خيّمت بيانات الاستنكار والتنديد من قبل أندية الرابطة المحترفة على المشهد الختامي للبطولة، مع احتدام المنافسة بين فرق المقدمة والمؤخرة، إلى درجة جعلت الفاعلين في محيط كرة القدم يطالبون المسؤولين بتحكيم لغة العقل والمنطق، بهدف إنهاء الموسم في أفضل الظروف، وتفادي حدوث أي أزمات أو مشاكل، قد تشوه صورة الكرة المحلية التي لطالما كانت محل انتقادات واسعة. وعرفت الجولات الأخيرة من البطولة المحترفة عدة صدامات عنيفة بين الفرق، لعل آخرها ما حدث في ملعب الثامن ماي سهرة الخميس الماضي، بين الوفاق السطايفي، مُتصدر الرابطة المحترفة ووصيفه شباب بلوزداد، الذي اشتكت إدارته، عبر بيان نشرته الصفحة الرسمية لبطل الجزائر الموسم الماضي، من اعتداءات تعرض لها الفريق العاصمي، عقب نهاية اللقاء كان للمدافع بوشار حصة الأسد منها، ولو أن إدارة النسر كانت قد اتهمت نظيرتها من بلوزداد قبل ذلك بافتعال المشاكل، عقب الفيديو الاستفزازي لرفاق أمير سعيود، بعد انتصارهم على اتحاد بلعباس، أين راحوا يتوعدون السطايفية بعبارات لم تُرق لأسرة الوفاق التي اضطرت حسب مسؤولين في الصفحة الرسمية لاستعمال كلمات قاسية. ولا تعد أزمة الوفاق وبلوزداد الوحيدة في الجولة الماضية، على اعتبار أن البيانات الاستنكارية صدرت من جهات أخرى، على غرار ما أوردته الصفحة الرسمية لنادي بارادو، التي أشارت إلى تعرض وفدها لاعتداءات لفظية وجسمانية خلال المباراة التي جمعت فريقها بجمعية عين مليلة، عند حلولها ضيفة بملعب زوبير خليفي، مؤكدة بأن المسؤولين، حاولوا تخويف شبان الأكاديمية حتى يتنازلوا عن نقاط المباراة، في خرجة أسالت الكثير من الحبر، وجعلت إدارة لاصام ترد بتأكيدها أن كل ما قيل في حقها لا أساس له من الصحة، بل هو مجرد أوهام من صنع أسرة الباك بعد خسارتهم للمباراة بهدفين لهدف واحد. بالمقابل، شهد ملعب العالية ببسكرة حالة احتقان كبيرة، بعد المشاهد المؤسفة التي عرفتها مباراة الاتحاد المحلي أمام الضيف مولودية الجزائر، أين كاد الحابل يختلط بالنابل، بعد التصرف المشين الذي قام به متوسط ميدان المولودية حراق، الذي «بزق» على أحد لاعبي الاتحاد، ما اضطر الأخير للرد عليه باعتداء جسدي. وتأتي كل هذه التصرفات المشينة والأفعال التي لا تُشرف الكرة الجزائرية، في وقت التزمت فيه الرابطة المحترفة الصمت، أين دعا فاعلون هيئة عبد الكريم مدار للضرب بيد من حديد، من خلال تسليط أقصى العقوبات على كل من تسول له نفسه إثارة المشاكل، والبداية بمعاقبة حراق إلى نهاية الموسم، بعد الفيديو الذي أظهر سوء سلوكه اتجاه أحد لاعبي اتحاد بسكرة، والذي استنكرته كافة الجماهير الجزائرية التي هاجمت هذا اللاعب، كما لم تستثن مسوؤلي الفرق، بعد تبادلها الاتهامات مؤخرا، معتبرة إياهم السبب الرئيسي وراء تدني البطولة المحلية. جدير بالذكر أن اللوم كله يقع على عاتق مسؤولي النوادي، خاصة في غياب الجماهير عن المدرجات لأسباب صحية متعلقة بفيروس كورونا، فعوض أن يتحلوا بالروح الرياضية، راحوا يتبادلون الاتهامات داخل وخارج أرضية الميدان، ما أثر بالسلب على الجميع، وجعل الأمور تصل إلى ما لا يحمد عقباه.