استغرب مهاجم المنتخب الوطني زهير رفيق جبور، وصف الكثير من أهل الاختصاص إقصاء المنتخب الوطني من الدور الأول من «الكان» بالكارثي، مشيرا في حواره مع النصر، إلى أن الخضر افتقدوا للفعالية فقط، كما اعتبر بأن عدم تتويج «الأسود غير المروضة» بكأس أمم إفريقيا يخدم أشبال بلماضي، قبل الدور الفاصل المؤهل إلى المونديال. في البداية، كيف وجدت مستوى المنتخب الكاميروني منافسنا في مباراة السد؟ أعتقد بأن مباراتي مصر وبوركينافاسو أظهرتا وجهين مختلفين للمنتخب الكاميروني، وهو ما سيصب بالدرجة الأولى في مصلحة المنتخب الوطني، في حال نجحنا في استعادة الفعالية أمام المرمى، لأنني حسب وجهة نظري، فالخضر لم يكونوا سيئين في «الكان» الأخيرة رغم خروجهم من الدور الأول، واستغربت كثيرا من حديث البعض عن الأداء الكارثي للمنتخب في دورة الكاميرون، بل على العكس فالتشكيلة الوطنية افتقدت لصاحب اللمسة الأخيرة فقط، بالنظر إلى الكم الهائل للفرص التي أضعناها أمام المرمى. ماذا تقصد بالضبط؟ عندما نتحدث من الناحية الفنية وأشرطة المباريات موجودة، المنتخب الوطني لم يكن محظوظا وضيع الدخول الجيد في «الكان» وهو أحد أسباب الخروج من دورة الكاميرون بإخفاق، لأننا لو فزنا أمام سيراليون كنا سنشاهد وجها آخر للخضر، والمستوى يرتفع ويتحسن من لقاء إلى آخر، واللاعبين يكسبون ثقة أكبر، بعيدا عن الحديث عن الشعبوية وتبرير الهزيمة بالمناخ الصعب، لأن هذه الأمور الجميع أصبح يعرفها، وبلماضي كان لاعبا في المنتخب الوطني ويعرف الظروف جيدا في إفريقيا، لكن كل ما في الأمر هو أن الحظ لم يكن إلى جانب المنتخب. لا يوجد تحفيز أكبر من لعب المونديال وكيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى المونديال؟ بالنسبة لي، كل من المنتخب الوطني والمنتخب الكاميروني سيدخلان اللقاء بمعنويات متشابهة، لأن كلا المنتخبين لم ينجحا في تحقيق الأهداف في «الكان»، على اعتبار أن الخضر لم يتمكنوا من الحفاظ على التاج القاري و»الأسود غير المروضة»، ضيعوا فرصة إضافة تتويج جديد إلى الخزائن، خاصة وأن الدورة لعبت على أرضهم وأمام جماهيريهم. أ لا ترى بأن تصريحات أبو بكر الأخيرة، بانتقاد زملائه وبعدها كلام والد تشوبو موتينغ، ستدخل منتخب الكاميرون في أزمة قبل الدور الفاصل؟ لا أعتقد ذلك، وهو مجرد كلام رغم أنني شخصيا تفاجأت لعدم الاعتماد على لاعب بحجم تشوبو موتينغ الذي ينشط مع بايرن ميونيخ، بل أكثر من ذلك يعتبر من بين أفضل العناصر على مستوى الخط الأمامي في منتخب الأسود غير المروضة، صحيح ثنائية إيكامبي وأبوبكر أظهرت نجاعتها، لكن عدم الزج بتشوبو موتينغ يطرح أكثر من علامة استفهام، وعلى حسب رأيي إيتو سيتدخل في هذا الموضوع، ويجب علينا عدم التفكير في وضعية المنافس، والبحث عن كيفية تصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها في «الكان»، خاصة على صعيد الفعالية، رغم أن ثقتي كبيرة في بلماضي، الذي نجح في قيادة المنتخب إلى التتويج ب»الكان» والبقاء 35 مباراة دون خسارة، وبحول الله سيقودنا إلى المونديال. مصر وبوركينافاسو كشفا حقيقة منافسنا من خلال الحديث عن الفعالية، بحكم أنك شغلت منصب قلب هجوم، أ لا ترى بأن الفترة الصعبة التي يمر بها سليماني وأيضا بونجاح الذي صام عن التهديف في 13 مباراة كاملة، ستؤثر على المنتخب؟ حتى نكون صرحاء مع أنفسنا أولا، أرقام سليماني وحدها تتحدث عنه، وعودته إلى سبورتينغ لشبونة، ستفيد كثيرا المنتخب لأنه يشعر بأنه عاد لبيته، وسيكون مرتاحا أكثر، ما يسمح له باستعادة كامل إمكاناته، وأما بالنسبة لبونجاح فأي لاعب في العالم يمر بفترة فراغ، مثلما حدث من قبل مع كريستيانو رونالدو، لكن الإشكال في حال طالت هذه الفترة، وحسب وجهة نظري، بغداد ينقصه الهدف الذي يحرره فقط، خاصة وأنني تابعت من قبل تصريحات «الكوتش» بلماضي، الذي حاول الرفع من معنوياته وأكد دعمه له، دون أن ننسى وجود مفاتيح أخرى في المنتخب. حتى رونالدو مر بفترة فراغ وهذا ما ينقص بونجاح عن أي مفاتيح تتحدث؟ عندما يكون محرز في أفضل أحواله وحتى بلايلي، فإن هذا الثنائي حسب وجهة نظري، لديه دور فعال في النتائج المحققة من المنتخب الوطني، لأنهما يقومان بصناعة اللعب وتقديم كرات جميلة لزملائهما، وهنا أفتح قوس بحكم معرفتي لرياض، فإنه يمتلك شخصية قوية، وسيعود أكثر فعالية في الفترة القادمة، بدليل ما قام به أمس (الحوار أجري أمس) مع مانشيستر سيتي من خلال تسجيل ثنائية وتقديم تمريرة حاسمة، وأتمنى أن يواصل المشاركة بانتظام، لأنه من النوع الذي يحبذ اللعب كثيرا، وأما بالنسبة ليوسف، فهو الآخر أحسن الصنيع بالانتقال إلى بريست لأن الدوري الفرنسي يساعده كثيرا، وأفضل بكثير من الدوري القطري، وهنا أتحدث من ناحية النسق، الذي يحتاجه اللاعب في هذه الفترة بالذات من دون التقليل من قيمة البطولة القطرية. الكثير يرى بأن التأهل إلى المونديال يلعب في لقاء الذهاب، هل أنت من مؤيدي هذا الطرح؟ لا يمكن قول ذلك، ولكل مباراة خصوصيتها، أنا أقول إن المنتخب الوطني مطالب بالعودة بنتيجة إيجابية من الكاميرون، لأن كرة القدم لا تؤتمن، وما حدث معنا في «الكان» الأخيرة أفضل درس بالنسبة لنا، لأن تقديم أداء جيد دون التسجيل لا يسمح لك بالتأهل، لكن الشيء الذي يمكنني المراهنة عليه هو أن المنتخب الوطني سيعود بقوة، وبلماضي حفظ درس «الكان» جيدا، وسيعود إلى الكاميرون بنفس جديدة، دون أن ننسى قيمة الرهان، لأن لعب المونديال لا يحدث معك دائما، وهنا أتحدث من باب التجربة. من يعرف محرز يفهم سر عودته السريعة وهل تتوقع إقدام بلماضي على ضخ دماء جديدة؟ بلماضي يعرف عمله جيدا، وأما بالنسبة لضخ دماء جديدة من عدمه، فهذا يرجع له بالدرجة الأولى، وهو يدرك جيدا أين يكمن الخلل وما الذي لم يسر مثلما أراده في «الكان»، لكن لا أتوقع إحداث عدة تغييرات، ربما الاستنجاد بلاعب أو اثنين، لأنه المجازفة في مثل هذا الوقت بالذات صعبة نوعا ما.