البطاطا تخطف الأضواء عبر المنتديات الالكترونية خطفت البطاطا الأضواء من مترشحي الانتخابات التشريعية عبر مواقع الانترنت حيث لا يكاد يخلو منتدى جزائريا من تعليقات عن الحدث السياسي إلا و مثلت البطاطا محور النقاش و تصدّرت قائمة الانشغالات في الحياة الواقعية و حتى الافتراضية للجزائريين. و بعد تفنن البعض في رسمها أو تركيب صورها على أشهر و أغلى المنتجات الطبية و المستحضرات التجميلية من عطور و مراهم ضد التجاعيد...و غيرها من الصور المركبة التي تبادلها الفايسبوكيون طيلة أيام، راح البعض ينظم فيها أشعارا و أنغاما و أمثلة ملأت مدونات و صفحات الكثيرين بالمواقع الاجتماعية، حيث قام أحد المشاركين في منتدى “جلفة أنفو” بتغيير كلمات أغنية الراحل كمال مسعودي “يا حسرة عليك يا دنيا” من التحسر على مشاكل الحياة و غدر الزمان إلى التحسّر على البطاطا و خيانتها للمواطن البسيط بالقول” ياحسرة عليك يالبطاطا .........فيك حكاية وحكايات ساميني وقعدي بحدايا.........وحكيهالي بثبات علاش هكذا حقدة وسمية.........تضلي تبدلي فالسومات جوعي فيا غير بشوية........عيت من لعدس بركات تلعبي بيا والا معايا ......... جاوبيني علاش هاذ السكات قالوا لي عليك وليتي فاكيا ........انا البطاطا سكنتلي في الذات شكارة صغيرة خلصتها غالية......... ديت معايا شي حبات دخلت للمارشي صفقوا عليا...... طلع ستار و الضواو طفات...إلى آخر القصيدة التي تداولها الكثيرون و فكر البعض في أدائها بنفس لحن الأغنية المشهورة مثلما اقترح المبحر «اسماعيل باستا» من ولاية وهران الذي علّق ساخرا «سأغنيها قريبا بالأولمبياد فكونوا في الموعد». و جاء في تدخل أحدهم أيضا اختار له الحديث عن البطاطا بالتساؤل كيف للنملة أن تكون أفقه من المسؤولين في اتخاذ التدابير اللازمة لادخار القوت و المؤونة و أخذ في الحسبان احتمال مواجهة أزمة كوارث فيما أخطأوا التقدير و أسقطوا عامل الكوارث كالثلج الذي تسبب في تأجيل تحصيل منتوج البطاطا على حد تقديره فكانت النتيجة ارتفاع السعر و تأثر القدرة الشرائية. و عكست أكثر التعليقات بمختلف المنتديات سخط و استياء المواطن الجزائري مما وصفوه بسيطرة حفنة من الانتهازيين النفعيين على جيب المواطن البسيط و عجز الجهات المعنية على حمايته من جشعهم. و فضل منتدى «طاسيلي آلجيري» جمع و إعادة نشر الصور التي أبدع البعض في تركيبها للبطاطا بعد علو شأنها تاركين بذلك المجال للمبحرين الذين أجمعوا على حالة «شوفوا وين وصلتنا البطاطا»، و هو ما وافق عليه زوار منتدى «عالجيريا.كوم» و إن فضل أكثرهم تبني النكتة للتعبير عن الواقع المر لأسعار الخضر و الفواكه ببلادنا. و من بين النكت المنشورة في هذا المنتدى «قديما كانت العائلة الجزائرية تضيف قطع اللحم لإضفاء النكهة على الطبق أما اليوم فقد لجأت للبطاطا الغالية». و لأنها تحوّلت إلى حديث الساعة و شغلت الرأي العام حتى لدى الجالية الجزائرية في الخارج التي تعاطفت مع الأهل بأرض الوطن، فقد لجأ إليها المحتجون للتعبير عن غلاء المعيشة و حملوها في أيديهم تارة، و علقوها بمداخل الإدارات التي أقدموا على غلقها إلى غاية تلبية مطالبهم تارة أخرى أو حملوا لافتات توسطتها صورة من كانت منذ وقت قريب تصنف ضمن طعام «الزوالي». هذا و سلطت عديد المواقع التابعة لبعض الأحزاب السياسية الضوء على ظاهرة رفع أسعار البطاطا عشية الانتخابات و كتبت مقالات كثيرة تساءل أصحابها عن سر التهاب أسعار مادة غذائية مهمة في حياة الجزائريين؟ و اعتبرها البعض أسلوبا لتحويل اهتمام و تفكير المواطنين عن الحدث السياسي و صب انشغالهم في كيفية تحصيل قوتهم فقط.