أشاد المشاركون في الجامعة الصيفية للمنظمة الوطنية للطلبة الأحرار، المنعقدة مؤخرا بولاية سكيكدة تحت شعار ''الجامعة الجزائرية نحو جامعة مقاولاتية''، بالاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالطالب الجامعي وإشراكه في بناء الجزائر الجديدة على أساس التحكم في العلم والتكنولوجيا والمعرفة، مثمنين التوجهات الجديدة للجامعة الجزائرية التي تسير في اتجاه تحقيق ثلاثية، '' تعليم عالي - بحث علمي – ابتكار''، كما دعوا إلى تفعيل مقياس المقاولاتية في جميع التخصصات. ونوه المشاركون في هذا الحدث الطلابي، الممثلون لمختلف الجامعات والمراكز الجامعية عبر الوطن، في البيان الختامي المتوج لأشغال هذا اللقاء، بأن التوجهات الحالية للجامعة الجزائرية تساهم في خلق الثروة وفقاً لمتطلبات المجتمع الجزائري، وإخراج الطلبة من بوتقة انتظار الوظيفة إلى استحداث مناصب الشغل، بعد أن استعادت أدوارها الريادية في البناء الوطني كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحركا حقيقيا لاقتصاد المعرفة، وكمصنع لصناعة الطاقات وحاضنة للطاقات المبتكرة والحاملة للمشاريع. وتمت الإشادة بذات المناسبة بتعميم استعمال اللغة الانجليزية للتدريس بالمؤسسات الجامعية ، مع التأكيد عل ضرورة الإسراع في تكوين الأساتذة والطلبة، وكذا أهمية '' إعادة النظر في محتوى برامج التكوين بالجامعة وربطها بالمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية''. وفي سياق ذي صلة رحب المشاركون في ذات الحدث الطلابي، بالقرار الوزاري 1275 المتعلق بمناقشة مذكرة ماستر مندرجة ضمن آلية ''شهادة جامعية - مؤسسة ناشئة''، بعد أن أبدى نجاعته، كبديل لنظام التقييم التقليدي. وفي هذا الصدد دعا إطارات ومناضلي التنظيم الطلابي المنظم لفعاليات الجامعة الصيفية المشار إليها، إلى تشجيع التكوين التطبيقي للطلبة والمتابعة الجدية للتربصات الميدانية. وأبرزوا في ذات السياق '' أهمية إبرام الاتفاقيات القطاعية بين الجامعة والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، قصد تعزيز التعاون والتبادل بما يخدم الطرفين، داعين إلى العمل على تحقيق مستوى من المواءمة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل من خلال ربط التكوين الجامعي بعالم الشغل والتكيف معه. وتم التأكيد بالمناسبة على أهمية و ضرورة الإسراع في تنصيب وتفعيل خلايا ضمان الجودة بمؤسسات التعليم العالي قصد وضع ميكانيزمات علمية من شأنها الرقي بالقطاع، وكذا تنصيب مصالح المساعدة والإرشاد والتوجيه للطلبة بكل المؤسسات الجامعية قصد تقريبهم من عالم الشغل. ومن بين التوصيات التي خرجت بها الجامعة الصيفية، لمنظمة الطلبة الأحرار، الدعوة لاعتماد وتفعيل مقياس المقاولاتية في جميع التخصصات ''مهما كانت''، لإعطاء نفس جديد للطلبة والتعرف على عالم المقاولاتية والمؤسسات الناشئة خاصة الطلبة الجدد، كما تمت الدعوة لإنشاء معاهد جهوية خاصة بالتاريخ والآثار بغية جلب الطلبة لهاته التخصصات. وأثناء تطرقهم لجانب الخدمات الجامعية، أشاد المشاركون في ذات اللقاء بتنظيم الديوان الوطني للخدمات الجامعية للجلسات الوطنية حول إصلاح الخدمات الجامعية التي تهدف إلى عصرنة القطاع وتسهيل المهام أمام الإدارة والطلبة، مبرزين أهمية القيام بتشخيص دقيق وتقييم شامل لوضعية الخدمات الجامعية على كل المستويات بغرض توضيح الرؤى وتحديد النقائص والأولويات. وأبرزت مخرجات الجامعة الصيفية الطلابية المنعقدة في ولاية سكيكدة، أهمية تعزيز المداخل الرئيسية للاقامات والمدن الجامعية بأعوان أمن مؤهلين وإعادة توزيعهم بطريقة فعالة، مع تدعيم الإنارة الخارجية داخل الإقامة ومحيطها وتزويدها بالكاميرات. وفيما يخص المؤسسات الناشئة، تمت الدعوة في التوصيات الطلابية، إلى توسيع فضاءات المقاولاتية داخل الجامعات للإسراع في انجاز النماذج الأولية لمشروع الطالب الجامعي، مع إبراز أهمية زيادة الحجم الساعي للتكوين والتدريب الخاص بكيفية تطوير أفكار الطلبة وتحويلها إلى مشروع مبتكر و الحصول على ''لابال'' مشروع مبتكر، وكيفية تطبيق أفكارهم في أرض الواقع. كما دعت مخرجات الجامعة الصيفية للمنظمة الوطنية للطلبة الأحرار إلى منح الطلبة أصحاب المشاريع المبتكرة، وبراءات الاختراع عددا من التحفيزات، كالاستفادة من جزء من عائدات براءات الاختراع، إلى جانب مطالب تتعلق بتسهيل إجراءات الحصول على امتيازات متعلقة بتخصيص أماكن عمل خاصة بالمؤسسات الناشئة الخاصة بالطلبة، في المناطق الصناعية. من جهة أخرى أكد المشاركون على تمسكهم بالوحدة الوطنية، والتي تعتبر خطا أحمرا لا مجال فيه للمساومة والابتزاز.