حقق، أمس، شباب قسنطينة الأهم بتجاوز عقبة مولودية الجزائر بنجاح، ليحرز السنافر أول فوز لهم منذ انطلاق مرحلة الإياب من البطولة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بتمرير الاسفنجة على الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت على السطح، وكان ذلك بهدف "عالمي" من ذيب. المقابلة عرفت انطلاقة قوية من جانب الزوار، الذين بادروا إلى تهديد مرمى الحارس رحماني، وكادوا أن يفتتحوا باب التسجيل في مناسبتين عن طريق كل من فتح الله وفريوي، قبل أن يتدارك السنافر الوضع، لأن تشكيلة المدرب حمدي كانت مطالبة بالفوز، لوضع حد لسلسلة النتائج السلبية، فكان رد فعل الشباب عن طريق قمرود، الذي اصطدمت تسديدته بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس بوطاقة. تحكم المحليين في منطقة وسط الميدان مكنهم من نقل الخطر إلى منطقة المنافس، بينما إعتمد الضيوف على المرتدات الهجومية السريعة، بالمراهنة على رأس الحربة فريوي، قبل أن يبصم ذيب على هدف السبق للسنافر، في الدقيقة 42 بعمل فردي رائع، أنهاه بتسديدة قوية من على مشارف منطقة العمليات استقرت في الزاوية العلوية لمرمى الحارس بوطاقة، مانحا الأسبقية في النتيجة للشباب، ومحررا زملاءه من الضغوطات التي عاشوا تحت تأثيرها لأسابيع عديدة، وهي النتيجة التي انتهى عليها الشوط الأول من المباراة. المرحلة الثانية كانت مختلفة عن سابقتها، لأن أشبال المدرب حمدي كسبوا الثقة بالنفس والامكانيات بعد تسجيل هدف السبق، الأمر الذي جعل اللعب يسير على وقع سيطرة طفيفة للشباب، إثر النجاح في التحكم في منطقة وسط الميدان، وقد كانت أولى الفرص لمضاعفة النتيجة قد أتيحت للمهاجم لقجع، الذي أهدر هدفا محققا عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس بوطاقة، غير انه فشل في إيداع الكرة داخل الشباك. سيطرة الشباب تواصلت، وكان الجميع ينتظر هدف الاطمئنان للمحليين، بالنظر إلى المستوى الذي قدمته التشكيلة أمام منافس لم يقدم الشيء الكثير في المرحلة الثانية، وقد كان أمقران قريبا من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 65، بعد عمل ثنائي مع لقجع، إلا أن القائم ناب عن الحارس بوطاقة في التصدي لقذفته. رد فعل "الشناوة" كان محتشما، واقتصر على فرصة وحيدة تستحق الذكر في هذا الشوط، وكانت في الدقيقة 69 عن طريق بلخير، إلا أن قذفته اعتلت العارضة الأفقية لمرمى رحماني، ليواصل السنافر مدهم الهجومي، وقد كاد البديل بن طاهر أن يهز الشباك من أول كرة يلمسها مباشرة بعد دخوله، غير أنه فقد التركيز أمام المرمى. الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء كانت مثيرة، وسارت على وقع "سيسبانس" كبير، بعد محاولة الضيوف الخروج من قوقعتهم وتدارك الوضع، لكن تراجع عناصر الشباب إلى الدفاع مكنها من سد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى رحماني، فحافظت على التفوق إلى غاية إطلاق الحكم إبرير صافرة النهاية، ولو أن الأوضاع أخذت منعرجا مغايرا، إثر اندلاع مناوشات بين لاعبي المولودية وبعض أفراد الوفد المرافق للفريق، بسبب عدم تقبل الهزيمة.