متدخلا، أوصوا أيضا بعد اختتام أشغال الملتقى، بتأليف معجم إلكتروني خاص بالأدب الرقمي التفاعلي، بالاعتماد على الخبرات العلمية و قدرات المبدعين في هذا المجال ، مع تشجيع الطلبة على استخدام التقنيات الحديثة، خاصة في الأعمال التطبيقية، و إبرام شراكة بين المعاهد والمخابر (علم الاجتماع، علم النفس، الإعلام الآلي..) و تمكين أساتذة الجامعة من متابعة دورات تكوينية في مجال التكنولوجيا، خاصة في الأدب الرقمي وعلاقته بالجوانب النظرية وتطبيقها، مع تكليف طلبة الدراسات العليا بإنجاز أبحاث في هذا المجال و تشجيع كل مبادرات الإبداع فيه و حركة النشر . و ختم المشاركون توصياتهم، بالحث على إنشاء لجنة علميّة تعمل على انتقاء المداخلات المتميزة والراقية، بعد مراجعتها من طرف أصحابها ، و كذا تنظيم تظاهرات دولية للمساهمة في تطوير طروحات حقل الأدب الرقمي . و يذكر أن عدة تساؤلات طرحت خلال أشغال اللقاء، منها تلك التي أشار لها رئيس الملتقى الدكتور عبد الحميد بوفاس، حول فرضية تغير مفهوم الأدب في ظل التطور التكنولوجي والعولمة ، أم أن الأدب باق لم يتغير بخصوصيته الإبداعية، إنما المتغير هي وسائل القراءة والكتابة والتوصيل التي أصبحت إلكترونية ، وبالتالي فالأدب الإلكتروني يعتبر مرحلة طبيعية في تطور وسائل الكتابة. كما طرح الدكتور بوفاس هذا التساؤل « هل يعتبر الأدب الإلكتروني بوابة لخروجنا من سلطة الرجل الذي كان يشغل الساحة الأدبية ، و دخولنا زمن سلطة المرأة التي تتوفر فيها المؤثرات التي يستعين بها الأدب الإلكتروني من صوت وصورة للتأثير على المتلقي أكثر مما تتوفر عند الرجل؟» وأخيرا «هل التقنيون الذين يضطر الأدباء للاستعانة بهم، في ظل عدم تحكم الكثير منهم بالعمل بالوسائط الإلكترونية ، قادرون على إيصال بصدق مجمل أحاسيس الأديب وما يريد توصيله للمتلقي؟». مدير معهد الآداب واللغات بالمركز الدكتور عبد المالك ضيف، قال من جهته إن الرقمنة أفرزت جملة من المصطلحات المتكاملة، في وقت يعيش فيه الأدباء أزمة توحيد المصطلح ، مقدما 16 مصطلحا من المصطلحات المستعملة في الأدب الرقمي، والمستخلصة من كتب الباحثين ،منها الأدب الإلكتروني ، الأدب الرقمي ، الأدب الحاسوبي ، الأدب السمعي والبصري ، الأدب الشبكي ، الأدب التفاعلي ، وغيرها من المصطلحات المعبرة عن فوضى المصطلح في الدرس النقدي المعاصر. أما الدكتور حمزة قريرة من جامعة ورقلة، فقدم في مداخلته بالملتقى تجربته مع الأدب الإلكتروني ، ومدونته التي حول فيها أعماله الإبداعية من الورقية إلى الإلكترونية.