مناوشات بين عناصر الأمن ومحتجين خربوا ممتلكات عمومية وقعت في حدود الساعة ال 11 من ليلة أول أمس بحي لاروكاد بمدينة تبسة مناوشات حادّة بين مجموعات من الشباب الغاضب وعناصر الأمن الوطني وذلك على خلفية حادث مرور أودى بحياة شابين تتراوح أعمارهما بين 24و25 سنة وهما " خ - ب " و " ج- ج " عندما انحرفت سيارة رباعية الدفع كانا على متنها ، ليسارع العشرات من الشباب لإخراجهما من السيارة . هذه المناوشات ،التي وقعت أثناء تدخل مصالح الأمن والحماية المدنية لنقل الضحايا إلى مصلحة الاستعجالات ،سرعان ما تطورت إلى الرشق بالحجارة من طرف الشباب المحتج ،وهو الأمر الذي دفع بعناصر الأمن إلى إطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء لتزداد الأجواء تعكيرا أكثر. وتم إخراج الجثتين من طرف رفقاء الشابين الذين قدموا من عدة أماكن ومن الأحياء السكنية المجاورة على متن سيارات مختلفة ،أين قاموا بنقل جثتي الشابين المتوفيين إلى المؤسسة الاستشفائية الاستعجالية عالية صالح ، لينتهز بعض الأشخاص الوضع وأقدموا على تحطيم غرف الانتظار الزجاجية التابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري . وعقب إيصال الجثتين إلى مؤسسة الاستعجالات ووصول رجال الأمن تجددت الاشتباكات مرة أخرى، حيث أقدمت مجموعة من الشباب على إلحاق الدمار الشامل بكل مصالح ومرافق المؤسسة التي عاش عمالها من أطباء و ممرضين وأعوان فترات عصيبة دفعت بالكثير منهم إلى الفرار خوفا على حياتهم ، وهو ما أدى بمسؤولي الأمن بالولاية إلى تعزيز التواجد الأمني بالاستنجاد بقوات مكافحة الشغب التي تحكمت في الوضع جيدا وتم إخلاء المستشفى في ساعة متأخرة من الليل من أعمال الفوضى والشغب ، لتتجدد مع الساعات الأولى من صباح أمس عملية غلق الطرقات بالحجارة والمتاريس وأعمدة الكهرباء وحرق العجلات المطاطية في منظر بائس وهو الوضع الذي أدى إلى حرمان المصلين من الالتحاق بمسجدي عثمان بن عفان والقدس المتواجدين بذات المنطقة لأداء صلاة الفجر . وقد سارعت قوات مكافحة الشغب وطوقت المنطقة لمنع اتساع رقعة أعمال الشغب إلى بقية الأحياء دون استعمال القوة ضد المحتجين وهو ما جنب الطرفين أية إصابات . وبالموازاة مع ذلك باشرت مصالح أمن الولاية فتح تحقيق في القضية بعد إذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة الذي تم إخطاره بالأحداث . وفي الوقت الذي يحمّل فيه المحتجون المسؤولية لعناصر الأمن في مقتل الشابين باستعمال الذخيرة الحية ويطالبون بتحقيق معمق لكشف الحقيقة حول مقتلهما إن كانت بفعل حادث مرور أو إصابات ناتجة عن استعمال الرصاص فإن مديرية الأمن الولائي وعلى لسان الضابط المكلف بالإعلام والاتصال بالمديرية تؤكد أن الحادث سببه استعمال السرعة من طرف سائق المركبة من نوع " طويوطا هيليكس " والذي كان برفقة شاب آخر ، وأضاف أن إطلاق عيارات نارية تحذيرية جاء كرد فعل بعد مهاجمة قوات الأمن بالحجارة من قبل مجموعات شبانية لمنعهم من الاقتراب من السيارة التي تعرضت إلى انحراف ثم انقلاب ،وأكد ذات المسؤول الأمني على أن السيارة تم حرقها بعد إخراج الجثتين والتحقيق سوف يكشف ملابسات هذا الحادث لاحقا . وقد تواصل قطع الطريق لساعة متأخرة من مساء أمس في ظل رفض المحتجين لأي حوار مع أية جهة كانت .