شرعت شركة المطاحن الكبرى «كنزة» بقسنطينة، في طرح 60 قنطارا من السميد للبيع يوميا في بلدية حامة بوزيان، واعتماد السعر المرجعي المقنن المتمثل في 400 دينار لكيس 10 كيلوغرامات و 100 دينار لكيس 1 كيلوغرام من الكسكسي، و هذا بغرض توفير كميات بأسعار في متناول المواطن ومحاربة المضاربة و الاحتكار. و طرحت الشركة أمس، كمية 60 قنطارا من السميد عبر ثلاث شحنات، نفدت الأولى في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا والثانية في الساعة الواحدة بعد الزوال، فيما تُعرض الشحنة الثالثة بعد انتهاء الثانية مباشرة. و تواجد العشرات من المواطنين بسوق الرحمة الواقع مقابل ديوان الحبوب و البقول الجافة بمدخل مدينة حامة بوزيان، مشكلين طابورا يمتد لعشرات الأمتار، خاصة و أن الفترة التي يستغرقها سائق الشاحنة من أجل إعادة جلب الكميات من المطحنة الواقعة في بلدية ديدوش مراد لا تقل عن ساعة. و رغم عدم توفر الكميات لفترات معينة، إلا أن المواطنين بقوا في أماكنهم في انتظار وصول شحنات إضافية، خاصة أن مطاحن «كنزة» قررت بيع الكيس مقابل سعره المرجعي، والبالغ 400 دينار مقابل كيس 10 كيلوغرامات، فيما يباع الكيلوغرام الواحد من الكسكسي مقابل 100 دينار. وخلال تواجدنا في هذا السوق غير مكتمل الأشغال، لاحظنا طوابير أخرى من أجل اقتناء أكياس الحليب المبستر، بعد تواجد عشرات النسوة اللاتي اقتنين كميات كبيرة تصل إلى 6 أكياس دفعة واحدة، فيما أشرفت ملبنة نوميديا على عمليات البيع، كما حضرت شاحنة محملة بأكياس سميد مطاحن سيدي راشد، التي سُمح ببيع اثنين منها لكل مواطن بالأسعار نفسها. وأكد ممثل علامة كنزة، أن المبادرة تهدف لتوفير السميد طيلة أيام شهر رمضان، مضيفا أنه تم طرح 60 قنطارا من السميد و 20 قنطارا من الكسكسي يوميا، منذ اليوم الثاني لرمضان لتستمر العملية طيلة شهر الصيام، وأوضح المتحدث أنه تقرر البيع المباشر للمستهلك دون المرور على الوسطاء سواء كانوا تجار جملة أو تجزئة، ما مكن من وصول المادة بسعرها الحقيقي دون أي زيادات. وأضاف المتحدث أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تقضي على محاولات المضاربة والاحتكار، وتمكن المواطن من اقتناء السميد بكل سهولة، و رغم الطوابير الطويلة، إلا أن توفيرها يوميا سيخفض من حجم الإقبال، مؤكدا إمكانية تعميم هذه المبادرة في مناطق أخرى بولاية قسنطينة. وتُباع في الأسواق العادية أكياس السميد من وزن 10 كيلوغرامات مقابل 750 إلى 800 دينار، أي بضعف ثمنها المقنن، فيما وصلت أسعار أكياس 25 كيلوغراما إلى 1750 دينارا في وقت يعتبر ثمنها الحقيقي 1000 دينار. وتعمل مديرية التجارة على محاربة هذه ظاهرة بعد أن وقفت على بعض الحالات وقامت بالإجراءات القانونية في حق المخالفين. وأكد مدير التجارة، رشيد حجال، قبل أيام، للنصر، أنه تقرر إنشاء 22 سوق رحمة موزعة على أغلب بلديات الولاية، و ذلك حسب الكثافة السكانية لكل منطقة، وتتمثل الأسواق في مساحات مفتوحة تباع فيها مختلف المواد على غرار الخضر والفواكه والسميد، فيما تخصص أخرى لبيع اللحوم البيضاء والحمراء، في حالة توفرها على الإمكانيات اللازمة. كما قال المسؤول إن الهدف الأول من إنشاء هذه الأسواق، هو منع المضاربة والحفاظ على الأسعار.