ساركوزي على باب الخروج من الإليزي تشهد فرنسا اليوم إجراء الدور الأول من الانتخابات الرئاسية بعد حملة انتخابية ساخنة، و يتوقع أن يتصدر مرشح الحزب الاشتراكي نتائج الرئاسيات متبوعا بالرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي الذي يبدو أنه يعيش ساعاته الأخيرة في قصر الإليزي. فحتى وإن قدمته عمليات سبر الأراء ثانيا خلف هولاند فإن أغلبية الاستطلاعات تقدم المرشح الاشتراكي فائزا في الدور الثاني الذي سيجرى في السادس ماي المقبل. ويرى متتبعون للشأن الفرنسي أن حلول ساركوزي ثانيا يعني بكل تأكيد نهايته هو الذي غازل اليمين المتطرف وحاول استقطاب أصوات الجبهة الوطنية التي تحتل مرشحتها مارين لوبان المركز الثالث متبوعة بجون لوك ميلونشون الذي ستؤول أصوات ناخبيه في الدور الثاني إلى هولاند، وهو ما لن تفعله مارين مع ساركوزي. وإذا ما حل ساركوزي ثانيا في الدور الأول، فإنها ستكون المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يفشل فيها الرئيس المنتهية ولايته في تصدر نتائج الدور الأول وسيكون ذلك رسالة واضحة من الفرنسيين لابن المهاجر المجري الذي لم يرحم المهاجرين العرب والمسلمين وجعل ملاحقتهم من الثوابت في عهدته. وإذا كانت الأزمة الاقتصادية لا تلعب لصالح ساركوزي الذي عرف بدعمه لكبار الصناعيين وأصحاب رؤوس الاموال، فإن أصواتا كثيرة ارتفعت لتنتقد سياسته الخارجية التي وصلت إلى حد التدخل العسكري كما هو الشأن في ليبيا التي نشرت وثائق تشير إلى تدعيم زعيمها القتيل لحملته الانتخابية في العهدة الأولى بأربعين مليون أورو. كما أثار مواقف ساركوزي الممجد للاستعمار ورفضه الاعتذار حفيظة الجزائريين الذين يشكلون أكبر جالية في فرنسا، وهو ما يعني أن أصواتهم وأصوات الجالية المسلمة والعربية ستذهب لخصوم الرئيس المترشح لينضموا إلى قطاع واسع من الفرنسيين الذين لم يستسيغوا كيف ينزل رئيس دولتهم إلى الصفحات الأولى لمجلات الإثارة بغرامياته وحكايات طلاقه وزواجه وحمل زوجته المغنية ووضعها وغنائها وتمثيلها في فيلم وودي آلان وهي سيدة