اعتزال كوادر الخضر.. قرارات وتساؤلات لم يمر قرار إعلان قلب الدفاع وقائد المنتخب الوطني عنتر يحيى عن اعتزاله اللعب دوليا مرور الكرام، بل أثار جدلا كبيرا وسط أهل الاختصاص وعشاق الخضر، هؤلاء الذين ازدادت حيرتهم وكثرت تساؤلاتهم، خاصة بعد أن اتخذ الثنائي نذير بلحاج وكريم مطمور نفس القرار، بعد أقل من 48 ساعة من قرار عنتر يحيى، بالإضافة إلى عزم لاعبين آخرين على غرار غزال و جبور الانسحاب من المنتخب الوطني، ما حول الحديث عن قرار فردي إلى ظاهرة غريبة تخص استنزاف تشكيلة الخضر، عشية الدخول في تربص تحضيري بالضاحية الباريسية تحسبا للاستحقاقات المقبلة، خاصة منها «كان 2013» و «مونديال 2014». قرار اعتزال كوادر المنتخب الوطني أثار جدلا كبيرا، وكان وراء العديد من التساؤلات كما كانت له عدة قراءات، ولو أن التركيز كان على 3 قراءات لقيت الإجماع وسط المتتبعين وأهل الاختصاص القراءة الأولى تقول بأن إعلان يحيى وزميليه اعتزالهما اللعب دوليا، جاء من باب مساندتهم للقائد كريم زياني، والذي هو في نفس الوقت صهر عنتر يحيى، بعد إبعاده من قبل الناخب الوطني الجديد حليلوزيتش، في سيناريو مشابه تماما للقائد السابق يزيد منصوري مع الشيخ سعدان، وهي قراءة تشير إلى سعي لوبي المحترفين للضغط على المدرب الوطني. القراءة الثانية فمفادها دراسة أصحاب القرار للقضية من كل الجوانب، ووضعهم مشوارهم الاحترافي في المقام الأول قبل المنتخب الوطني، بالنظر لتقدمهم في السن، ما جعلهم يمنحون الأولوية لأنديتهم التي تدفع لهم رواتب شهرية معتبرة، وبالتالي فإنهم فضلوا تفادي المشاكل التي من شأنها أن تتسبب في فقدانهم لمناصبهم، خاصة وأن المنتخب مقبل على عدة تربصات طويلة المدى خلال شهري ماي وجوان، تحسبا لتصفيات «كان 2013»، والشروع بعد نهائياتها في خوض غمار تصفيات مونديال البرازيل، وهو ما قد يرفضه مسؤولو أنديتهم، الذين قد يخيرونهم بين المنتخب والفريق الذي يلعبون له. أما القراءة الثالثة والتي يراها أهل الاختصاص الأقرب إلى الواقع، فتتمثل في السياسة الجديدة التي انتهجها الناخب الوطني الجديد وحيد حليلوزيتش، والتي لا مكان فيها للنجومية واحتكار المناصب في التشكيلة الأساسية، بدليل انتداب وجوه شابة جديدة على غرار فيغولي، كادامورو و شلالي، ناهيك عن معاينته المستمرة لشبان آخرين بمختلف الملاعب الأوروبية، وهي السياسة التي جعلت عنتر، بلحاج ومطمور يخافون من أن يلاقوا نفس مصير القائد السابق منصوري، وزاوي ورحو...إلخ، وعليه فضلوا الخروج من الباب الواسع على طريقة النجوم على الإبعاد وتضييع الجمل بما حمل. حميد بن مرابط اعتزالي لا علاقة بالمنافسة أو بخلاف مع المدرب برر اللاعب عنتر يحيى أمس اعتزله اللعب للفريق الوطني بترك الفرصة لمجموعة جديدة كي تعيش تجربة إنسانية ورياضية، نافيا أن يكون الأمر يتعلق بخشيته المنافسة التي فرضها الناخب الجديد وحيد حليلوزيتش الذي أكد ألا وجود لكلمة ركائز أو كوادر في قاموسه وأن الأولوية في المنتخب للجاهزين نفسيا. القائد السابق للخضر وفي حديث لحصة «المجلة الرياضية» للقناة الإذاعية الثالثة أكد أنه لم يكن يخشى المنافسة لأنه « محارب» سيتمكن من انتزاع مكانته الأساسية في المنتخب، مشيرا إلى أنه اختار الوقت الملائم لتعليق الحذاء، أي عشية استحقاق جديد للمنتخب الذي سيخوض تصفيات المونديال والكان، وبلغة مؤثرة قال عنتر أنه أحب الجزائر وعمل كل ما في وسعه للانضمام إلى المنتخب حتى في الوقت الذي