تخلّص حي عبد السلام الدقسي بقسنطينة من طوق التجارة الفوضوية بعد أن أزالت مصالح البلدية العشرات من طاولات الباعة والأكواخ والسياجات العشوائية، بالإضافة إلى ضبط عدد كبير من الأكواخ الصغيرة المستعملة لتربية الكلاب. وزرنا يوم أمس، حي عبد السلام الدقسي الذي كان معروفا بحزام طويل من الباعة الفوضويين الذين لا يتركون فضاء بين عماراته، إلا وحولوه إلى سوق مفتوحة، حتى أصبح الأمر مصدر إزعاج دائم للسكان، لكن الوضع في الحي قد بدا مختلفا خلال زيارتنا، فهو يخضع لعملية تنظيف شاملة، فضلا عن أننا لاحظنا عمال مؤسسة عمومية بلدية يقومون بتغيير مصابيح الإنارة العمومية إلى تكنولوجيا ال«لاد» إلى جانب عمال التطهير الذين يقومون بتنظيف البالوعات. ومررنا بالقرب من مسجد حمزة الذي كان محيطه يعرف انتشارا يوميا للباعة، ثم يمتد على طول مسار يقارب نصف كيلومتر بين العمارات إلى غاية مدخل السوق المغطاة «عبد المجيد مساعيد»، وحتى مدخل متوسطة خالد بن الوليد فقد كان شبه مغلق بطاولات التجار الفوضويين فضلا عن الإحاطة بمدخل القاعة المتعددة الرياضات، لكنه أصبح خاليا من الباعة ومتاحا للمارة المتجهين نحو السّوق المغطاة والعائدين منها. وخلا محيط مسجد حمزة أيضا من الباعة وتجار الخضر الفوضويين والباعة المتنقلين من أصحاب الشاحنات، بعد العملية التي قامت بها مصالح البلدية، حيث أوضح لنا مندوب المندوبية البلدية سيدي مبروك أن العملية قد اشتملت على 23 تدخلا، خَلُصت إلى إزالة 16 طاولة للتجارة الفوضوية و5 أسيجة حديدية داخل المساحات الخضراء و4 أسيجة عشوائية بمداخل العمارات، بالإضافة إلى هدم 9 أكواخ للتجارة الفوضوية و3 جدران فوضوية في طور الإنجاز لبناء أكواخ للتجارة الفوضوية عليها. وشملت العملية بحسب نفس المصدر، «خيمتين» لبيع الشواء، كما حجزت مصالح البلدية حوالي 50 صندوقا خشبيا لبيع الأسماك، كانت تستعمل من طرف الباعة الفوضويين. ونبه المسؤول أنّ العملية التي جرت أول أمس، قد استمرت طيلة اليوم، مشيرا إلى أنّ المتدخلين فيها قد وقفوا على انتشار عدد كبير من الأكواخ الصغيرة التي أنجزها أصحابها بالقرب من العمارات من أجل تربية الكلاب وتمت إزالتها، فضلا عن أن أحد الأشخاص قد استغل خزنة اتصالات بالقرب من إحدى العمارات وحولها إلى مكان لتربية كلبين. وذكر نفس المصدر أن العملية قد نفذت من طرف فريق العمال التابعين للمندوبية وأفراد شرطة العمران وعناصر الأمن الحضري السابع عشر، بالإضافة إلى مؤسسة «إيديفكو» البلديّة ومركزِ الرّدم التّقني ومؤسسة «سوبت»، كما تطلبت تسخير شاحنةٍ نصفِ مقطورة. وتواصلت خلال نفس اليوم عملية تنقية البالوعات وقنوات الصرف الصحي على مستوى الدقسي، في حين نشرت مصالح ولاية قسنطينة أن الحي يخضع لعملية تطهير شاملة، حيث استحسنها المواطنون الذين تحدثنا إليهم، كما أنها تشمل رفع القمامة خلف العمارات ومن النقاط السوداء ونزع الأعشاب، بالإضافة إلى زبر الأشجار وتعبيد الطرقات.