سجلت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص تراجعا بنسبة 50 بالمائة في الطلب على الأدوية المدرجة في البروتوكول العلاجي ضد كوفيد 19، مثنية على النتائج الإيجابية التي حققتها حملات التفتيش التي طالت الموزعين، وإلزامهم بإخراج الأدوية المخزنة في غضون 48 ساعة بعد استلامها من المنتجين. قدرت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص تراجع الطلب على أدوية كوفيد ب 50 بالمائة، وذلك بعد فترات من الضغط أجبرت الصيادلة على مضاعفة وتيرة العمل للتكفل بطلبات المرضى الذين كانوا يتوافدون بأعداد متزايدة للحصول على البروتوكول العلاجي. وأفاد نائب رئيس النقابة مراد شابونية في تصريح "للنصر" بأن الصيادلة سجلوا منذ حوالي أسبوعين انخفاضا محسوسا في استهلاك الأدوية المخصصة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، مما ساهم في القضاء على حالة القلق والخوف التي اعترت المرضى من إمكانية نفاد الكميات المخزنة من الأدوية واستحالة الحصول عليها في ظل تصاعد الموجة الرابعة. كما ساهم اقتحام منتجين محليين مجال صناعة أصناف من الأدوية كانت تستورد من الخارج، على غرار مضادات التخثر في ضمان استقرار السوق في ظل الجائحة، ويذكر في هذا الشأن تمكن أحد المتعاملين من إطلاق عملية إنتاج 1.2 مليون وحدة من مضادات التخثر، بهدف تدعيم الكميات المستوردة، وكذا التي كان يوفرها متعامل آخر بالعاصمة. وبحسب المتدخل فإن الطلب على مضادات تخثر الدم بلغ مستويات قياسية في الأيام الماضية، ذلك أن 80 بالمائة من الوصفات الطبية التي كانت تصل الصيادلة في أوج الموجة الرابعة، مضيفا بأن تركيز الأطباء على وصف أنواع محددة من المضادات الحيوية تسبب أيضا في الندرة، رغم وجود البدائل في السوق بنفس الفعالية. وسجل المتحدث تحلي المواطنين بسلوك جد إيجابي مؤخرا، يعكسه حسبه ارتفاع مستوى الوعي في التعامل مع الوضع الوبائي، من خلال الإقبال على إجراء تحاليل الكشف السريع للتأكد من الإصابة بالفيروس، قبل التوجه إلى الطبيب للحصول على الوصفة، مما ساهم في تقليص الاستهلاك العشوائي للأدوية، بعد أن أصبح البروتوكول العلاجي يقتصر على الحالات الإيجابية فقط، بدل تعميمه على كافة الحالات المشتبه بها. وأضاف نائب رئيس نقابة الصيادلة الخواص بأن الحالات الإيجابية توجه إلى الطبيب المعالج، في حين يتم تزويد المصابين بنزلات البرد بفيتامينات ومسكنات آلام الرأس، مؤكدا بأن الترخيص للصيادلة بإجراء تحاليل الكشف السريع خفف الضغط على مخابر التحاليل الطبية المختصة، التي كانت تشهد اكتظاظا مما زاد من احتمال تناقل العدوى بين المصابين بالفيروس. وأكد بشأن البيع المشروط للأدوية من قبل الموزعين بأن الصيادلة لم يبلغوا عن أي حالة منذ قرار وزارة الصناعة الصيدلانية بتشديد الرقابة على الممونين، قائلا إن الصرامة التي تعاملت بها الوصاية مع الموزعين أدت إلى القضاء بنسبة كبيرة على أزمة الأدوية. وأضاف من جهته الناطق باسم النقابة كريم مرغمي بأن حملات التفتيش أتت بنتائج سريعة، لا سيما بعد توجيه إعذارات وقرارات بالغلق في حق الموزعين المخالفين للتعليمة التي وقعها الوزير، غير أن ذلك لم يقض حسبه على كامل الأزمة، بسبب نقص بعض كميات من الأدوية وكذا المكملات الغذائية المدرجة في البروتوكول العلاجي. وبشأن التحضير لمواجهة موجة جديدة محتملة، أكد نائب رئيس النقابة مراد شابونية بأنه من المبكر توقع موجة أخرى لفيروس كورونا، موضحا بأن الوفرة تخدم الصيادلة سواء في الحالات العادية أو في ظل الأزمات الصحية، لأن الأدوية التي يحتاجها المرضى ليست مرتبطة فقط بالجائحة، مقترحا إدراج حلول دائمة ومستمرة حتى يصل الدواء إلى من يحتاجه، في أي ظرف أو منطقة من المناطق، تجسيدا لما ينص عليه قانون الصحة.