كان فيه القانون يحول دون انضمامه، قال أنه سيبقى المناصر الأول للفريق الوطني بعد رحيله معبرا عن ثقته في زميله بوقرة لتأطير الشبان الجدد، وكشف بالمناسبة أنه استشار والده في القرار وكان رد الأب الذي رباه على حب الجزائر كما قال أنه فخور به في انضمامه وفي اعتزاله لكنه قال له أن يرى بأنه لازال قادرا على المواصلة كما تحدث قبل القرار إلى كل من بوقرة، وزياني، ومنصوري وزاوي. ونفى أن يكون القرار نتيجة تلقيه إشارات سلبية من الناخب الوطني، حيث أكد أن حليلوزيتش يعرف جيدا طريقه تفكيره الايجابية والبناءة وأنه حاول ثنيه عن القرار باعطائه مهلة للتفكير، لكنه احترم في النهاية اصراره على الرحيل. اللاعب الذي ارتبط اسمه بتأهل المنتخب إلى المونديال بتسجيله لهدف الانتصار على مصر في مقابلة أم درمان الشهيرة قال أن أصعب لحظة في مشواره الرياضي هي لحظة الاعتزال، أما أهم لحظة فعند إطلاق حكم مباراة أما درمان لصافرة النهاية. وأضاف بأنه باق في الميادين طيلة العقد الذي يربطه بكايزسلاوترن الألماني وأن الأولوية بالنسبة له هي العودة بهذا المنتخب العريق إلى الدرجة الأولى. للاشارة فإن صديق وحليف عنتر يحيى مجيد بوقرة كان الضيف المفاجىء في ذات الحصة التي يقدمها معمر جبور، حيث كان الجمع بينهما مؤثرا، خصوصا حين أعلن بوقرة أنه لا يصدق ما يسمعه من عنتر وهو يقول له سأكون من المتفرجين والمشجعين لكم الشهرالقادم. نذير بلحاج يؤكد قرار اعتزالي اتخذته عن قناعة ولن أتراجع عنه أكد مدافع الخضر نذير بلحاج بأن قرار اعتزاله اللعب دوليا كان عن قناعة تامة، مشيرا إلى أنه اتخذه قبل مباراة غامبيا شهر مارس الفارط. بلحاج الذي تقمص الألوان الوطنية في 54مناسبة، سجل خلاها 4 أهداف، كانت أول مشاركة له مع الخضر يوم 28أفريل 2007 أمام المنتخب الصيني، أوضح في تصريح له لموقع ناديه :» منذ عام وأنا أفكر جديا في هذا القرار، وأعتقد أنه الوقت المناسب من أجل التوقف عن اللعب على المستوى الدولي، بعد 8 سنوات من العطاء مع المنتخب، لإتاحة الفرصة أمام الأجيال القادمة، والتي ستكون خير دعم للخضر للتواجد في المحافل الدولية «. ويعد بلحاج من العناصر التي صنعت ملحمة تأهل الفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2010 بعد 24سنة من الغياب، أين تم اختياره ضمن قائمة أحسن ظهير أيسر في الدور الأول في هذا المونديال، كما توج بلقب أحسن ظهير أيسر في إفريقيا عام 2009، و في سياق حديثه أوضح اللاعب انه أبلغ المدرب الوطني حاليلوزيتش بقراره قبل مباراة غامبيا:» لقد حاول المدرب حليلوزيتش إقناعي بالتراجع عن قراري، وأكدت له حاجتي للابتعاد عن التشكيلة الوطنية و التركيز مع فريقي وإتاحة الفرصة للاعبين الشبان ، كما أنني أبلغت قراري لرئيس الفاف محمد روراوة». بلحاج الذي لعب للعديد من الأندية الفرنسية كغونيون و سيدان و لانس و ليون، ونادي بورتسموث الانجليزي الذي تألق معه بشكل لافت، بتسجيله للعديد من الأهداف، منها على وجه الخصوص أمام ليفربول ذهابا و إيابا، كما نشط إلى جانب مواطنه حسان يبدة نهائي كأس رابطة إنجلترا( 2010)، قبل أن ينتقل إلى السد القطري الذي توج معه بكأس رابطة الأبطال الآسيوية ، حيث سمحت ضربة الجزاء الأخيرة التي نفدها بلحاج لفريقه التتويج بهذه الكأس التي أهلت النادي القطري بالمشاركة في كأس العالم للأندية باليابان ( 2011) ويعد بلحاج أول جزائري يشارك في هذه المنافسة التي احتل فيها المرتبة الثالثة . ع - قد