سجل الصيادلة الخواص ارتفاعا في نسبة استهلاك الأدوية لا سيما المضادات الحيوية مع دخول الموجة الرابعة للجائحة، مما شكل ضغطا على المخزون، ودفع بالوزارة الوصية إلى اتخاذ تدابير احتياطية، في وقت حذر مختصون من خطورة الاستهلاك العشوائي للأدوية وتأثيرها السلبي على مناعة الجسم. كشف نائب رئيس النقابة الجزائرية للصيادلة الخواص كريم مرغمي «للنصر» عن تسجيل ارتفاع قياسي في نسبة الإقبال على المضادات الحيوية مع تصاعد الموجة الرابعة لفيروس كورونا، واتساع العدوى بالمتحور «أوميكرون»، مما شكل ضغطا على مخزون الدواء الذي أعده الصيادلة لمواجهة الحالات الطارئة وتفادي الندرة. وأضاف المتدخل بأن الصيادلة لم يتأخروا في إخطار وزارة الصناعة الصيدلانية بوضع سوق الأدوية، بغرض اتخاذ تدابير جديدة لضمان الوفرة، باقتناء كميات جديدة بالنسبة للأدوية المستوردة من الخارج، أو دعوة الشركات الجزائرية المختصة في المجال لإنتاج كميات إضافية من الأصناف الناقصة أو المفقودة، لتغطية الطلب على الأدوية التي يصفها الأطباء في إطار البروتوكول العلاجي. كما حثت النقابة المخابر المحلية على ضرورة إخطار الوزارة الوصية عند نفاد المادة الأولية، قصد تمكينهم من استيرادها في الآجال المحددة لرفع مستوى الإنتاج وضمان استمراريته، كما طالب التنظيم بتشديد الرقابة على مخازن الأدوية التابعة للممونين الخواص، وإلزامهم بتحقيق الوفرة عبر توزيع الأدوية بطريقة عادلة ومنتظمة. وأضاف المصدر بأن تصاعد الموجة الرابعة قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي بسبب ارتفاع عدد الإصابات اليومية بالفيروس، مما يفرض على الصيادلة الخواص التقيد التام بالوصفة الطبية، ويدفع أيضا بوزارة الصناعة الصيدلانية إلى التوقيع على برامج استيراد جديدة لتغطية الطلب على الأدوية، خاصة المضادات الحيوية. ويحذر من جهتهم الأطباء المختصون من الاستهلاك العشوائي للأدوية في إطار التداوي الذاتي لما لذلك من تداعيات خطيرة على مناعة الجسم، ويؤكد في هذا الصدد المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش بأنه في ظل لا مبالاة أغلب المواطنين، وعدم احترامهم للإجراءات الوقائية، يتم اللجوء إلى التطبيب الذاتي لمعالجة ما يعتقد بأنه مجرد زكام عادي، مما زاد في نسبة انتشار الفيروس، وهو ما تؤكده المعطيات اليومية حول الوضعية الوبائية. ونبه المتدخل إلى أن التراخي والاستهلاك العشوائي للأدوية سيساهم في رفع فاتورة استيراد الأدوية لتغطية الطلب المتزايد عليها، مضيفا بأنه مع انتشار العدوى بالفيروس، فضلا عن ارتفاع حالات الإصابة بنزلات البرد، قد يكتفي المصابون باستشارة من يتولى مهمة بيع الأدوية بالصيدلية، ويقبلون على اقتناء أدوية دون وصفة طبية، مما قد يحدث ندرة في بعض الأصناف من الأدوية التي تشكل أساس البروتوكول العلاجي ضد كوفيد 19. وكانت المنظمة العالمية للصحة حذرت من الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية خلال الجائحة، وحذرت من تأثير هذه الممارسات على مناعة الأشخاص مستقبلا وقدرتهم على مقاومة الأمراض، بسبب إمكانية تراجع فعالية الأدوية المستعملة حاليا. واقترح المختص في الصحة العمومية للتحكم في وتيرة الاستهلاك، توجيه تعليمات جديدة صارمة للصيادلة الخواص لمنع بيع الأدوية دون وصفة طبية، حتى لا تتكرر ظاهرة الندرة التي شهدتها الموجة الرابعة لكوفيد 19، خاصة المضادات الحيوية وبعض الأصناف من المكملات الغذائية، وكذا الدواء المضاد لتخثر الدم الذي يوصف للمرضى المزمنين والحالات المعقدة.