شدّد أطباء خلال حملة تحسيسية للوقاية من سرطان الثدي انطلقت في الفاتح من هذا الشهر، بولاية ميلة، ولا تزال مستمرة إلى غاية نهايته، على أهمية الكشف المبكر عن المرض، خاصة وأن هذه الخطوة ترفع نسبة الشفاء، كما تجنب عناء عملية استئصال الثدي ناهيك عن حصول المريضة على الدعم النفسي الكافي لتجاوز المرحلة الأولى من اكتشاف المرض و تقليص رحلة العلاج. ولتكريس ثقافة الكشف المبكر، أطلقت مؤخرا مديرية الصحة لولاية ميلة، حملة تحسيسية للوقاية من سرطان الثدي، في إطار فعاليات شهر أكتوبر الوردي، حيث تم تقديم فحوصات مجانية لسيدات عبر العديد من مؤسسات الصحة الجوارية و المؤسسات الاستشفائية لكل من بلديات ميلة و فرجيوة و شلغوم العيد و تاجنانت وعين البيضاء كما تم التكفل بالحالات التي تتطلب عمليات جراحية. شارك في الحملة أطباء وأخصائيون في طب الأورام السرطانية ونفسانيون وجراحون، كما تم تنظيم قوافل بمناطق الظل بالولاية رافقت النصر، واحدة منها إلى منطقة تدعي «القرية» وهي منطقة تابعة قطاعيا للعيادة متعددة الخدمات باحي لويزة، ببلدية القرارم قوقة. لاحظنا عند وصولنا إلى العيادة متعددة الخدمات بمنطقة القرية عددا معتبرا من النساء في انتظار الأطباء الأخصائيين من أجل الكشف، تقربنا من بعضهن للحديث إليهن عن الموضوع لكن غالبيتهن رفضن الخوض في نقاش معنا، مع ذلك قالت السيدة دليلة صاحبة 30 عاما، بأنها كانت دائما تتابع ما يتم تداوله من أخبار في الإعلام عن هذا المرض، وذلك فقد قررت مرارا الخضوع للكشف المبكر ، لكنها كانت تتردد في كل مرة خاصة وأنها تشعر أحيانا بالخوف حيال إمكانية إصاباتها به فعليا، و كثيرا ما كانت تنوي الخروج للكشف ثم تتراجع بحجة بعد المسافة نحو العيادة ، خاصة وأنها تقطن في منطقة نائية نوعا ما، لكن خوفها هو ما كان يعرقلها في الحقيقة، حيث قررت أن تتجاوزه هذه السنة و تخضع للمعاينة والكشف خاصة بعدما سمعت بحضور قافلة من الأخصائيين في سرطان الثدي إلى المنطقة. محدثتنا قالت، إنها شعرت بارتياح كبير بعدما تبين بعد الفحص بأنها سليمة معافاة، حيث تملكتها فرحة كبيرة عند سماع ذلك من الطبيبة، داعية جميع النساء إلى الإقبال لأجل الوقاية، لأنه كما قالت توجد العديد من النساء اللواتي يؤرقهن الشك أحيانا و لكنهن يتأخرن عن الكشف بسبب التردد و الخوف من احتمال الإصابة. الوراثة وراء انخفاض سن الإصابة بالمرض أوضحت من جانبها، الدكتورة حليمة قنيفي، من مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى الإخوة مغلاوي بميلة، أن الكشف المبكر حاجة ضرورية للمرأة للحماية من رحلة علاج طويلة، كما أن الفحص الذاتي الدوري بإمكانه أن يساهم بشكل كبير في الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه، بما يساعد على تكفل أسرع و أحسن، من خلال الخضوع لفحوصات متخصصة. وأرجعت الدكتورة، إصابة الفتيات في العشرينيات بمرض سرطان الثدي، إلى عوامل من أهمها الوراثة، مع عدم القيام بالكشف المبكر للتحكم في المرض مع بدايته. وقالت، إن الإصابات في الجزائر، لم تتقلص وخاصة بولاية ميلة وعليه يجب حسبها، تكثيف حملات التوعية و التحسيس، لأن التهاون يغلب على النساء وبمجرد انتهاء حملات أكتوبر الوردي تنتهي مظاهر الكشف، كما حثت، على ممارسة الرياضة لأنها مفيدة كثيرا لجسم الإنسان وتقي من الأمراض، و أكدت، أن هنالك العديد من النساء اللواتي أشرفت على علاجهن وقد تماثلن للشفاء بشكل جيد. و دعت الطبيبة، للابتعاد عن المأكولات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الزيوت كالوجبات السريعة و اللحوم الحمراء، مع اتباع نمط غدائي طبيعي وتنويع مصدره من الخضروات والفواكه. وفي سياق ذي صلة، أكدت الأخصائية النفسانية العيادية، حورية بلهاين، أن الجانب النفسي له دور كبير في التعايش مع هذا المرض خاصة المرافقة الأسرية و التفهم من قبل الزوج و الأبناء، لأن ذلك يساعد على رفع معنويات المريضة و يجعلها أكثر قوة و قدرة على تحمل ومحاربة المرض. وقالت الأخصائية النفسانية، بأن التدخل النفسي يجب أن يكون استباقيا في حال اكتشاف الإصابة بالمرض، لأنها مرحلة ضرورية لمساعدة المريضة على تجاوز الصدمة وتقبل العلاج وتحمله موضحة، بأن التكفل النفسي بالنساء المصابات بالسرطان، جزء من العلاج وخطوة مهمة لإنجاحه، و مشددة على دور الأسرة ودعمها ومساعدتها على تجديد الثقة بالنفس والتحلي بالقوة. تسجيل 153 حالة جديدة بميلة وقالت الدكتورة لزعر كوثر، الناشطة بالمديرية الفرعية للمصالح الصحية بالمؤسسة الاستشفائية الإخوة مغلاوي بميلة، أنه تم على مستوى مصلحة الأمراض السرطانية بالمستشفى تسجيل 153 حالة جديدة منذ مطلع العام الجاري، و أضافت، بأن سرطان الثدي يعتبر النوع الأكثر انتشارا من السرطانات الأخرى، إذ تم إحصاء 959 حالة من بين 2265 حالة في مدة سبع سنوات، بذات المصلحة، كما توقعت وصول العدد إلى 200 حالة خلال نهاية العام.