uيجب تجديد الخطاب الديني وأن يكون مرافقا للناس في حياتهم كشف، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، عن استلام النسخة الأولى من مصحف القرآن الكريم بتقنية «البراي»، أول أمس الأحد، معلنا عن قرار بطبع 5 آلاف نسخة كدفعة أولى من هذا المصحف، قبل حلول شهر رمضان، وتوزيعها على مسجد باريس وبعض الدول الإفريقية والمؤسسات التعليمية خارج أرض الوطن. ولدى استضافته في حصة "فوروم الأولى'' للإذاعة الوطنية، أوضح بلمهدي، أنه لأول مرة في تاريخ الجزائر سيتم طباعة القرآن الكريم بالخط العادي، بريشة الخطاط الجزائري الأستاذ محمد بن سعيد شريفي، وخط البراي من تصميم الأستاذة منة مسعودي، التي كرمها رئيس الجمهورية يوم 8 مارس، مشيرا إلى أن مصحف الجزائر للبراي، سيكون عن رواية ورش وسيتم في المرحلة الأولى طبع 5 آلاف نسخة من هذا المصحف توزع على بعض الدول الإفريقية ومسجد باريس وبعض المؤسسات التعليمية بالخارج، إلى جانب توزيعه على المستوى الوطني، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية.وبخصوص ترتيبات التوجيه الديني في شهر رمضان أكد الوزير إعطاء توجيهات لإحياء الجانب الروحي في الإسلام وإلقاء دروس تبرز فضائل الرحمة والتضامن والتكافل خلال هذا الشهر الفضيل، مبرزا أهمية مرافقة الإمام للمواطن في حياته الاجتماعية. وقال "دعونا إلى إحياء الجو الروحاني داخل المساجد بتلاوة القرآن و توفير القراء الذين سيؤمون المصلين في صلاة التراويح، وتقديم دروس خفيفة في شهر رمضان بعيدا عن النظريات العقلية وفلسفة الدين، وأن تحرص على ملامسة شغاف قلوب الناس واختيار أحسن المقرئين "، مشددا على ضرورة التجديد في الخطاب الديني المسجدي وأن يكون خطابا تفاعليا ذو علاقة وثيقة بحياة الناس ومختلف سلوكياتهم وممارساتهم اليومية. وفي سياق ذي صلة أعلن ممثل الحكومة عن قرار بإرسال 120 مقرئا إلى فرنسا و29 آخر إلى إيطاليا، ناهيك عن وجود طلبات أخرى من بريطانيا وألمانيا وكندا وبلجيكا، "حسب ما أتيح لنا من توفير الأئمة والقراء''، للإشراف على صلاة التراويح، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الجزائر استطاعت في الفترة الأخيرة أن تتميز دوليا، بفضل تواجد عدد معتبر من المقرئين الجزائريين عبر عديد الدول الأوروبية. كما تحدث عن بروز المقرئين الجزائريين ونجاحهم في المسابقات الدولية للقرآن الكريم، مرجعا هذا التفوق إلى النتائج الإيجابية للدورة التكوينية التي يؤطرها علماء مختصون في النبر والتنغيم أثناء القراءة، علاوة على المرافقة النفسية للمقرئين. وفي رده عن سؤال حول ترتيبات موسم الحج المقبل أكد ممثل الحكومة أن تحديد المبلغ النهائي لم يتم بعد وننتظر تحديده في القريب العاجل من الجانب السعودي، مشيرا إلى أنه سيعقد مجلس وزاري مشترك بهذا الخصوص لضبط كل الآليات المتعلقة بالترتيبات الخاصة بموسم الحج. من جهة أخرى أشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى الجهود التي يبذلها قطاعه الوزاري للتحسيس بخطر الإدمان، سواء عبر الخطاب المسجدي أو من خلال استغلال الفضاء الأزرق لذلك، مبرزا أهمية الدور الذي يلعبه الإمام عبر هذا الفضاء وقال لقد قدمنا في هذا السياق في خطابنا الديني في 2022 حوالي 111 خطبة و 144 ندوة وطنية و 80 محاضرة إلى جانب 20 يوما دراسيا و336 درسا مسجديا فضلا عن خرجات ميدانية ومعارض وحصص إذاعية كلها تحذر من خطر الإدمان على الفرد والمجتمع خاصة استهلاك المخدرات والمهلوسات. كما يحرص قطاع الشؤون الدينية ، حسب الوزير، على المشاركة في محاربة مختلف أشكال الجريمة من مختلف المنابر المتاحة، بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة وأيضا مع وزارات الاتصال والعدل والتربية والكشافة الإسلامية ودور الشباب.