أندية تجرعت مرارة السقوط أنفقت أموالا أكبر منا اعتبر مدرب نادي التلاغمة رابح زمامطة، إنهاء فريقه المشوار في الصف الخامس بمثابة واحدة من بين المفاجآت، التي عرفتها بطولة الرابطة الثانية للموسم الجاري، وأكد في هذا الصدد بأن الاستقرار الكبير الذي يعرفه النادي على مستوى الإدارة و العارضة الفنية يبقى كلمة السر في النجاحات المحققة. وأوضح زمامطة، في حوار خص به النصر بأن ضمان البقاء في الوطني الثاني لم يكن بالأمر السهل، في ظل سقوط ثلث تركيبة المجموعة، لكننا كما استطرد "حققنا المبتغى قبل 6 جولات من نهاية الموسم، بفضل العمل الجبار الذي قمنا به، دون التفكير في رفع عارضة الطموحات عاليا، لأن الجميع يدرك بأن نادي التلاغمة يعد أضعف فريق من حيث الامكانيات المادية في فوج الشرق، إلا أنه يستمد قوته من روح المجموعة". ما تقييمك لمشوار الفريق في أول مغامرة له في الرابطة الثانية؟ الحقيقة، أن معطيات هذا الموسم كانت جد معقدة، ولم يكن من السهل التكيف معها، لأن البطولة تم اعتمادها على ثلاثة أفواج، لتدارك التأخر المسجل في إعطاء إشارة الانطلاق، لكن تقليص تركيبة كل فوج إلى 12 فريقا، وضبط حسابات تقضي بالسقوط الآلي لأربعة أندية من كل مجموعة إلى بطولة ما بين الجهات، زاد من درجة الضغط المفروض على الجميع، لأن المخاوف من السقوط كانت أكثر من الرغبة في التنافس على ورقة اللقب، والجميع يعترف بأن مستوى المنافسة في فوج الشرق أقوى بكثير من مجموعتي الوسط والغرب، وهذا في وجود الكثير من النوادي التي لها خبرة في مستويات أعلى، وبالتالي فإن طموحاتنا كانت محصورة في السعي لضمان البقاء في الرابطة الثانية، وقد نجحنا في تحقيق المبتغى، مما يعني بأن موسمنا كان ناجحا إلى أبعد الحدود. لكن الملفت للانتباه أن نادي التلاغمة، استمد قوته من المستوى الذي ظهر به في لقاءاته داخل الديار، فما سر عدم تنازلكم عن النقاط في ملعب خبازة؟ ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن الرغبة في الفوز تكون أكبر في المباريات التي نلعبها داخل القواعد، لأن المنافسة جرت في غياب الجمهور تطبيقا للإجراءات الرامية للوقاية من تفشي "كوفيد 19"، الأمر الذي حرمنا من مؤازرة الأنصار، والتي كانت في المواسم السابقة من بين أهم أوراقنا الرابحة، واللعب أمام مدرجات شاغرة يجعل كل المقابلات متكافئة إلى حد بعيد، بدليل أن أغلبية الفرق انهزمت في عقر الديار، وقد صنعنا الاستثناء رفقة بطل المجموعة هلال شلغوم العيد، ولو أن النجاح في احراز الفوز في أول ظهور للفريق بملعبه هذا الموسم أمام مولودية العلمة حرر اللاعبين من الضغوطات النفسية التي كانت مفروضة عليهم عند بداية البطولة، مما فتح الشهية، وسمح بتوالي الانتصارات في ملعب خبازة، نتيجة الثقة الكبيرة التي اكتسبها اللاعبون، ومع ذلك فقد ضيعنا 4 نقاط بملعبنا، بالتعادل في مناسبتين أمام كل من خنشلةوعنابة، لنكون أقوى فريق داخل الديار. بالموازاة مع ذلك، فإن حصيلتكم خارج التلاغمة كانت ضعيفة، واقتصرت على فوز وحيد في آخر جولة؟ كل من شاهد نادي التلاغمة في مبارياته الرسمية يسارع إلى رفع قبعة التحية، والاعتراف بأننا نمتلك واحدا من أقوى الفرق في البطولة، خاصة وأننا نجحنا في فرض أسلوب لعبنا، سواء داخل أو خارج الديار، وورقة الهجوم كانت دوما من خياراتنا، لكن الأمور لم تسر في الاتجاه الذي كنا نراهن عليه، وذلك بسبب الظلم التحكيمي الكبير الذي تعرضنا له، سيما في عنابة وأم البواقي، وقد احتسب الحكام ضدنا 5 ضربات جزاء في اللقاءات التي خضناها بعيدا عن التلاغمة، ولو أننا أدينا لقاءات في المستوى خارج الديار، غير أننا انهزمنا، وعليه فإننا لم نكن ضعفاء في السفريات، بل كنا ضحية التحكيم، وحصدنا 5 نقاط في جميع التنقلات سمح لنا بتدارك ما ضاع منا بالتلاغمة. وكيف تنظر إلى مستقبل الفريق في هذه الحظيرة بعد هذه التجربة؟ كل المتتبعين يدركون بأن كملة السر في الإنجازات التي يحققها نادي التلاغمة تتمثل في "الاستقرار" الكبير الذي يعرفه الفريق سواء في اللجنة المسيرة أو العارضة الفنية، لأننا نعمل سويا منذ عدة مواسم، وقد صعدنا سويا من الجهوي الثاني، ولو أن المعطيات تتغير من موسم لآخر، في ظل الارتقاء في الهرم الكروي الوطني، وبلوغ الرابطة الثانية لم يكن هدية، بل ثمرة عمل جبار قامت به كل الأطراف، فوجدنا أنفسنا مجبرين على المحافظة على هذا المكسب، بالمراهنة أكثر على سلاح الإرادة، لأن النادي يبقى الأضعف من حيث الإمكانيات المادية مقارنة مع باقي الفرق التي تنشط بجانبه في الوطني الثاني، غير أن الثقة الكبيرة السائدة بين اللاعبين والطاقمين الفني والإداري ساهمت بشكل كبير في خلق "تلاحم" كبير، حجب الرؤية عن الجانب المادي، ليكون الرد الميداني صريحا، بضمان البقاء بكل أريحية، في واحدة من بين المفاجآت هذا الموسم، لأن الأندية التي تجرعت مرارة السقوط صرفت أموالا تتجاوز بكثير مصاريف نادي التلاغمة، وهذا العامل يبعث على التفاؤل بالمستقبل، شريطة تحرك السلطات المحلية وإعطاء الدعم الكافي للفريق.