عبر القائد الأسبق للمنتخب الوطني يزيد منصوري، عن تفاؤله بقدرة الخضر على العودة بقوة في الفترة القادمة، بداية بمباراتي السد أمام منتخب الكاميرون، كما أكد في حواره مع النصر، ثقته في المدرب جمال بلماضي والمجموعة الحالية، وقال إنه واثق من قدرة المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب، على إيجاد الوصفة المثالية لتجاوز الإقصاء المبكر من الكان. منصوري، الذي ابتعد عن الأضواء في الفترة الماضية، اختار العمل ضمن خلية الاستقدامات ومعاينة اللاعبين التابعة لناديي أولمبياكوس اليوناني ونوتنغهام فوريست الإنجليزي. *في البداية، أين هو يزيد وماذا يفعل حاليا؟ مازلت دائما في مجال كرة القدم، ولا يمكنني الابتعاد عنه، حيث أعمل منذ أربع سنوات ضمن خلية الاستقدامات التابعة لناديي أولمبياكوس اليوناني ونوتنغهام فوريست الإنجليزي، والأمور تسير معنا بشكل جيد سواء بالنسبة لأولمبياكوس، الذي يحتل صدارة الترتيب أو نوتينغهام غير البعيد عن دائرة الأندية المعنية بلعب دورة اللقب، التي تسمح له بالصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. أعرف بلماضي جيدا وواثق أنه سيجد الوصفة المثالية *نفهم من كلامك بأنك ابتعدت عن مجال التدريب؟ نعم، فضلت التحول إلى مجال معاينة ومتابعة اللاعبين، مثلما أقوم به حاليا في كأس أمم إفريقيا، من أجل محاولة اصطياد بعض العناصر، تحضيرا لفترة الانتقالات الصيفية المقبلة، على اعتبار أن الوقت قصير نوعا ما، إضافة إلى عدم وجود نية لدى فريقي أولمبياكوس ونوتينغهام فوريست في القيام بتعاقدات في هذه الفترة بالذات. *من خلال حديثك عن الكان، ما تعليقك على الخروج المبكر للمنتخب الوطني من الكان؟ لا أريد الخوض كثيرا في موضوع الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني، خوفا من تأويل كلامي، على اعتبار أنني بعيد عن أجواء الخضر منذ عدة سنوات، حيث فضلت عدم الحديث عن الأمور المتعلقة بالمنتخب، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله، بالنظر لمعرفتي الشخصية ببلماضي أو حتى بعض اللاعبين، فإن المنتخب سيعود بقوة، والإقصاء من «الكان» سيكون أفضل درس، وثقتي كبيرة في المجموعة الحالية، لأنها تملك كل الإمكانيات والمؤهلات التي تسمح لها بالخروج سريعا من هذه العثرة إن صح التعبير، وجمال يعرف جيدا عمله، وعلى دراية تامة بما سيقوم به في الفترة المقبلة. المستوى الفني للكان أضعف بكثير من الدورات الماضية *تبدو متفائلا بقدرة الخضر على التأهل إلى المونديال وتجاوز عقبة الكاميرون، أليس كذلك؟ لأنني جزائري وأحب بلدي، فمن الطبيعي أن أكون متفائلا، بل أكثر من ذلك، ثقتي كبيرة في المجموعة الحالية على قدرتها على العودة بقوة، وأرى بأن المنتخب الوطني سيكون في الموعد في المواجهة المزدوجة أمام الكاميرون والتأهل إلى المونديال، وأضرب لهم موعدا شهر نوفمبر المقبل بقطر، وسأكون أول مشجع لهم، وفي مثل هذه المواعيد تظهر المنتخبات الكبيرة، خاصة وأن جل الفرق تمر بمرحلة فراغ، والإقصاء من «الكان» ليس نهاية العالم، بل يجب التفكير في ما هو قادم، كما أؤكد لكم بأن الذاكرة عادت بي لمباراة أم درمان. *ماذا تقصد بالضبط؟ أدرك جيدا ما يشعر به اللاعبون في هذه الفترة بالذات، وعندما تحمل قميص المنتخب الوطني، فإنك لا تفكر إلا في كيفية إسعاد الشعب الجزائري، وهو ما حدث معنا في أم درمان عندما أردنا بدء المباراة قبل صافرة الحكم، بالنظر إلى الرغبة الكبيرة في تحقيق التأهل، وهو ما سيحدث بحول الله في مواجهتي الكاميرون بتحقيق الخضر للتأهل وطي صفحة «الكان». عندما تلعب في إفريقيا ترقب أربعة منافسين ! *وكيف ترى مستوى منتخب الكاميرون، منافس المنتخب الوطني في مباراتي السد؟ منتخب الكاميرون لم يقدم مستويات كبيرة، رغم أن المباريات لا تتشابه، والمنتخب الوطني يمكنه تجاوزه في مباراتي السد، وبلماضي استفاد كثيرا من متابعة مبارياته في الكان، وهو ما يسمح له بمعرفة نقاط قوة وضعف الأسود غير المروضة، وجمال يعرف عمله جيدا. *الكثير من أهل الاختصاص يرون بأن التأهل سيلعب في مباراة الذهاب، بالنظر إلى الظروف التي ستلعب فيها المواجهة، ما رأيك؟ حتى نكون صرحاء مع أنفسنا، منذ أن كنت لاعبا في المنتخب الوطني، تعلمت نقطة مهمة، تتمثل في وجود أربعة منافسين في المباريات في إفريقيا، وهم المناخ والأرضية والحكام، إضافة إلى المنتخب الذي سنواجهه، وعليه أرى بأن اللاعبين يمتلكون الخبرة في هذا المجال، وسبق لهم خوض عدة مباريات في إفريقيا، ما يسمح لهم بالتعود على كل هذه الظروف، وجمال سيجد الوصفة المثالية للتأهل إلى مونديال قطر. بلايلي نضج تكتيكيا مع جمال وهذه نصيحتي له *وما تقييمك للمستوى الفني للكان بصفة عامة؟ صراحة المستوى الفني لم يكن مرتفعا، بدليل أنه لا يوجد منتخب خطف الأضواء، ويصعب توقع هوية الفائز بأي مباراة بالنظر إلى تقارب المستويات، لقد تابعت جميع اللقاءات بحكم عملي ومعاينتي للاعبين، وأرى بأن «الكان» الحالية مستواها أقل بكثير من مستوى الدورات الماضية. *ومن ترشح للتتويج بالكان؟ كما قلت لك يصعب التكهن بهوية المتوج، ولو أن المنتخب المصري قدم مباراة كبيرة أمام كوت ديفوار من الناحية التكتيكية، وخاصة من ناحية الأداء الجماعي، وأما بالنسبة للسنغال فهو دائما يكون مرشحا على الورق، لكن دائما ما يفوز بصعوبة. متعاقد مع أولمبياكوس ونوتينغهام وحوّلت لاعبين جزائريين *وهل هناك عناصر من المنتخب الوطني تتابعها في الفترة الحالية؟ حتى أضعك في الصورة، منذ التحاقي بخلية الاستقدامات لناديي أولمبياكوس ونوتنغهام فوريست أسعى لضم لاعبين جزائريين، لأنني ببساطة أحب بلدي، وأبحث دائما عن مساعدة كل ما هو جزائري بالفعل وليس بالقول فقط، وعلى سبيل المثال أنا من كنت وراء صفقة انتقال هلال العربي سوداني وياسين بن زية إلى أولمبياكوس، كما حاولت نقل سليماني أيضا إلى ذات النادي، قبل أن تفشل الصفقة في آخر لحظة، وأما بخصوص اللاعبين الحاليين للخضر، ربما هناك بلايلي فقط من هو حر في الوقت الحالي، وصراحة أنا حزين للغاية لوضعية هذا اللاعب، لأنه قادر على اللعب في أي بطولة، خاصة بعد أن ساهم بلماضي في نضجه الكروي والتكتيكي، بالنظر إلى الأدوار التي بات يقوم بها في المنتخب، لكن تسيير مشواره الكروي لم يكن بالمستوى المطلوب، وقد يكون ضحية كثرة وكلاء الأعمال، وأتمنى أن يجد فريقا في آخر ساعات الميركاتو.