يواصل الاحتلال الصهيوني حملة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، ورغم الصور المؤلمة التي تتناقلها وسائل الإعلام يوميا حول هذا العدوان الغاشم، إلا أنه يستمر في سياسة الأرض المحروقة مخلفا يوميا عددا من المجازر في حق النساء والأطفال في المستشفيات ومراكز الإيواء، مستغلا بذلك الصمت الدولي الذي لم يرتفع سقفه عن المناشدة والمطالبة بوقف الحرب. وكشفت في هذا الإطار حصيلة المشهد الفلسطيني الصادرة عن المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة أمس عن إلقاء الاحتلال الصهيوني أزيد من 13 ألف قنبلة على سكان قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني في السابع أكتوبر الماضي، وتحدث نفس المصدر عن إلقاء الكيان الصهيوني لأزيد من 32 ألف طن من المتفجرات على القطاع، بما يساوي ضعفي قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، وكشف المكتب الإعلامي لحماس بغزة عن تضرر أزيد من 541 ألف وحدة سكنية هدمت بشكل كلي، و222 ألف وحدة تضررت بشكل جزئي، كما قدر عدد الوحدات السكنية في قطاع غزة التي تضررت بسبب القصف الصهيوني إلى أزيد من 50 بالمائة. أما على صعيد العائلات الفلسطينية النازحة داخل القطاع، تحدث نفس المصدر عن إحصاء 1.64 مليون نازح وقرابة ربع سكان القطاع بدون مأوى بما يعادل 600 ألف نسمة، كما ارتكب الاحتلال الصهيوني أزيد من 1130 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية. وبخصوص القطاع الصحي ارتفع عدد الكوادر الطبية الذين استشهدوا جراء العدوان الصهيوني إلى 198 شهيدا، وارتفع عدد المؤسسات الصحية التي تم استهدافها إلى 135 مؤسسة، من بينها 21 مستشفى خرج عن الخدمة كليا و47 مركز رعاية أولية، كما تم استهداف 53 سيارة إسعاف خرجت عن الخدمة، بالإضافة إلى ذلك تم إحصاء 100 ألف شخص من الكوادر الطبية والمرضى والجرحى والنازحين داخل المستشفيات مهددين بالاستهداف من طرف الكيان الصهيوني الذي كثف خلال الأيام الأخيرة من قصف المستشفيات ومحاصرتها، ويواصل بذلك الانتهاكات الفاضحة لكل القوانين الدولية، كما يأتي ذلك حسب حركة حماس في ظل العجز والصمت الدولي عن هذه الحرب اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يشنها الاحتلال النازي على قطاع غزة. وأشار في هذا الإطار ملخص المكتب الإعلامي لحركة حماس إلى تكدس عشرات الجثث في مستشفى الشفاء، دون أي حفظ أو قدرة على إخراجها لدفنها، أو حتى السماح بحفر مقبرة جماعية في باحات المستشفى التي تتعرض بشكل متواصل إلى إطلاق نار، وبدء تحلل الجثث في المستشفى، وتحدث المكتب الإعلامي لحركة حماس بغزة أمس عن محاولة أحد العاملين بمجمع الشفاء تفقد المولد الكهربائي بعد انقطاع التيار الكهربائي بقصد تشغيله وإنقاذ حياة عشرات المرضى الذين يعيشون على أجهزة التنفس الصناعي، في حين جيش الاحتلال استهدفه وأطلق عليه النار وأصيب بجروح، وتحدث نفس المصدر عن تسجيل عديد الحالات تنزف بمستشفى الشفاء المحاصر نتيجة إصابتهم بإطلاق النار من قبل الطائرات المسيرة التابعة للاحتلال في ساحات المجمع، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ هذه الحالات بسبب حصار جيش الاحتلال للمجمع وعدم تمكن الطواقم الطبية من التنقل بين البنايات الداخلية. وعلى صعيد قطاع التعليم ارتفع عدد المؤسسات التعليمية التي استهدفها الاحتلال إلى أزيد من 228 مدرسة منها 60 مدرسة خرجت عن الخدمة ودمرت بشكل كامل، كما استشهد 2510 تلميذا وطالبا من مختلف المراحل التعليمية، بالإضافة إلى 100 شهيد من الكادر التعليمي، و600 ألف طالب لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم بسبب العدوان واستهداف المنظومة التعليمية بالكامل. وفي السياق ذاته ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية العدوان الصهيوني إلى 49 صحفيا، وإصابة 32 آخرين وفقدان صحفيين اثنين، كما دمر الاحتلال أزيد من 117 مؤسسة إعلامية ومقار صحفية بشكل كامل. أما على صعيد المرافق والخدمات والمنشآت الصناعية، تحدث نفس المصدر عن ارتفاع شهداء كوادر الدفاع المدني إلى 20 شهيدا وإصابة العشرات، وتدمير عدد من المركبات، وسقوط 99 شهيدا من كوادر وموظفي وكالة الأونروا وإصابة 26، كما استهدف الاحتلال أزيد من 50 مبنى تابعا لوكالة الأونروا، إلى جانب أزيد من 799 منشأة صناعية دمرها، بالإضافة إلى استهداف 65 محطة ضخ مياه الصرف الصحي، مما يزيد ذلك في مخاطر تفشي الأمراض، كما استهدف الاحتلال 60 بئرا تابعا للبلدية، و88 مقرا حكوميا وعشرات المرافق الخدماتية والمنشآت العامة الأخرى، كما قصف الاحتلال الصهيوني 12 مخبزة، ودمر 70 بالمائة من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بخسائر تقدر بأكثر من 80 مليون دولار، وفي نفس الوقت قدرت الخسائر جراء العدوان والذي طال منشآت اقتصادية ومدنية وحكومية وأهلية وبنية تحتية بأزيد من 3 مليار دولار. وفي الإطار ذاته لم تسلم المقدسات من جرائم الاحتلال الصهيوني، حيث دمر 68 مسجدا بشكل كلي وتضرر 145 مسجدا بشكل جزئي، كما استهدف 3 كنائس و 5 مقرات تابعة للأوقاف ولجان الزكاة، وسقط أزيد من 53 شهيدا من الأئمة والدعاة والوعاظ.