تضع مباريات جولة إسدال الستار على الموسم الجاري لبطولة الرابطة المحترفة مركز الوصافة في المزاد، ومحل صراع عن بُعد بين ثلاثة فرق، مع حيازة شبيبة القبائل على أفضلية لكسب الرهان، وانتزاع التذكرة الثانية لتمثيل الكرة الجزائرية في النسخة القادمة من دوري أبطال إفريقيا، لأن «كناري جرجرة» يبقى على بعد خطوة واحدة من ترسيم مرافقة البطل شباب بلوزداد إلى هذه المنافسة، بينما يتواجد فريق شبيبة الساورة في الصف الثاني في طابور الانتظار، متقدما على اتحاد الجزائر، ودخول هذا الثنائي دائرة الحسابات مقترن بشرط أساسي، يتمثل في انهزام شبيبة القبائل أمام نادي بارادو، قبل اشتراط فوز كل طرف. قراءة: صالح فرطاس من هذا المنطلق فإن أنظار المتتبعين ستكون مشدودة صوب ملعب بن رابح بالدار البيضاء، أين سيكون «كناري جرجرة» في رحلة البحث عن نقطة ترسيم تواجده في برج المراقبة، لأن الوضعية الحالية للتشكيلة القبائلية تمنحها هامش مناورة بفارق 3 نقاط عن ثنائي المطاردة، الأمر الذي يبقيها بحاجة إلى تعادل للحسم نهائيا في الصراع القائم من أجل مركز الوصافة، وبالتالي استكمال إجراءات حجز التذكرة الثانية لتمثيل الجزائر في النسخة المقبلة من منافسة دوري أبطال إفريقيا، دون انتظار نتائج باقي المباريات. ولعل ما أبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه صعوبة مأمورية شبيبة القبائل، لأن المستضيف نادي بارادو يسعى لإنهاء المشوار في الصف الخامس، خاصة بعد الفوز المحقق قبل 3 أيام في لقاء التسوية بسطيف، والذي مكّن «الباك» من تحقيق قفزة نوعية في سلم الترتيب، لكن دون أي حظوظ في المشاركة القارية، وإنهاء المشوار بانتصار في عقر الديار كفيل بترسيم التواجد «الأكاديمية» في المركز الخامس في الترتيب النهائي، وهي معطيات تجعل الرهان مزدوجا. الساورة بشعار «الانتصار والانتظار» وإذا كان مصير الوصافة يبقى بأرجل لاعبي شبيبة القبائل فإن باب الاحتمالات يجعل حظوظ فريقي اتحاد الجزائر وشبيبة الساورة في اعتلاء برج المراقبة قائمة، ولو بنسبة ضئيلة، لأن تجسيد هذا الطرح يمر عبر انهزام أبناء «جرجرة» في الدار البيضاء، قبل الخوض في باقي الشروط، والمرهونة أساسا بفوز كل فريق، مادام أي مكسب غير النقاط الثلاث سيرهن حظوظ «نسور الجنوب» في ضمان المشاركة في دوري الأبطال، بعد ترسيم الساورة واتحاد الجزائر التواجد ضمن الرباعي الذي سيكون معنيا بالمنافسة القارية الموسم القادم. واللافت للانتباه أن القاسم المشترك بين النوادي المتنافسة على الوصافة هو إجراء آخر مباراة في الموسم خارج الديار، الأمر الذي يضع كل فريق أمام حتمية التمرد على المنطق، والعودة بنتيجة إيجابية، والتسلسل في أهمية المقابلات ينطلق من الدار البيضاء، مرورا بملعب الأربعاء، قبل الوصول إلى سطيف، لأن المعادلة تبقى بأفضلية لشبيبة القبائل، ثم تأتي شبيبة الساورة في المقام الثاني، بينما يحتاج اتحاد الجزائر إلى 3 شروط مجتمعة لتحقيق المبتغى، وذلك بانهزام القبائل، وعدم قدرة الساورة على إحراز النقاط الثلاث، فضلا عن ضرورة نجاح «سوسطارة» في العودة بكامل الزاد من سطيف، عند تسوية الرزنامة، لأن هذه المباراة تم تأجيلها مساء أمس إثر حادثة وفاة اللاعب الدولي بن حمودة. معادلة ب 27 احتمالا وفارق الأهداف قد يكون «الفيصل» وتنطلق حسابات مركز الوصافة من نتيجة شبيبة القبائل في لقائها أمام نادي بارادو، لأن هذه المباراة كفيلة بالحسم في هوية الوصيف، دون انتظار مقابلتي سطيف والأربعاء، لكن انهزام «الكناري» يفتح الباب أمام جملة من الاحتمالات، والتي تمنح بصيصا من الأمل لشبيبة الساورة وبدرجة أقل لاتحاد الجزائر في مرافقة شباب بلوزداد إلى المنافسة الأغلى والأهم قاريا. وتمنح كل الحسابات الأفضلية مباشرة لشبيبة القبائل للتربع على برج المراقبة، في 18 حالة مقترنة إما بالفوز أو التعادل في الدار البيضاء، لكن الانهزام لا يعني بصورة أوتوماتيكية تجريد التشكيلة القبائلية من هذا الامتياز، لأن فشل الساورة و«سوسطارة» سويا في إنهاء المشوار بانتصار خارج الديار يعبّد أمامها الطريق للاحتفاظ بمركز الوصافة، وهو أمر قابل للتجسيد ميدانيا في 4 احتمالات، وبالتالي فإن احتلال «كناري جرجرة» الصف الثاني يبقى واردا في 22 حالة من أصل 27 ممكنة، وهذا ما يقارب نسبة 82 بالمئة. بالموازاة مع ذلك فإن دخول شبيبة الساورة دائرة الحسابات مقترن بانهزام شبيبة القبائل بالدار البيضاء، مع اشتراط فوز «نسور الجنوب» بالأربعاء، والوضعية ذاتها تنطبق على اتحاد الجزائر، لكن في هذه الحالات يبقى الاحتكام إلى نص الفقرة 3 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف ضروريا، لأن تجاوز القبائل عتبة 60 نقطة سينهي الصراع آليا، بينما ستصبح المعادلة إما ثنائية أو ثلاثية في باقي الحالات، ولو أن فوز شبيبة الساورة سيخرج بصورة أوتوماتيكية اتحاد الجزائر من السباق، بمراعاة نتائج المواجهات المباشرة بين الفريقين، وعليه فإن حسابات البطولة المصغرة ترجح كفة الساورة في المعادلة الثلاثية، وكذا في حال التساوي مع شبيبة القبائل، وهذا ما يمنحها الأفضلية في 3 حالات فقط، ولو أن الحسابات قد تمتد حتى إلى فارق الأهداف المحقق من طرف كل فريق في مرحلة الذهاب من البطولة لتحديد هوية الوصيف، إذا ما كان التساوي بين فريقين فقط، وهي المعطيات التي تمنح الأفضلية لاتحاد الجزائر في حالتين فقط، بحكم أن «كناري جرجرة» يبقى الحلقة الأضعف في هذه الوضعية، بعد حيازته على معدل (+9) في النصف الأول من الموسم، مقابل (+16) بالتساوي بين «سوسطارة» والساورة، وعليه فإن انهزام شبيبة القبائل وكذا تعثر «نسور الجنوب» بالأربعاء سيطيل «السوسبانس» بشأن هوية الوصيف، إلى غاية تسوية الرزنامة، باجراء مباراة وفاق سطيف واتحاد الجزائر، وما دون ذلك فإن هذا «الكلاسيكو» سيصبح شكليا، ودون أي تأثير على حسابات الوصافة. ص / ف