لم نرشح أقاربنا وعلى الشعب الاختيار بين الانتخاب أو الفوضى قال قادة الأحزاب الإسلامية الثلاثة التي شكلت تكتل الجزائر الخضراء في أول يوم من الحملة الانتخابية بقاعة بن باديس بقسنطينة مساء أمس أن الانتخابات التشريعية تضع الجزائر في مفترق الطرق، و فيها للشعب الخيار بين تحقيق ثورة و تغيير عن طريق صناديق الانتخاب أو الغرق في الفوضى من جديد، مبرزين ما تضمنه برنامج التكتل من مقترحات مثل تغيير الدستور لتحقيق نظام حكم برلماني، و تحقيق الرفاه الاقتصادي و العدالة الاجتماعية و الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج. قادة أحزاب حمس و النهضة و الإصلاح استغلوا مناسبة يوم العلم في مدينة بن باديس للقول أنهم يريدون تحقيق المشروع الإصلاحي الجزائري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين من خلال الحفاظ على الهوية الجزائرية بأبعادها الثلاثة، معتبرين أن الدين أنجع وسيلة للقضاء على الجهوية و العشائرية و المحسوبية. بوقرة سلطاني و فاتح ربيعي و حملاوي عكوشي اتفقوا على تقديم قوائم موحدة لائتلافه الأخضر في التشريعيات و وصفوا ذلك بالحدث الكبير في تاريخ الجزائر السياسي، و شبه أحدهم ذلك بميلاد جمعية العلماء في ثلاثينات القرن الماضي. قادة التحالف قدموا مترشحيهم بقسنطينة و أبرزوا أنه تم اختيارهم من طرف القواعد و المجالس الشورية للأحزاب الثلاثة و قد تنازل البعض منهم لبعضهم عن المراتب المتقدمة في تلك القوائم خدمة للتحالف و قال عكوشي أن مترشحي الجزائر الخضراء لم يتم إختيارهم بسبب قراباتهم من مسؤولي الأحزاب الثلاثة و لا هم من أفراد عائلاتهم و لا من أصهارهم، بل هم حسبه من الإطارات و الكفاءات الفاعلة في الأحزاب الثلاثة و التيار الإسلامي بصورة عامة. بوقرة سلطاني قبل اللقاء ذكر للصحافيين أن التحالف لا يريد تقليد و استنساخ أي من التجارب التي عرفتها بلدان الربيع العربي تونس و مصر و ليبيا و المغرب، بل يريد تغييرا سلميا ديمقراطيا عبر الانتخابات من خلال تنفيذ مقترحات البرنامج الانتخابي للتحالف القائم على خمسة ركائز و المتضمن ل718 إجراء تنفيذيا ستمكن من تحقيق التغيير في نظام الحكم في محاور مختلفة. فاتح ربيعي قال ان عدم مشاركة الشعب بقوة في الانتخابات سيفتح الباب أمام القوى المتربصة بالجزائر للتدخل الأجنبي و ابتزاز الجزائر و شعبها و لذلك ينبغي التفطن لما يحاك من مؤامرات و تحقيق ثورة التغيير من خلال الصناديق. أما سلطاني فرفض التعليق عما كان قد هدد به من كشف لملفات الفساد و قال نحن في حملة انتخابية و لم يحن بعد وقت الحديث عن الملفات، مشيرا أن الإدارة حتى الآن تعاملت مع العملية الانتخابية بإيجابية لكنها مع الجهاز القضائي أمام امتحان صدق و نزاهة غير مسبوق و حيا بالمناسبة قرارات العدالة بإعادة الحق لمترشحين حرمتهم الإدارة من حقهم في التقدم لخوض المنافسة الانتخابية قائلا أن الأيام القادمة ستكشف إن كانت العدالة فعلا ستواصل حيادها و تلتزم بالشفافية و النزاهة التي أوصاها بها رئيس الجمهورية. في ختام اللقاء قدم سلطاني لمترشحي التكتل ميثاق المنتخب المتضمن تسع التزامات منها الوفاء للكتلة النيابية للمترشح و للقضية الفلسطينية و الإلتزام المالي للمشروع لتوقيعه أمام بضع مئات الحاضرين من متعاطفين و فضوليين ظلوا يرددون شعار "الشعب يريد الجزائر الخضراء"