شباب ورقلة ينتظر عروض العمل لحظة بلحظة يشكل موضوع عروض العمل لدى الوكالات المحلية للتشغيل بولاية ورقلة أكبر إنشغال للشباب الباحث عن العمل الذين يتساءلون باستمرار عن العروض التي تقدمها الشركات الوطنية العمومية و يحاولون تتبع أخبار فرص العمل المتاحة حتى لا تفلت منهم تحت حجة فوات أجل 21 يوما الذي يخول للشركات التوظيف مباشرة في حالة عدم تقديم الوكالة لمترشحين . ويقول الشباب أنهم صاروا خبراء في معرفة الثغرات القانونية التي تستعملها الشركات قصد التملص من توظيف طالبي الشغل عن طريق وكالة « لانام» . كما يؤكدون أن هناك تلاعبات داخل هذه الوكالات المحلية أو الوكالة الولائية تجعلهم لا يثقون في القوائم المعلنة. أو بعبارة أخرى يرون أن عروض العمل الجيدة يتم إخفاؤها و لهذا يدققون في البحث حتى في الساعة التي يصل فيها فاكس المؤسسة التي تقدم فرص عمل . و أثناء تواجدنا بالوكالة الولائية للتشغيل بورقلة استمعنا إلى مجموعة من الشباب ذكروا جملة من التجاوزات التي يؤكدون تواجدها ومنها مثلا أن أحد الشباب قال أنه يبحث عن عنوان شركة تسمى «ميرقوم» ولم يجد من يعطيه عنوان هذه الشركة. شاب آخر قال أن الوكالة تعطيهم عروض العمل بعد فوات الأوان أو اقتراب فواته. و بعضهم قال أن هناك شركات تطلب شروطا تعجيزية كاشتراط إجادة الإيطالية مثلا في سائق،، كذلك اشتراط الأقدمية وهم متخرجون لم يعملوا من قبل فمن أين يأتون بالأقدمية ؟ . واقترح المتحدث في هذا الشأن أن تمنح الشركات تربصا لمدة 6 أشهر تمكن المترشح للعمل من اكتساب الخبرة. شاب آخر قال أنه لا يوجد تنسيق بين وكالة التشغيل و مفتشية العمل و الشركات العارضة للعمل ، وقال أن كل طرف يستعمل ثغرات قانونية. بعض الشباب أكدوا أن وكالة التشغيل تعلن فقط عن عروض الشركات الخاصة بينما تخفي عروض الشركات العمومية. و قالوا أنهم يبحثون ويفضلون العمل لدى القطاع العمومي الذي يمكنهم من حقوقهم كاملة بينما الخواص حسب نفس المتكلمين يبخسون العمال حقوقهم في الأجور و الحماية الإجتماعية و الساعات الإضافية و النقل و العلاوات المختلفةالأخرى .. بعض الشبان أثار مشكلة ضيق مقرات الوكالات المحلية للتشغيل والوكالة الولائية ،، و تساءل هل هذه مقرات يمكن لموظفيها استقبال كل هذه الجموع من الشباب ؟ ،، فضلا عن غياب النظافة و غياب المسؤولين الدائم كما قال . شاب آخر قال لقد أعطونا عروضا غير حقيقية لأننا عندما ذهبنا إلى الشركة لم نجد هذه العروض بل وجدنا قوائم أخرى للعروض. و قد لخص شاب وضعهم بقوله هذه الوجوه التي تراها الآن هي نفس الوجوه التي تتردد باستمرار على هذه المكاتب حتى صرنا نعرف بعضنا جد المعرفة. و قاسمنا المشترك هو هموم البحث عن الشغل بلا جدوى. فصل آخر من يوميات الوكالة الولائية للتشغيل عشناه خلال حوارات سمعناها بين الشباب طالبي الشغل و الموظفين الشباب كذلك بنفس الوكالة الذين رفضوا الإدلاء بتصريحات للصحافة امتثالا منهم كما قالوا لتعليمات مسؤوليهم فهم يؤمنون بأن التصريح من حق المسؤول فقط . و مادام المسؤول غائب فما على الصحفي إلا العودة مرة أخرى لمقابلته متى جاء. الحقيقة أن موظفي هذه الوكالات يعيشون مثلما لمسناه ضغطا كبيرا في مواجهة الحقائق التي يجابههم بها طالبو العمل و التي لا يجدون لها مبررا مقنعا يقدمونه لهذا الشباب المشحون الذي بإمكانه فعل أي شيء في أي لحظة. فمثلا أدى طول غياب موظفة يقولون أن لديها فاكسات عروض الشركات إلى إثارة غضب مجموعة من الشباب اقتحمت المكتب الذي كنا فيه قبل أن يعرفوا بأننا صحفيين و تساءلوا عن سبب غياب الموظفة فأجابهم زميلها بأن أي فاكس إذا جاء فإنهم سينشرونه للجميع،، ثم قال و هل أنا مسؤول عن غياب أي موظف ؟. و أضاف موجها كلامه لنفس الشاب لماذا لا تسألون الوكالة المحلية عن القائمة و تأتون هنا ؟. الوضع بمديرية التشغيل بورقلة كان أكثر هدوء ربما لأننا قصدناها بعد الظهر أو ربما لأنها لا تتعامل مباشرة مع طالبي العمل. حسب المكلف بتسيير المديرية السيد بلعباس لخضر أن دورهم هو التنسيق بين المصالح المختلفة ذات العلاقة بتشغيل الشباب لايجاد الحلول للمشاكل المطروحة في سوق العمل. أما العلاقة المباشرة مع الشباب فهي من صلاحيات الوكالات و الصناديق مثلما قال. لكنه أشار إلى أن المديرية تقوم كذلك بتسيير برنامج جهاز المساعدة على الإدماج المهني لحاملي الشهادات. و قال أنه بحكم معرفته بالواقع فهو يرى أن الشركات المشغلة سواء العمومية أو الخاصة تحترم إجراءات التوظيف. والقول بأنها توظف عمالا من خارج المنطقة فهذا راجع حسبه إلى أن ولا ية ورقلة لها خصوصية تتميز بها وهي تواجد مواطنين من 48 ولاية بها. و كل من يملك شهادة إقامة بورقلة من حقه أن يسجل بها ضمن طالبي الشغل. و ألح على عامل وفرة الشفافية في التعامل و قال أنه الوحيد الذي يعيد ثقة طالبي العمل في الجهات المكلفة بهذا البرنامج .