تحوّل الارتفاع الجنوني لسعر البطاطا إلى موضوع يومي لأحاديث ونكت الجزائريين، خاصة أن طبق البطاطا المقلية أو ''الفريت'' كان يشكل الطبق الرئيسي والمتاح لفقراء الجزائر، بينما أضحى الآن للأغنياء فقط. يقترح أحد الجزائريين تعديل الدستور وإضافة البطاطا له، لمواجهة الأزمة الخانقة التي يعرفها هذا المنتوج الذي صار من الثوابت الوطنية في الجزائر. ومن الطرائف التي وجدت من يتبناها وينشرها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية المتنوعة، أن محكمة جزائرية حكمت بإدانة مواطن بالسجن بعد أن أكل البطاطا علنا، حيث يجرّم القانون الجزائري هذه الفعلة ويصنفها في خانة تهمة الفعل المخل بالآداب العامة، لأن تناول البطاطا في العلن فيه استفزاز لمشاعر الناس. وفي السياق ذاته، قرّرت أسرة تخزين قشور البطاطا أن تصنع منها معجونا للإفطار به صباحا. وتقول آخر نكتة متداولة إن ''الوزير الأول طلب من التلفزيون منع بث الإعلانات حول زيت المائدة، خوفا من تأثيرها على الأمن والاستقرار''. فيما تقول نكتة أخرى ''إن رئيس الجمهورية قرّر تغيير اسم وزارة الفلاحة إلى وزارة ''البط بالبطاطا''. وتعني كلمة البط أو بط بالعامية الضرب، أي أن اسم وزارة الفلاحة صارت وزارة الضرب بالبطاطا. ولا تتوقف السخرية والتنكيت عن البطاطا عند هذا الحد، حيث أنشد شعراء بالشعر الشعبي قصائد عدة حول أسعار البطاطا، ومنها ما جادت به قريحة أحدهم فقال: ''البطاطا حرمت على مول الدار والضيف وسومتها حادة كما السيف.. الخبز توحش البطاطا فريت ولا بغيت تأكل البطاطا.. روح تخدم في الكويت البطاطا واللحم صاروا خاوة.. ومعايا راهم في عداوة الوزير ومعاه الخضار هبطوني.. من الكروسة وركبوني فوق حمار''. وجاء في نكتة أخرى أن شركة ''آبل'' المتخصصة في صناعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف ال''آي فون قرّرت تغيير شعارها في الجزائر إلى حبة بطاطا مقضومة بدلا من حبة التفاح''. وفي نكتة أخرى، قيل إن وزير الصحة يدرس تعويض البطاطا بالأدوية، بشرط أن تحمل كل حبة بطاطا ورقة قسيمة (فنيات) تشير إلى السعر. وتعج صفحات الجزائريين في موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك'' بالمواضيع والصور حول موضوع ارتفاع سعر البطاطا، ومنها قرار ضم البطاطا إلى قائمة الفواكه، واختراع ''جومبو'' بطاطا وعصير البطاطا، وقائمة من 10 نصائح للإقلاع عن إدمان البطاطا المقلية. ويقترح أحد المشاركين في موضوع ارتفاع أسعار البطاطا توجيه سؤال إجباري لكل مرشح للتشريعيات القادمة، حول طريقة زراعة البطاطا وأماكن زراعتها في الجزائر، لاختبار اهتمامه بمشاكل الجزائريين. واقترح مشارك ثان إصدار فتوى تحرّم شراء أكثر من 1 كلغ من البطاطا حتى تنخفض الأسعار، وتوفير مهدئات للأعصاب تقدم للمتسوقين داخل أسواق الخضر لمنع انفلات الأوضاع. ودعا أحد أصحاب الصفحات إلى تعديل الدستور الجزائري، بعد أن تحوّلت البطاطا، مع ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة، إلى جزء من الهوية الوطنية للجزائريين. ولهذا، وجب تعديل الدستور لتكون البطاطا من مقوّمات الهوية الوطنية، بعد أن صارت حراما على 90 بالمائة من الجزائريين. ويضيف صاحب الصفحة البطاطا أخطر من أن تترك في يد الحكومة، لا بد أن يتولى أمر تسييرها مجلس انتقالي، فهي أكثر من سلعة أساسية، إنها هوية وطنية لملايين الفقراء الذين عوّضهم طبق ''الفريت'' عن اللحوم والوجبات الدسمة. ويقول صاحب صفحة أخرى يدعى عبد الرؤوف: ''بات الخضار وبائع الخضر الآن أفضل عريس تتمناه أية فتاة، بسبب أنه قادر على توفير البطاطا يوميا للبيت''، وحلّ مشكلة ارتفاع سعر البطاطا ممكن، حسب صاحب صفحة أخرى، عن طريق الاستعانة بحلف الناتو الذي يجب أن يتدخل لنقل البطاطا للجزائريين.