تتجه ولاية عنابة لتجسيد مشروع جديد في مجال النقل الحضري بوسط المدينة و ضواحيها، بديلا مؤقتا عن الترامواي المؤجل تجسيده بسبب انعدام التمويل، حيث تم، أمس، عرض المشروع في جلسة عمل و مناقشة للدراسة و المتعلقة بالنقل عبر»الحافلات عالية الخدمة»، بحيث يكون مسارها في نفس مسار مشروع الترامواي. و حسب العرض المقدم من قبل مكتب الدراسات، أمس الأول، بقاعة المجلس الشعبي الولائي، بحضور المدير العام لمجمع النقل البري للمسافرين و مختلف الفاعلين المحليين، فإن هذا النوع من النقل الحضري، يرتكز على حافلات تتكون الواحدة من 3 عربات شبيهة بعربات الترامواي، سبق العمل بها في الجزائر العاصمة. و يشير النمط الجديد للنقل بالحافلات ذات طاقة استيعاب كبيرة، حسب النمط التعريفي للخدمة، إلى عمل الحافلات عبر مسار محدد و مخصص في التجمعات الحضرية، بحيث تمس وسط المدينة، البوني، سيدي عمار و الحجار و هي الوجهات الأكثر استخداما من قبل المواطنين و تعرف عجزا في النقل أثناء فترات الذروة صباحا و مساء، حيث يلجأ الركاب لاستخدم وسائل النقل غير الشرعية مثل « الفرود»، للوصول إلى وجهاتهم. و حسب العرض و المناقشات الدائرة حول الدراسة، فقد تم اقتراح عمل هذا النمط الجديد للنقل، في نفس مسار الترامواي، حيث ينطلق من شاطئ « شابي» مرورا بساحة الثورة و شارع جبهة التحرير، في اتجاه بلديات البوني، سيدي عمار و الحجار، مع تحرير المسار حتى لا تقع الحافلات وسط الاختناق المروري، لضمان السرعة و وصول الحافلات ذات العربات في الموعد. و بعد تقديم العروض من قبل مكتب الدراسات بحضور المدير العام لمجمع النقل البري للمسافرين، اقترح والي عنابة، جمال الدين بريمي، تنظيم لقاء موسع يضم جميع الأطراف الفاعلة من نواب البرلمان بغرفتيه و المجتمع المدني و كل الأطراف ذات الصلة المباشرة بالمشروع. و في انتظار رفع التجميد عن انجاز الترامواي، الذي صدر قرار بتجميده في 21 أفريل 2015، بسبب الظروف المالية التي مرت بها البلاد، قررت مصالح ولاية عنابة البحث عن حل مؤقت، في ظل ارتفاع الطلب على وسائل النقل الحضري. و في نفس السياق، دعا النائب البرلماني، رضا عمران، في سؤال كتابي موجه لوزير النقل، لرفع التجميد عن انجاز الترامواي، كونه وسيلة النقل العصرية الوحيدة التي من شأنها إنهاء أزمة الاختناق المروري بالمدينة و التقليل من استخدام المواطنين للمركبات و كذا التخفيف من أزمة المواصلات في أوقات الذروة، بالموازاة مع التحسن الملحوظ في المداخيل البترولية، مع انعدام مديونية خارجية، معتبرا انجاز الترامواي أولوية بعنابة و التي تستقطب المواطنين و الزوار من مختلف ولايات شرق البلاد، كما أنها الولاية الكبرى الوحيدة التي لم تستفد من مشروع الترامواي، خاصة و أن مصنع تركيب عربات الترامواي متواجد في عنابة. و أنجزت دراسة جدوى الترامواي سنة 2013 و صدر بشأنه مرسوم تنفيذي في الجريدة الرسمية بتاريخ 26 سبتمبر 2014، جاء فيه انه و التصريح بالمنفعة العمومية لعملية إنجاز أول خط للترامواي بمدينة عنابة، يمتد على مسافة 21.8 كلم و يمر 34 محطة، حيث ينطلق مسار الخط من حي واد القبة شمال المدينة، للوصول إلى محطة الحافلات المتواجدة على مستوى الميناء، مرورا بميدان الفاتح من نوفمبر و حديقة التسلية، ثم الحرم الجامعي، وصولا إلى بلدية البوني و سيدي إبراهيم، حيث يستوعب 8236 راكبا في الساعة خلال أوقات الذروة. و تبلغ مدة الإنجاز وفق ذات الدراسة، 39 شهرا، بغلاف مالي إجمالي قدره 1.3 مليار دينار. و سيتم استغلال جزء كبير من مسار الترامواي و كذا محطاته في خط «الحافلات العالية الخدمة».