"التوحيد والجهاد" توافق على إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين إطلاق سراح رهينة سويسرية يؤكد قرب الإفراج عن الجزائريين وافقت حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، المنشقة عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، على إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين السبعة الذين تم اختطافهم في الخامس من شهر أفريل الجاري بمنطقة "غاو" بشمال شرق مالي. وأوضح عضو في الحركة أن هذا الاتفاق تم بوساطة حركة "أنصار الدين"، وهي مجموعة إسلامية بقيادة التارقي المالي إياد حاج غالي، لكنه لم يوضح زمان ومكان الإفراج عن المختطفين. رفض مصدر دبلوماسي، تأكيد المعلومات التي تحدثت عن قرب إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي، وقال المصدر في تصريح "للنصر" بان الخارجية "لا يمكنها في الوقت الحالي تقديم أي معلومات قبل تسليم الدبلوماسيين إلى الجهات المكلفة بإعادتهم إلى التراب الوطني"، مشيرا إلى وجود مؤشرات جد ايجابية في الساعات الأخيرة، ما يترك الانطباع بقرب الإفراج عن قنصل الجزائر في غاو ومساعديه الستة. وكان مصدر أمني مالي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس" قد أكد مساء أول أمس الاثنين، أن حركة "أنصار الدين حصلت على موافقة مبدئية لإطلاق سراح الرهائن الذين يتلقون معاملة جيدة (...) حركة أنصار الدين مارست نفوذها في المنطقة". وردا على السؤال عن احتمال طلب فدية من الجزائريين، أعلن مصدر أمني مالي أنه ليس على علم بمثل هذا الطلب. من جانبه، أوضح قيادي في حركة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" المنشقة عن القاعدة، أن الحركة "أعطت موافقتها" على إطلاق سراح القنصل الجزائري وستة من أفراد بعثته الذين كانوا قد خطفوا في مدينة غاو شمال مالي. وأوضح المسؤول أن هذا الاتفاق تم بوساطة حركة "أنصار الدين"، وهي مجموعة إسلامية بقيادة التارقي المالي إياد حاج غالي، لكنه لم يوضح زمان ومكان الإفراج عن المختطفين. وذكرت المصادر ذاتها، أن زعيم حركة أنصار الدين وكذا زعيم الحركة الوطنية لتحرير إقليم أزواد، مارسا ضغوطا على حركة التوحيد والجهاد من اجل ضمان سلامة الدبلوماسيين كمرحلة أولى، قبل الشروع في مفاوضات استمرت عدة أيام لتحرير الدبلوماسيين الجزائريين من خاطفيهم في حركة الجهاد والتوحيد، وهو ما قد يتم في الساعات المقبلة مع إعلان مسؤول في حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عن موافقتها على إطلاق سراح الدبلوماسيين. وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أكد، عن وجود "آفاق فعلية" لإطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين، حيث قال على هامش لقاء صحافي مشترك رفقة الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، "أود أولا أن أطمئنكم والشعب الجزائري من خلالكم بأن دبلوماسيينا الذين اختطفوا في غاو يوجدون في صحة جيدة وأن هناك آفاقا فعلية بخصوص إطلاق سراحهم". وأوضح مدلسي قائلا "يحق للشعب الجزائري أن ينشغل بخصوص مصيرهم ويتوجب علينا من جهتنا أن نوافيه بالمعلومات مع التوقف حيث ينبغي ذلك من أجل الحفاظ على سرية مسعانا"، وأضاف أن الجهود ستتواصل "بغية إيجاد نهاية حميدة لهذه المسألة في أسرع ما أمكن". كما أثنى مدلسي على المساعي التي تقوم بها شخصيات نافذة في شمال مالي لإطلاق سراح قنصل الجزائر ومعاونيه. وقد تعززت في الساعات الأخيرة فرضية قرب الإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين، بعدما تم أمس إطلاق الرهينة السويسرية التي اختطفتها جماعة مسلحة في مدينة تومبوكتو منتصف افريل، وقال شهود عيان أن أعضاء جماعة أنصار الدين الإسلامية أفرجوا عن السويسرية بياتريس ستوكلي في مكان يقع على بعد نحو سبعة كيلومترات إلى الشمال من تومبوكتو وأخذتها من هناك طائرة هليكوبتر بها أفراد من جيش بوركينا فاسو. وتقيم السويسرية منذ وقت طويل في تومبوكتو، وقد رفضت مغادرة المدينة إثر سقوطها في الأول من أفريل الحالي في يد "مجموعة أنصار الدين"، وكانت ستوكلي موجودة لدى مجموعة أنصار الدين التي استعادتها من المجموعة التي خطفتها وأبدت استعدادها للإفراج عنها، وفق ما أفادت مصادر أمنية ومحلية الأحد الماضي. مساعدات إنسانية لنازحين ماليين بتمنراست في سياق منفصل، قال رئيس الهلال الأحمر الجزائري، الحاج حمو بن زقير، إن أول شحنة من المساعدات الإنسانية الموجهة لنازحين من شمال مالي، وصلت أمس إلى تمنراست. أوضح بن زقير أن هذه الشحنة تقدر ب35 طنا تتضمن مساعدات مختلفة حملتها طائرة تابعة للجيش الوطني الشعبي، وهي واحدة من بين 135 طن من المساعدات الإنسانية التي خصصها الهلال الأحمر الجزائري لفائدة النازحين من شمال مالي، بأمر من رئيس الجمهورية. وأفاد بن زقير أن المساعدات التضامنية التي ستصل تباعا إلى ولاية تمنراست ستوزع من قبل متطوعي الهلال الأحمر الجزائري على النازحين من شمال مالي والمقيمين في أقصى الحدود الجزائرية- المالية لمساعدتهم على تجاوز ظروفهم الصعبة وضمان الدعم النفسي لهم. وتتمثل الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية في كميات من المواد الغذائية الأساسية والألبسة والأواني المنزلية ومواد للتنظيف، و أوضح المتحدث أن طائرتين عسكريتين تابعتين للجيش الوطني الشعبي محملتان بمساعدات قوامها 50 طنا لكل واحدة ستصلان السبت القادم إلى كل من تمنراست وبرج باجي المختار وستوزع محتوياتهما على النازحين الماليين في كل من تين زواتين و برج باجي المختار ومنطقة تيمياوين الحدودية. وأكد السيد الحاج حمو بن زقير أن الهلال الأحمر الجزائري ملتزم بمبادراته الإنسانية سيما عندما يتعلق الأمر بعلاقات الجوار من خلال تفعيل جهود التضامن مع هؤلاء النازحين من ضحايا النزاعات المسلحة.