أحرقت أمس، مولودية باتنة آخر أوراقها للإفلات من شبح السقوط، بعد تجرعها مرارة الهزيمة على أرضها أمام هلال شلغوم العيد، في مباراة قوية طبعها الاندفاع البدني رغم كثرة فرص التهديف من الجانبين، ولو أن الزوار فرضوا منذ الوهلة الأولى ريتما سريعا، حيث كانوا السباقين إلى صنع اللعب من خلال الاستحواذ على وسط الميدان، وهو ما سمح لهم بالتحكم في مجريات اللعب وإقلاق سكينة الحارس منصوري، الذي تلقى هدفا مبكرا عند الدقيقة (5) حمل توقيع داداش بعد عمل جيد من شنيقر، وفي غفلة من الدفاع الذي كان مفككا. هدف كان بمثابة إنذار للمحليين، الذين حاولوا الخروج من قوقعتهم والقيام ببعض الحملات، كادت أن تثمر لو لا التسرع ونقص التركيز، خاصة من جانب حاج عيسى الذي خانته الفعالية، رغم تواجده في وضعية ملائمة للتسجيل (د12). أصحاب الأرض كان بإمكانهم إعادة الأمور إلى نصابها، لكن غياب النجاعة الهجومية واللمسة الأخيرة، حالت دون ترجمة الفرص المتاحة لعطوش (د16) وحاج عيسى إثر كرة ثابتة (د19) إلى جانب قذفة بن سالم (د22)، لتأتي الدقيقة (27) التي كادت أن تبتسم للبوبية، لو أحسن عطوش استغلال كرة حاج عيسى بالكيفية المطلوبة. ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن الباتنيين لم يفقدوا الثقة في النفس حيث حملوا مشعل المبادرات، وخاضوا سلسلة من الهجمات عن طريق حاج عيسى وبولعينصر، غير أنها كانت تفتقد في كل مرة للنضج المطلوب، ما تجسده فرصة عطوش الذي كاد هز شباك مويسي (د32)، وأخرى لبن مرزوقة (د38)، فيما كاد يدادان مضاعفة مكسب فريقه لولا تدخل الحارس منصوري(د41). وفي الدقيقة (45+4)، استفاد المحليون من ضربة جزاء، بعد عرقلة يحياوي من طرف بن فرحات داخل منطقة العمليات، حولها بإحكام بولعينصر لهدف معدلا النتيجة. المرحلة الثانية دخلها رفقاء قوميدي بكثير من العزم على صنع الفارق، ولو أن البطاقة الحمراء التي تلقاها عطوش بعد حصوله على إنذارين(د47)، صعبت من مهمة أصحاب الأرض الذين راموا بكامل ثقلهم في الجهة المقابلة، حيث جانب بولعينصر التهديف (د53)، لينسج على منواله عبابسة بتسديدة قوية(د57). تراجع الزوار إلى الخلف، جعلهم يتحملون عبء اللعب والسيطرة العقيمة لمنافسهم، الذي لم يجد الثغرة المؤدية إلى شباك مويسي رغم فرصة بن سالم (د59)، ثم يحياوي (د63)، قبل أن ينجح يدادان في افتكاك الهدف الثاني للضيوف، مستغلا تردد الدفاع (د69). ومع مرور الوقت، بادر أشبال بن مسعود باللجوء إلى اللعب بالاقتصاد في الجهد للحفاظ على النتيجة، حتى وإن كان بن معمر أضاف الهدف الثالث (د90+4)، لتتكبد البوبية بذلك خسارة قاسية، عمقت من جراحها وأعدمت حظوظها في البقاء.