أكد خبراء ومحللون، أمس، أن غلق المجال الجوي الجزائري على الطائرات المغربية، هو قرار سيادي وصارم وجاء لوضع حد للاستفزازات المغربية المتكررة، وأوضحوا أن هذا القرار هو رسالة واضحة للمغرب ، على أن الجزائر تتخذ قرارات بمسؤولية وعقلانية وبحزم، وأشاروا إلى استمرار الأكاذيب المغربية ومحاولات المخزن عبثا المساس والنيل من سمعة ومكانة ومركز الجزائر، و أكدوا أن للجزائر مواقف ثابتة ومشرفة، أكسبتها مكانة مرموقة في العلاقات الدبلوماسية والسياسية في العالم. وأكد الخبير الأمني بن عمر بن جانة، في تصريح للنصر، أمس، أن قرار الجزائر غلق مجالها الجوي على الطائرات المغربية ، هو قرار سيادي صارم وجاء ردا على التجاوزات المغربية المتكررة، و أصاف في السياق ذاته، أن المغرب لم يأخذ الدرس بالجدية ، بعد قرار قطع العلاقات، حيث واصل استفزازاته ضد الجزائر . و أوضح الخبير الأمني، أن الجزائر لجأت إلى هذه الإجراءات، حتى يردع نظام المخزن ويعرف مكانه و يلتزم بالأعراف الدبلوماسية، فيما يخص العلاقات بين الدول ، مشيرا إلى أكاذيب المملكة المغربية على مستوى المحافل الدولية، بالإضافة إلى محاولة زرع الفتنة في المجتمع الجزائري، وكذلك ضرب الشباب الجزائري عن طريق المخدرات وغيرها. ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي، الدكتور عبد القادر سوفي في تصريح للنصر، أمس، أن قرار المجلس الأعلى للأمن، الغلق الفوري للمجال الجوي الجزائري على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وكذا التي تحمل رقم تسجيل مغربي، لم يأت من عدم ، بل هو مبني على مجموعة من المعطيات والمعلومات الاستراتيجية تدخل في إطار تمادي المخزن في انتهاج أسلوب عدائي متكرر . وأضاف أن هذا القرار، له رسالة واضحة للمغرب ومن ورائه في انتهاج هذه السلوكات العدائية ، على أن الجزائر عازمة وتتخذ قرارات بمسؤولية وعقلانية وبحزم فيما يخص كل ما يتعلق بالوحدة الوطنية والتراب الوطني وكل ما من شأنه أن يشكل تهديدات على الجزائر. وأضاف أن الجزائر تعي جيدا ما تأخذه من قرارات، معتبرا أن هذه القرارات المتتالية، ليست تصعيدا، ولكنها مرتبطة بالأساس بمفهوم السيادة في صناعة القرار و في توخي وأخذ الاحتياطات والمواقف الاستراتيجية، مضيفا أن القرارات المتخذة من قبل الدولة الجزائرية ، هي فعل وليست ردة فعل و أضاف قائلا: إن هناك فواعل أخرى وراء المغرب، تحاول أن تستغله كدولة وظيفية وكمنصة للعداء، ولذلك جاء هذا القرار تماشيا وطبيعة التحولات الإقليمية والاستراتيجية، حيث ظهرت تطورات غير مسبوقة في كل منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، في التموقع الجيواستراتيجي والصراعات حول هذه المنطقة. وأبرز الدكتور عبد القادر سوفي، عودة الجزائر بقوة إلى المحفل الإفريقي والتحالفات الاستراتيجية التي بنتها مع دول كبرى، على غرار الصين وشراكات استراتيجية مع روسيا وتركيا ، ما يؤهل الجزائر أن تكون قطبا بامتياز، اقتصادي وسياسي، بالإضافة إلى كونها قطبا إقليميا عسكريا، وهذا الذي أدى ببعض الفواعل المعادية للجزائر، أن تنتهج بعض التصرفات التي تحاول بها أن تضر الجزائر من خلال جار السوء وهو الجار الغربي . كما أكد المحلل السياسي، أن الخاسر الأكبر من القرارات التي تتخذها الجزائر، هو المغرب، وأوضح أن الجزائر ليس لديها ما تخسره في طبيعة علاقاتها مع المغرب، لأنه لا توجد هناك علاقات اقتصادية تؤثر على الاقتصاد الجزائري أو البعد الاجتماعي، بل بالعكس المتضرر الكبير هو المغرب ، كما أشار إلى التدهور غير المسبوق للأوضاع الاجتماعية في المغرب ، جراء التدني الاقتصادي والمعيشي و الأزمة الصحية، بالإضافة إلى أزمة التصحر التي تضرب كل الجبهة الغربية للمغرب . من جانبه ، أكد أستاذ القانون الدولي العام والقانون الدستوري بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 البروفيسور العايب علاوة ، أمس، في تصريح للنصر، أن قرار غلق المجال الجوي على الطائرات المغربية، نابع من سيادة الجزائر، موضحا أن أساس إقامة العلاقات الدبلوماسية مع بلد ما أو قطعها يعتبر عملا من أعمال السيادة من حق كل دولة أن تقوم به. وأضاف أن قرار إغلاق المجال الجوي الجزائري على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وكذا التي تحمل رقم تسجيل مغربي، يعتبر رد فعل على الاستفزازات والتحرشات والمواقف العدائية للمخزن تجاه الجزائر، حيث كان هذا القرار منتظرا ، ومن الممكن أن يكون هناك تصعيدا آخر، لأن المخزن يحاول عبثا المساس والنيل من سمعة ومكانة ومركز الجزائر، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي، مؤكدا أن هذه المحاولات يائسة . وأبرز البروفيسور العايب علاوة، مواقف الجزائر العادلة من القضايا العادلة في العالم، منذ استرجاع السيادة الوطنية و أضاف أنها ستواصل مساندة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، مؤكدا أن الجزائر لها مواقف ثابتة ومشرفة، أكسبتها مكانة مرموقة في العلاقات الدبلوماسية والقنصلية والسياسية في العالم وبالتالي من حق الجزائر أن تراعي مصالحها وهذه المصالح تكمن في غلق المجال الجوي على الطائرات المغربية وهذا كرد فعل منتظر ومباشر على مواقف المخزن المخزية تجاه الجزائر وخاصة في المرحلة الأخيرة.