سجلت أسواق مدينة قسنطينة خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا في أسعار الخضر التي تعرف استهلاكا كبيرا، واللحوم البيضاء، حيث تزامن الأمر مع موجة البرد، في وقت تحدث فيه البائعون عن صعوبة الجني بسبب الظروف الجوية، فضلا عن صعوبة نشاط مربي الدجاج. وقمنا يوم أمس، بجولة في أسواق مدينة قسنطينة، انطلاقا من حي الدقسي بالقرب من نقطة الدوران «برازيليا»، أين ينتشر عدد معتبر من أصحاب الطاولات، حيث لاحظنا أن سعر البطاطا لم يتجاوز عتبة 60 دينارا. وذكر لنا البائعون أن الأسعار في المكان تعتبر الأقل، مقارنة بباقي الأسواق، بينما لاحظنا أنهم يعرضون دجاجا على الطاولات. واتجهنا إلى سوق بطو عبد الله بوسط المدينة، أين كانت الأسعار مرتفعة مقارنة بسابقتها، حيث وجدنا أن ثمن البطاطا يصل إلى ثمانين دينارا، بينما كان الفلفل يعرض ب 160 دينارا، في وقت وصلت فيه الطماطم إلى 130 دينارا للكيلوغرام. ورغم أن سوق بومزو معروف بكون أسعاره منخفضة مقارنة بغيره، إلا أننا لاحظنا أنها مرتفعة، وتتجاوز ما سجلناه بسوق عبد الله بطو، حيث وصلت فيه البطاطا إلى 70 دينارا، بينما تراوحت الطماطم بين 60 و70 دينارا، في حين تراوح سعر «الجريوات» بين 120 دينارا لنوعية أقل جودة، و180 دينارا لنوعية «ذات جودة عالية»، مثلما قال البائع. أما الفلفل فبلغ سعره 100 دينار، بينما وصل إلى 140 دينارا للفلفل الحار. وعزا البائعون الذين تحدثنا إليهم الارتفاع في الأسعار إلى صعوبة الجني خلال الفترة الحالية بسبب الأوحال المترتبة عن هطول الأمطار والثلوج، بينما أكدوا أن الزيادات قد مست أسواق الجملة أيضا. من جهة أخرى، لاحظنا ارتفاعا في أسعار اللحوم البيضاء، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى 415 دينارا، بينما لم يكن يتجاوز 360 دينارا منذ بضعة أيام فقط، كما ارتفع معه سعر أجزاء الدجاج المعروضة للبيع على غرار الأجنحة التي وصلت إلى 260 دينارا وأفخاذ الدجاج التي بلغت 340 دينارا، في حين تراوح كبد الدجاج، الذي يعرف إقبالا كبيرا من الزبائن، بين 850 و900 دينار. أما شرائح صدور الدجاج، فإن سعر الكيلوغرام الواحد منها قد وصل إلى 640 دينارا في سوق بومزو، بينما وصل في سوق عبد الله بطو إلى 720 دينارا. وقد اطلعنا على أسعار الدجاج في شكله الأولي مثلما يتم اقتناؤه من المربين على مستوى سوق الجملة بشلغوم العيد منذ بداية شهر جانفي إلى يوم أمس، حيث يحتكم المربون والبائعون إلى السعر مثلما يحدد في السوق المذكور، التي تنشر على صفحات بمنصة «فيسبوك» وينشطها تجار جملة، مثلما أطلعنا عليه البائعون. وقد وجدنا أن الأسعار ظلت مستقرة ما بين 210 إلى 227 دينارا منذ بداية الشهر إلى غاية يوم 9 جانفي، ولم تتجاوز هذه العتبة إلا في يوم الثالث من شهر جانفي أين وصلت إلى 233 دينارا للكيلوغرام. وسجلت سوق الجملة للدجاج الارتفاع الأول للسعر يوم العاشر من الشهر الجاري، حيث وصل إلى 255 دينارا للكيلوغرام، وثبت في هذا السقف إلى غاية يوم 17 جانفي، ليرتفع ابتداء من يوم 18 جانفي إلى 270 دينارا وهو ما يتزامن مع بداية الاضطرابات الجوية التي عرفتها ولاية قسنطينة، ثم واصل الارتفاع إلى غاية 290 دينارا يوم 22 جانفي، وقد سجل انخفاضا بما بين 20 إلى 12 دينارا بعد ذلك، ليعود إلى سقف 290 دينارا للكيلوغرام خلال اليومين الماضيين. وذكر لنا تجار التجزئة أن هامش الربح الذي يحصلونه لا يتجاوز 30 إلى 40 دينارا، بحسبهم، مؤكدين أن الباعة الفوضويين الذين يقتنون الدجاج مباشرة من المربين يحصلون أرباحا أكبر منهم، إذ يعرضونه بما بين 340 إلى 360 دينارا للكيلوغرام، دون أن يتكبدوا أي تكاليف.