تمكنت أسماء قعقاعي، من مواليد 2004 ببلدية يابوس دائرة بوحمامة، ولاية خنشلة، من افتكاك المرتبة الأولى في البكالوريا وطنيا، في فئة ذوي الهمم، بمعدل 18.10 من 20، متحدية إعاقتها البصرية بعزيمة فولاذية، لتسلق سلم النجاح و التفوق. و أشار والد أسماء للنصر، أن ابنته كانت دائما ضمن الأوائل خلال مسارها الدراسي، لكنه لم يتوقع النتيجة المبهرة التي حققتها، خاصة و أن شقيقتها و هي كفيفة أيضا، كانت تحصل على معدل 19 بالطور الثانوي، الا أنها نجحت في البكالوريا بمعدل 13 من 20 فقط، مؤكدا أنه فخور بابنته أسماء، و بأنه لم يتوقف يوما هو و والدتها عن تشجيعها و دعمها، خاصة و أن الأطباء أكدوا لهما أنها ولدت معاقة بصريا، و قدر الله لها أن تعيش بإعاقتها، و تتأقلم مع وضعيتها. النصر التقت بأسماء قعقاعي، و طرحت عليها بعض الأسئلة حول نتيجتها و طموحاتها و نقاط عديدة، فردت على أسئلتنا بلغة فصيحة راقية و بثقةكبيرة في النفس. وزير التربية هنأني و أخبرني أنني تحصلت على أعلى معدل في الفلسفة وطنيا . النصر: كيف كان شعورك عندما اتصل بك وزير التربية الوطنية، ليهنئك بتفوقك في البكالوريا؟ أسماء قعقاعي: كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، عندما تلقيت اتصال وزير التربية الوطنية، سألني باسمي عن حالي، و أخبرني أنه اتصل لتهنئتي بنجاحي في البكالوريا بامتياز، و بأنني حصلت على أعلى معدل في مادة الفلسفة على المستوى الوطني و هو 17.5 من 20، و أخبرني أنني رفعت تحديا كبيرا، و أصبحت قدوة لكل من يعاني من إعاقة بصرية، فالذين لا يبصرون تحصلوا على نتائج لم يتحصل عليها المبصرون، كما أكد لي السيد الوزير.. صراحة تلك اللحظات لا توصف، في البداية لم أصدق، فوجئت بما حدث ، فأنا لم أتوقع النجاح بهذه النتيجة، يعجز اللسان عن التعبير عن فرحتي، لأنني شعرت بأنني كرمت والدي و والدتي نظير ما بذلاه من جهد و تعب و دعم، كما استطعت أن أدخل البهجة إلى عائلتي و شرفت ولايتي على المستوى الوطني. الانضباط و الاجتهاد و المثابرة مفاتيح التفوق . حدثينا عن طريقة تحضيرك للبكالوريا ، التي جعلتك تحققين هذه النتيجة الممتازة.. صراحة كنت أجتهد في دراستي منذ الصغر، بدءا بمدرسة الأطفال المعاقين بصريا بباتنة، إلى غاية التحاقي بثانوية مازوزي إبراهيم ببلدية يابوس، أين كنت أحصل دائما على نتائج ممتازة، لكن هذه السنة بذلت جهدا مضاعفا للتحضير للبكالوريا، مع الكثير من الانضباط و الاجتهاد و المثابرة، و تنظيم الوقت و ترتيب الأولويات في المواد و الدروس، و رفع التحدي و التسلح بالإرادة القوية للوصول إلى ما أطمح اليه، خاصة و أنني وجدت الدعم الكامل من والدي و والدتي اللذين منحاني القوة و الثقة بالنفس، إضافة إلى التعامل الطيب و المحفز لكل الطاقم التربوي و زملائي في ثانوية مازوزي إبراهيم. . ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في دراستك؟ كان طريقي طويلا و صعبا، إلا أن إعاقتي زادت من عزيمتي، فاستطعت في النهاية التغلب على كل الصعاب و الوقوف في وجه المعوقات، بمساعدة المحيطين بي. إن الصعوبات التي واجهتها هي نفسها التي يواجهها أي طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، في المراجعة و الإملاء، وكذا في المراجع، و الكتب الخارجية غير المتوفرة بطريقة البراي، ونقص التخصصات المفتوحة لفئة المكفوفين، لذا أطالب بفتح تخصصات لفئة المكفوفين، حتى لا نشعر بفرق بيننا و بين الناس العاديين. . ما هو التخصص الذي تودين دراسته في الجامعة؟ أميل منذ صغري إلى الصحافة و الإعلام و أعتقد أنني موهوبة في هذا المجال، ففي الجزائر نجد الكثير من الأسماء اللامعة لإعلاميين متميزين، وكلما رأيت صحفي فصيح كفؤ ينقل الرسالة الإعلامية بكل صدق و أمانة و مهنية، يحفزني لخوض هذا المجال، بكل حب، لتحقيق حلم الطفولة. أدعو ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التعامل مع الإعاقة كمحفز على النجاح . ماهي النصيحة التي تودين تقديمها للتلاميذ ، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ أنصح الجميع بالتوكل على الله و الجد و الاجتهاد و الإيمان بأن الذي يتعب يجني دائما ثمار تعبه، و كذا الاهتمام بكل المواد و عدم إهمال أي مادة، مهما كان معاملها في الشعبة. بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، أقول لهم تعاملوا مع إعاقتكم كمحفز لكم، للتطور ورفع التحدي، و مواجهة كل الصعاب بإصرار، نابع من الثقة بالنفس.