بدأت أمس، الحملة الانتخابية رسميا في فرنسا، في جو مشحون، تميّز بتشديد اللهجة بين المتنافسين وتشنج تجاوز حدود اللياقة في بعض الأحيان. ذلك ما جعل كوادر الحزب الاشتراكي يستنكرون ''الشتائم'' التي وجهها نيكولا ساركوزي لمرشحهم فرانسوا هولاند. وفي تجمع نشطه الرئيس المنتهية عهدته، أول أمس، قال ساركوزي: ''إن فرانسوا هولاند اليوم رهينة ميلونشون بعدما كان في قبضة إيفا جولي وفصائل الحزب الاشتراكي. ومع ذلك يريد التحدث باسم الشعب برمته (...) لكن بأي ثمن ... ما هو ثمن التكلفة في الدور الثاني؟''. ويشير ساركوزي في كلامه إلى المفاوضات التي سيجريها هولاند مع ميلونشون الذي أعلن عن عدم مشاركته في الحكومة المقبلة. وبالتالي لا يوجد ضمان لاستفادة هولاند من أصوات جبهة اليسار دون تعليمات من ميلونشون الذي يمتلك 15 بالمائة من نوايا التصويت، حسب استطلاعات الرأي. لكن الوضع يختلف مع إيفا جولي، زعيمة الخضر، التي قالت أمس أن الحزب الاشتراكي ''سيلتزم'' بالاتفاق الذي وقّعه معهم القاضي تخفيض المنشآت النووية. وقال عمدة باريس برتران دولانوي، من الحزب الاشتراكي، أن تحامل ساركوزي على هولاند ''لا يشرف الوظيفة الرئاسية''. وأكد أن مرشحه لا يريد الخوض في مثل هذا الجدل لأنه التزم ''بالتقيّد بالشهامة ضد القذف، بالتعالي على التهريج''. وقامت هيئة التحكيم، المتمثلة في المجلس الأعلى للسمعي البصري، بمنع الإشهار الذي تبثّه مؤسسة ''مونتني'' في قنوات إذاعية وتلفزيونية لصالح ساركوزي خلال الحملة الانتخابية الرسمية. واستجابت المؤسسة المذكورة وأوقفت البث. وقال رئيسها، في تصريح ل ''نوفل أوبسرفاتور'' أن ''الهدف تحقق، لأن حملتنا أخذت 26 يوما من أصل 31 يوما المبرمجة''، كما قال. وبدأ العدد التنازلي، الفاصل عن موعد الدور الأول في 22 أفريل، بالتساوي بين المرشحين العشرة، يفرض عليهم نفس التوقيت وبث الوحدات الإشهارية في الإعلام العمومي بنفس الكيفية. يدشنها فرانسوا بايرو (الوسط) ويكون ساركوزي آخر المتدخلين، ليأخذ النقابي بوتو نفس الحصص التي تمنح لساركوزي.