- الموقع سيستغل كحظيرة للمركبات أزالت أمس مصالح الأمن مرفقة بأعوان بلدية قسنطينة، 650 طاولة كانت منتشرة بمحيط سوق عبد المجيد مساعيد المغطى بحي الدقسي، والذي تحوّل خلال السنوات الماضية إلى أكبر بؤرة للتجارة الفوضوية بالمدينة، فيما سيهيأ المكان ليستغل كحظيرة للمركبات، كما أبدى الكثير من سكان الحي استحسانا للعملية. وداهمت مجموعة كبيرة من أعوان الأمن السوق في الساعات الأولى من "دوام" الباعة الذين يترددون على الموقع بشكل يومي منذ سنوات طويلة، حيث استخدمت آلية لإزاحة الطاولات من الساحة المؤدية إلى المدخل الخلفي للسوق بمحاذاة ملعب حسان بورطل، في حين لم يبد الباعة أي مقاومة واستجابوا للأوامر بإزالة الطاولات، كما أكد لنا حاضرون بالمكان أن والي قسنطينة قد أشرف بنفسه على العملية ومعه رئيس أمن الولاية. وتأتي هذه العملية بعد يوم من إزالة خمس عشرة طاولة للتجارة الفوضوية كانت تعرقل مسار المركبات على طول الطريق المجاور للمرفق، في حين استمرت التجارة داخل السوق المغطى بصورة عادية. وذكر لنا المندوب البلدي لقطاع سيدي مبروك، عبد الحكيم لفوالة، الذي التقيناه بالمكان، أن العملية قد جاءت بأوامر من والي قسنطينة، مشيرا إلى أن البلدية سخرت لها مؤسسة «بروبكو» إلى جانب مؤسسة «سوبت» المشاركة في العملية، في حين أكد لنا أن فضاء التجارة الفوضوية سيستغل كمرفق للصالح العام، مضيفا أن الإزالة استهدفت عددا كبيرا من الباعة ومن بينهم حتى الباعة المتجولون، كما أنها ستتواصل خلال الأيام القادمة. وذكرت مصادر أخرى أنه من المحتمل أن يحوّل هذا الفضاء إلى حظيرة توقف للسيارات تابعة لسوق مساعيد عبد المجيد، مشيرة إلى أن الوالي قد أمر بمباشرة غلق المساحة مساء نفس اليوم من أجل تهيئتها. و ذكرت مديرية الأمن بقسنطينة في صفحتها على موقع «فايسبوك»، أن العملية تمت تحت إشراف رئيس أمن الولاية، حيث تمت إزالة 650 طاولة مخصصة لبيع الخضر و الفواكه، مختلف المواد الغذائية، الملابس المستعملة والخردوات و غيرها، من محيط السوق، كما تم تنظيف المكان من القمامة المترتبة عن الطاولات و التي كانت تهدد صحة المواطنين. ولاحظنا اختفاء التجار الفوضويين من امتدادات السوق بالقرب من عمارات حي دقسي أيضا، باستثناء عدد قليل جدا منهم، يعرضون بعض الأغراض المنزلية الصغيرة، في حين ما زالت طاولات الباعة موجودة أمام مسجد حمزة بنفس الحي وبالقرب من نقطة الدوران المعروفة باسم «برازيليا»، لكن السكان الذين تحدثنا إليهم قد استحسنوا العملية، بعدما طالبوا عدة مرات بإزالة التجارة الفوضوية من المكان قبل ظهور جائحة كورونا، لتتزايد مطالبهم بعد ذلك خوفا من تنقل العدوى إليهم. وقد سبق للنصر وأن تطرقت إلى مسألة السوق عدة مرات، فقد صارت تستقطب أعداد هائلة من المتسوقين من أحياء مختلفة، وحتى من ولايات مجاورة، كما لم يظهر فيها أي احترام للإجراءات الوقائية من انتشار الوباء، في حين أصبح المكان من النقاط السوداء في الازدحام المروري وانتشار القمامة التي لاحظنا منها كميات كبيرة خلال تواجدنا في الموقع يوم أمس، كما أن المكان تسبب من قبل في شجارات للسيطرة على حظائر المركبات والطاولات.